أريد أن أتخلص من أحزاني
أ. لولوة السجا
السؤال
♦ الملخص:
فتاةٌ أراد شاب أن يتقدم لها، لكن أهلها رفضوا لأنه مِن بلد آخر،
ثم أبدَوْا موافقتهم بعد مدة، ولكن الشاب اعتذر لرفض
أهله هذه المرة، وتسأل كيف تتخلص من أحزانها.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 24 عامًا، أخبَرَني أحدُ زملاء الدراسة بأنه يريدُ
التَّقدُّم لي، ثم عرَّفني بنفسه، وسألني عن عائلتي، وطلَب رقم والدي،
وهو شابٌّ على خُلُق، ولم يطلُبْ منِّي أن يُحدثني في الهاتف أو غيره.
بدأتُ أحسُّ بالميل لهذا الشابِّ، وأنِّي أريده في الحلال، كان يُراسلني
على فترات متباعدة، وأخبر أهله عنِّي، وبدأ يُحاول إقناعهم بأنَّه يريد خطبتي.
أقنع أهله بالفعل ووافقوا، لكن المشكلة أن والدي رفض بشدَّة لأسباب؛
منها: أنَّه من جنسية أخرى، وليس لديه عمل ثابتٌ، صُدمتُ،
ولا أعرف ماذا أفعل، وأخبرتُ أبي أنَّ مِن حقِّي أن أستخيرَ،
لكنه كان يرفُض أن يسمعني، وحاول أن يُقنعني أن الشاب غير جيد،
وأنَّه يضحك عليَّ، وما إلى ذلك، أخبرتُه بأنَّ مِن حقِّي أن
أستخير، وأن أرى الشَّاب، ولكنَّه رفض رفضًا تامًّا.
حاولتُ إدخال الأقارب وكبار العائلة، لكن والدي كان يرفض،
فقررتُ أن أنهي الموضوع حتى يهدأَ وبعد فترة أفتحه مع والدي
مرة أخرى، وأخبرتُ الشاب بموقف الوالد، فحزن حزنًا شديدًا،
وغضب أكثر عندما أتى أهلُه مِن بلدِه وعادوا مرةً أخرى بعد رفضِ والدي.
توقَّف الموضوع تمامًا ودعوتُ الله كثيرًا حتى استجاب أبي للأمر،
وعَلِم خطأ ما كان يفعل، لكن للأسف جاء ردُّه بعد فوات الأوان،
فقد رفَض أهله الموضوع تمامًا بعدما أحرجهم أبي ورفض استقبالهم
في المرة الأولى! وأخبرني الشابُّ أن أمه تبحث له عن عروس،
لكنه لا يريد غيري، هذا فضلًا عن مشكلات لديه في العمل والإقامة.
تعثَّر الموضوع بصورة كبيرة، وأرسلتُ له رسالة أنه إذا تحسنتْ
أمورُه فيُمكنه التقدم، لكنه لم يَرُدَّ عليَّ منذ أشهر،
فأفيدوني بارك الله فيكم كيف أخفِّف من آلامي وأحزاني؟
الجواب
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه،
أما بعدُ:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
إن الله عز وجل يختار لعبده المؤمن ما فيه خير له، وهو أعلم سبحانه بما يصلح لك.
سلِّمي أمرَك لله، واطمئني واستخيري، وتضَرَّعي إلى اللهِ أن يقدرَ لك الخير.
وإذا كان زواجُك منه خيرًا ساقه الله إليك رغم كل الظروف، وإن كان
فيه شرٌّ فسيَصْرِفه عنك بحولِه وقُدرته سبحانه؛ فلِمَ القلق والحزن؟
والآن عليك أن تعيشي حياتك كما عاش هو حياته، وعودي لربك
واقتربي منه وستجدين السعادة والراحة وانشراح الصدر.
أنصحك بأن لا تتابعي صفحاته، ولا تَتَتبّعي أخباره،
فالشيطانُ حريصٌ على إحزانك،
{ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا
شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }
[البقرة: 216]،
وتأملي خاتمة الآية:
{ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }
منقول للفائدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق