فتن آخر الزمان والثبات على الحق
الخطبة الاولى:
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل
فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد
أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد:
فتن آخر الزمان.
فنحن في آخر الزمان وقد حذرنا نبينا صلى الله عليه وسلم من
فتن كقطع الظلام، وقال لنا:
(بادروا بالأعمال فتنًا)
[رواه مسلم118].
أي اجتهدوا بالأعمال الصالحات قبل أن تأتي فتن تشغل الإنسان،
وأخبرنا عن اضطراب أحوال الناس في آخر الزمان، وأن منهم من
يغير دينه والعياذ بالله، ومنهم من يزيغ عن العقيدة الصحيحة، ويخرج
من الإسلام إلى الكفر، وقال لنا:
(يصبحُ الرجل مؤمنًا، ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا، ويصبح كافرًا،
يبيع دينه بعرض من الدنيا).
التغير يحدث في ليلة، في نهار! يكون في المساء مؤمنًا، فإذا هو في
الصباح على الكفر! قد خرج من الإسلام، وهناك تغيرات تعتري الناس
فيما هو أقل من الكفر، فيكون على سنة فيزلّ إلى البدعة، يكون
على التمسك بحكم شرعي فيصبح يخالفه، وتضطرب الأحوال،
وتتغير القناعات في لحظة، يتذبذب الناس
، لماذا؟! كان تاركًا لهذا الشيء على أنه محرم، لم يدخله بيته لأنه
محرم، وبقي على ذلك زمنًا، وفي ليلة تُفاجأ به أدخل المنكر إلى بيته، لماذا؟
يعلم أن هذا النوع من البيع محرم، وهذه المعاملة رشوة، وهذا ربا،
ويستمر على ذلك فترة من الزمن، وفجأة: تجده يتعامل به، ويقبله،
ويأخذه، فلماذا؟ يمنع زوجته من لباس معين لأنه محرم، وهو يعلم من فتاوى العلماء أنه محرم،
ويبقى على ذلك زمنًا، وفجأة يسكت عنه،
ويسمح به ويقره، فلماذا؟ وهكذا من الأمثلة المختلفة لماذا يحدث هذا؟
ليس هناك ثبات، ليس هناك ثبات على الدين، هذا لو عرفه، وبعضهم
يجهل أنه الحق أصلًا فتكون المخالفة لعدم العلم للجهل،
ولذلك أيها الإخوة: وظيفة المسلم في الحياة أن يعرف الحق،
وأن يأخذ به هذه هي الخلاصة! خلاصة حياتنا: أن نعرف الحق،
وأن نأخذ به، فنحتاج إلى علم، وعمل، نحتاج إلى صبر، واستمساك،
وهذا الثبات على الحق مهم جدًا لنا في القبر؛ يوم يأتي ملكان أسودان، أزرقان،
إنه منظر مريع مخيف، أسود في اللون، أزرق العينين، يقال لأحدهما المنكر،
وللآخر النكير، لماذا؟ لأنهما لم يريا من قبل،
أنت ترى في القبر منظرًا أنا، وأنت، وهو، وكلنا سنراه؛
لأنه خبر الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام، المنكر، والنكير،
إنه شيء تنكره؛ لأنه لا عهد لك به من قبل رأيت منظرًا فظيعًا،
وهولًا من هذين الملكين لم ترهما من قبل شخصيتان ما عرفتهما
من قبل، وبيد أحدهما مطراق مرزبة، فيتم الإقعاد فيقعدانه، ويسألانه فينتهرانه ويسألانه، الصحابة ضجوا لما سمعوا الكلام خافوا
على أنفسهم قالوا يا رسول الله: يعني هذا رهبة
يعني من الذي يثبت حتى الذي يعرف المعلومات سينساها، ألا ينسى
بعض الطلاب معلوماتهم في الاختبارات من رهبة الاختبار؟
وقد ذاكرها، وحفظها؟
فالنبي عليه الصلاة والسلام طمأنهم، أن الله يثبت الذين آمنوا بالقول
الثابت في الحياة الدنيا، وفي الآخرة، فإذا كنت على الإيمان؛
تجيب بإجابة صحيحة، فيقرك الملكان ويقولان له: قد علمنا ذلك على
اليقين كنت، وعليه مت، وعليه تبعث إن شاء الله، فنريد يقينًا، ونريد
ثباتًا عليه، الله سبحانه وتعالى امتن على المؤمنين بتثبيت أقدامهم
بإنزال المطر من السماء في المعارك، وأنه أنزل عليهم مطرًا، وقال للملائكة، فثبتوا الذين آمنوا، وأنزل مطرًا ثبت الله به أقدام المؤمنين،
وأنزل الله من السماء، وحيًا يثبت به أفئدة المؤمنين، وجالوت،
وجنوده من الكفار قد هزموا بالمسلمين لما ثبتوا، ولما برزوا لجالوت، وجنوده، ماذا قال المؤمنون؟
{ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًاإنه صبر كثير إفراغ إنه من شيء
مملوء أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِين }
َسورة البقرة250.
أنواع الفتن وطرق إجتنابها.
ونحن نحتاج اليوم أيما حاجة أيها الإخوة إلى الثبات والله عز وجل قال:
{ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }
سورة آل عمران102.
إذًا اثبتوا على هذا الدين، لا تنحرفوا عنه، لا تتركوه، لا كليًا، ولا جزئيًا،
لا تتركوه إلى غيره؛ فترتدوا، ولا تتركوا حكمًا واحدًا من أحكامه،
{ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً }
سورة البقرة208.
كافة، ومن أدعية المؤمنين:
{ رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا }
سورة آل عمران8.
والنبي عليه الصلاة السلام علمنا فقال:
(القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يا مصرف القلوب ثبت قلبي
على دينك)
[رواه مسلم2654].
ولذلك كان يكثر أن يقول في هذه الأدعية:
سائلًا الثبات من الله سبحانه وتعالى، ولما حدّث أصحابه عن فتنة
الدجال، وأخبرهم بأشياء عجيبة من فتنة الدجال معه جنة، في الظاهر، ونار،
ويطوف في الأرض سريعًا وأن معه من والبهائم ما ترك ا
لكفار شيئًا من القاذورات إلا وضعوه، صوره، ثبتوه نشروه
من جميع الأنواع ثم مواقع الانترنت، ورسائل البريد الإلكتروني
وقريبًا نسمع أن الجوالات التي بأيدي أبنائنا، وبناتنا، الجوال
الذي تعطيه لابنتك وابنك اليوم، هذا الجوال ستصل إليه مقاطع
أفلام جنسية قذرة من لا يملك جوالًا؟ يملك الناس جوالات وشركا
الخوارق العجيبة التي يرى بها الناس أنه يحي أمواتًا من القبور
وأن كنوز الأرض تتبعه ومع ذلك قال يا عباد الله:
فاثبتوا سأصفه لكم وصفًا لم يصفه نبي قبلي، يا عباد: الله فاثبتوا!
أوصانا بذلك مهما رأينا من الفتن، أن نثبت يا عباد الله: فاثبتوا
وكان عليه الصلاة والسلام يقول في أدعيته
(اللهم إني أسألك الثبات في الأمر)
[رواه الترمذي3407].
والأمر هو الدين، والإسلام، والأحكام، ولماذا نحن نكرر في الصلاة
{ اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيم }
َسورة الفاتحة6.
ونداوم عليها؟ زدنا هدى، وثبتنا عليه، ولو قال واحد: أنا مهتدي
فلماذا أسأل مزيدًا؟ لماذا أسأل الهداية؟ نقول: تسأل مزيدًا منها،
والثبات عليها اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ، والنبي عليه الصلاة والسلام
لما تعرض لمساومات من المشركين؛ ثبت قالوا: نعبد إلهك سنة،
وتعبد إلهنا سنة عرض، الإنسان قد تأتيه عروض مغرية يا عباد الله:
هذه الدنيا؛ فتن، عروض مالية مغرية، عروض في مناصب مغرية،
في شركات، ومؤسسات، وأشياء فيها زيادة رواتب، لكن الأعمال
فيها حرام! فيها شبهات كثيرة، ظلمات بعضها فوق بعض، هل يثبت
أمام الإغراء؟ ألا يتعرض الشباب للإغراء من الفتيات والعكس؟
أليس هذا عصر الشهوات؟ ألسنا اليوم في واقع بئيس من جهة العفة؟
هذه القنوات الإباحية التي تنشر صور الفواحش بأنواعها،
وأنواع لا تخطر ببال حتى تسمع عنها فيقال لك:
لقد نشروا صور الفواحش حتى مع الكلاب، ت الجوالات العالمية
المصنعة لها تريد أن تمحور الحياة حول الجوال فيجعلون البيع
بالجوال، والشراء بالجوال، وتسديد الفواتير بالجوال، والحجز بالجوال،
وهكذا الدنيا الأغراض تقضى بالجوال، محورة الحياة حول الجوال هذا الجوال سيكون مصدرًا عظيمًا للشر أيضًا،
وليس البريد الإلكتروني فقط، وبالتالي سنرى الأبناء، والبنات، والصغار، والمساكين، والأبرياء
والذين لم يعرفوا الشر من قبل، والفطر السليمة، وكل مولود يولد على الفطرة إذا به يرى قاذورات،
وأشياء غير متوقعة تأتيه على الجوال،
وهذه تقنيات البلوتوث اليوم تعبث بهم عبثا وتنقل إليهم الصور
ماذا سيحدث من الذي يثبت أصلًا أيها الأخوة: من الذي يثبت
والأخوات من الذي يثبت عندما تُرى الصور، ومن الذي ينساق وراءها ليطبق هذه الانحرافات؟
المسألة اليوم فتن، فتن والله فتن في الشبهات، في الشهوات فتن كقطع
الليل المظلم، ويل للعرب من شر قد اقترب، من الذي يثبت أمام الفتن؟
لو تعرض لإغراء صورة، أو دعوة من فاسق، أو فاسقة،
من الذي سيثبت؟ هنا قضية الثبات، الثبات على المبدأ الثبات على
الحق هذا حرام يعني حرام، ولا يتغير، ولا يتبدل، ولسنا نقول اليوم حرام،
وغدًا نقول ولكن ظهر هناك من يفتي بجوازه ظهر يعني شيء مستجد
أين كان هذا العلم من قبل
لو كان صحيحًا ليست مكتشفات القضية الحكم كلما كان أقدم في الشريعة
كان أحسن فحكم الصحابة أحسن من حكم من بعدهم، وآراء التابعين
الفقهية خير من آراء من بعدهم، وهكذا لأن الدين يتعرض للهجمات،
ويخف التمسك به فتحصل التراجعات تحصل الانتكاسات، ولذلك
غير بعض الناس من أشياء فإذا قلت لماذا غيرت أنت الآن كنت تتبع
أهل العلم ما الذي حصل؟
قال لأنني سمعت فتوى من شيخ ما في قناة ما يقول إن هذا جائز
، سبحان الله، الذي يقول إنه قد وجد اليوم من يقول في قناة ما لا بدّ
من نشر ثقافة العري لأن الحجاب قد كثر ولا بدّ أن نوازن الأمور وننشر عريًا في المقابل سبحان الله
أين عقولهم كيف يقال هذا أيها الإخوة المبدأ مبدأ والحق حق،
يجب الثبات عليه قالوا نعبد إلهك سنة وتعبد إلهنا سنة؟
لا
{ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ *
وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ * وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِين }
ِسورة الكافرون6.
مفاصلة
{ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهُِون }
َسورة القلم9.
مشيها شوية، ونمشيها لك أيضًا، أبدًا وهذه قضية مهمة جدًا، اليوم
جاءوا إلى أبي طالب قالوا هذا ابن أخيك قد آذانا وسفه دين آبائنا،
وعاب آلهتنا، وشتمها يا ابن أخي: أن قومك يقولون كذا، وكذا،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمه:
(ما أنا بأقدر أن أدع ما بعثت به من أن يشعل أحدٌ من هذه وأشا
ر إلى الشمس شعلة من نارٍ)
[رواه الحاكم في المستدرك6467].
والحديث صححه ابن حجر رحمه الله، هل يستطيعون أن يشعلوا من
الشمس شعلة من نار أصلًا لو اقتربوا قليلًا لاحترقوا، وكذلك أنا لا
أستطيع أن أترك شيئًا من الدين، فليست القضية قابلة للمساومات،
والنبي عليه الصلاة والسلام، على جلالة قدره قال الله له كلامًا شديدًا
مع أنه أحب البشر إلى الله صاحب المقام المحمود، والشفاعة العظمى
ولواء الحمد الذي يؤذن له أن يسجد تحت عرش الله يوم القيامة قال:
{ وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا }
الإسراء74.
قليلًا، طيب ولو حصل هذا ماذا سيكون؟ تكون العاقبة قال:
{ إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ }
ضعف العذاب في الحياة، وليس هذا فقط
{ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ }
سورة الإسراء75.
سبحان الله يقوله لنبيه صلى الله عليه وسلم، إذًا هذا لو ركن إليهم شيئًا
قليلًا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات، على جلالة قدره، وعلو
منزلته يقول هذا لنبيه عليه الصلاة والسلام فما بالكم بنا نحن؟
اللهم إنا نسألك الثبات على الأمر يا رب العالمين، والعزيمة على الرشد،
يا أرحم الراحمين لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة،
إنك أنت الوهاب، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي، ولكم،
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم، وأوسعوا لإخوانكم الواقفين،
يوسع الله لكم..
الخطبة الاولى:
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل
فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد
أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد:
فتن آخر الزمان.
فنحن في آخر الزمان وقد حذرنا نبينا صلى الله عليه وسلم من
فتن كقطع الظلام، وقال لنا:
(بادروا بالأعمال فتنًا)
[رواه مسلم118].
أي اجتهدوا بالأعمال الصالحات قبل أن تأتي فتن تشغل الإنسان،
وأخبرنا عن اضطراب أحوال الناس في آخر الزمان، وأن منهم من
يغير دينه والعياذ بالله، ومنهم من يزيغ عن العقيدة الصحيحة، ويخرج
من الإسلام إلى الكفر، وقال لنا:
(يصبحُ الرجل مؤمنًا، ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا، ويصبح كافرًا،
يبيع دينه بعرض من الدنيا).
التغير يحدث في ليلة، في نهار! يكون في المساء مؤمنًا، فإذا هو في
الصباح على الكفر! قد خرج من الإسلام، وهناك تغيرات تعتري الناس
فيما هو أقل من الكفر، فيكون على سنة فيزلّ إلى البدعة، يكون
على التمسك بحكم شرعي فيصبح يخالفه، وتضطرب الأحوال،
وتتغير القناعات في لحظة، يتذبذب الناس
، لماذا؟! كان تاركًا لهذا الشيء على أنه محرم، لم يدخله بيته لأنه
محرم، وبقي على ذلك زمنًا، وفي ليلة تُفاجأ به أدخل المنكر إلى بيته، لماذا؟
يعلم أن هذا النوع من البيع محرم، وهذه المعاملة رشوة، وهذا ربا،
ويستمر على ذلك فترة من الزمن، وفجأة: تجده يتعامل به، ويقبله،
ويأخذه، فلماذا؟ يمنع زوجته من لباس معين لأنه محرم، وهو يعلم من فتاوى العلماء أنه محرم،
ويبقى على ذلك زمنًا، وفجأة يسكت عنه،
ويسمح به ويقره، فلماذا؟ وهكذا من الأمثلة المختلفة لماذا يحدث هذا؟
ليس هناك ثبات، ليس هناك ثبات على الدين، هذا لو عرفه، وبعضهم
يجهل أنه الحق أصلًا فتكون المخالفة لعدم العلم للجهل،
ولذلك أيها الإخوة: وظيفة المسلم في الحياة أن يعرف الحق،
وأن يأخذ به هذه هي الخلاصة! خلاصة حياتنا: أن نعرف الحق،
وأن نأخذ به، فنحتاج إلى علم، وعمل، نحتاج إلى صبر، واستمساك،
وهذا الثبات على الحق مهم جدًا لنا في القبر؛ يوم يأتي ملكان أسودان، أزرقان،
إنه منظر مريع مخيف، أسود في اللون، أزرق العينين، يقال لأحدهما المنكر،
وللآخر النكير، لماذا؟ لأنهما لم يريا من قبل،
أنت ترى في القبر منظرًا أنا، وأنت، وهو، وكلنا سنراه؛
لأنه خبر الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام، المنكر، والنكير،
إنه شيء تنكره؛ لأنه لا عهد لك به من قبل رأيت منظرًا فظيعًا،
وهولًا من هذين الملكين لم ترهما من قبل شخصيتان ما عرفتهما
من قبل، وبيد أحدهما مطراق مرزبة، فيتم الإقعاد فيقعدانه، ويسألانه فينتهرانه ويسألانه، الصحابة ضجوا لما سمعوا الكلام خافوا
على أنفسهم قالوا يا رسول الله: يعني هذا رهبة
يعني من الذي يثبت حتى الذي يعرف المعلومات سينساها، ألا ينسى
بعض الطلاب معلوماتهم في الاختبارات من رهبة الاختبار؟
وقد ذاكرها، وحفظها؟
فالنبي عليه الصلاة والسلام طمأنهم، أن الله يثبت الذين آمنوا بالقول
الثابت في الحياة الدنيا، وفي الآخرة، فإذا كنت على الإيمان؛
تجيب بإجابة صحيحة، فيقرك الملكان ويقولان له: قد علمنا ذلك على
اليقين كنت، وعليه مت، وعليه تبعث إن شاء الله، فنريد يقينًا، ونريد
ثباتًا عليه، الله سبحانه وتعالى امتن على المؤمنين بتثبيت أقدامهم
بإنزال المطر من السماء في المعارك، وأنه أنزل عليهم مطرًا، وقال للملائكة، فثبتوا الذين آمنوا، وأنزل مطرًا ثبت الله به أقدام المؤمنين،
وأنزل الله من السماء، وحيًا يثبت به أفئدة المؤمنين، وجالوت،
وجنوده من الكفار قد هزموا بالمسلمين لما ثبتوا، ولما برزوا لجالوت، وجنوده، ماذا قال المؤمنون؟
{ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًاإنه صبر كثير إفراغ إنه من شيء
مملوء أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِين }
َسورة البقرة250.
أنواع الفتن وطرق إجتنابها.
ونحن نحتاج اليوم أيما حاجة أيها الإخوة إلى الثبات والله عز وجل قال:
{ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }
سورة آل عمران102.
إذًا اثبتوا على هذا الدين، لا تنحرفوا عنه، لا تتركوه، لا كليًا، ولا جزئيًا،
لا تتركوه إلى غيره؛ فترتدوا، ولا تتركوا حكمًا واحدًا من أحكامه،
{ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً }
سورة البقرة208.
كافة، ومن أدعية المؤمنين:
{ رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا }
سورة آل عمران8.
والنبي عليه الصلاة السلام علمنا فقال:
(القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يا مصرف القلوب ثبت قلبي
على دينك)
[رواه مسلم2654].
ولذلك كان يكثر أن يقول في هذه الأدعية:
سائلًا الثبات من الله سبحانه وتعالى، ولما حدّث أصحابه عن فتنة
الدجال، وأخبرهم بأشياء عجيبة من فتنة الدجال معه جنة، في الظاهر، ونار،
ويطوف في الأرض سريعًا وأن معه من والبهائم ما ترك ا
لكفار شيئًا من القاذورات إلا وضعوه، صوره، ثبتوه نشروه
من جميع الأنواع ثم مواقع الانترنت، ورسائل البريد الإلكتروني
وقريبًا نسمع أن الجوالات التي بأيدي أبنائنا، وبناتنا، الجوال
الذي تعطيه لابنتك وابنك اليوم، هذا الجوال ستصل إليه مقاطع
أفلام جنسية قذرة من لا يملك جوالًا؟ يملك الناس جوالات وشركا
الخوارق العجيبة التي يرى بها الناس أنه يحي أمواتًا من القبور
وأن كنوز الأرض تتبعه ومع ذلك قال يا عباد الله:
فاثبتوا سأصفه لكم وصفًا لم يصفه نبي قبلي، يا عباد: الله فاثبتوا!
أوصانا بذلك مهما رأينا من الفتن، أن نثبت يا عباد الله: فاثبتوا
وكان عليه الصلاة والسلام يقول في أدعيته
(اللهم إني أسألك الثبات في الأمر)
[رواه الترمذي3407].
والأمر هو الدين، والإسلام، والأحكام، ولماذا نحن نكرر في الصلاة
{ اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيم }
َسورة الفاتحة6.
ونداوم عليها؟ زدنا هدى، وثبتنا عليه، ولو قال واحد: أنا مهتدي
فلماذا أسأل مزيدًا؟ لماذا أسأل الهداية؟ نقول: تسأل مزيدًا منها،
والثبات عليها اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ، والنبي عليه الصلاة والسلام
لما تعرض لمساومات من المشركين؛ ثبت قالوا: نعبد إلهك سنة،
وتعبد إلهنا سنة عرض، الإنسان قد تأتيه عروض مغرية يا عباد الله:
هذه الدنيا؛ فتن، عروض مالية مغرية، عروض في مناصب مغرية،
في شركات، ومؤسسات، وأشياء فيها زيادة رواتب، لكن الأعمال
فيها حرام! فيها شبهات كثيرة، ظلمات بعضها فوق بعض، هل يثبت
أمام الإغراء؟ ألا يتعرض الشباب للإغراء من الفتيات والعكس؟
أليس هذا عصر الشهوات؟ ألسنا اليوم في واقع بئيس من جهة العفة؟
هذه القنوات الإباحية التي تنشر صور الفواحش بأنواعها،
وأنواع لا تخطر ببال حتى تسمع عنها فيقال لك:
لقد نشروا صور الفواحش حتى مع الكلاب، ت الجوالات العالمية
المصنعة لها تريد أن تمحور الحياة حول الجوال فيجعلون البيع
بالجوال، والشراء بالجوال، وتسديد الفواتير بالجوال، والحجز بالجوال،
وهكذا الدنيا الأغراض تقضى بالجوال، محورة الحياة حول الجوال هذا الجوال سيكون مصدرًا عظيمًا للشر أيضًا،
وليس البريد الإلكتروني فقط، وبالتالي سنرى الأبناء، والبنات، والصغار، والمساكين، والأبرياء
والذين لم يعرفوا الشر من قبل، والفطر السليمة، وكل مولود يولد على الفطرة إذا به يرى قاذورات،
وأشياء غير متوقعة تأتيه على الجوال،
وهذه تقنيات البلوتوث اليوم تعبث بهم عبثا وتنقل إليهم الصور
ماذا سيحدث من الذي يثبت أصلًا أيها الأخوة: من الذي يثبت
والأخوات من الذي يثبت عندما تُرى الصور، ومن الذي ينساق وراءها ليطبق هذه الانحرافات؟
المسألة اليوم فتن، فتن والله فتن في الشبهات، في الشهوات فتن كقطع
الليل المظلم، ويل للعرب من شر قد اقترب، من الذي يثبت أمام الفتن؟
لو تعرض لإغراء صورة، أو دعوة من فاسق، أو فاسقة،
من الذي سيثبت؟ هنا قضية الثبات، الثبات على المبدأ الثبات على
الحق هذا حرام يعني حرام، ولا يتغير، ولا يتبدل، ولسنا نقول اليوم حرام،
وغدًا نقول ولكن ظهر هناك من يفتي بجوازه ظهر يعني شيء مستجد
أين كان هذا العلم من قبل
لو كان صحيحًا ليست مكتشفات القضية الحكم كلما كان أقدم في الشريعة
كان أحسن فحكم الصحابة أحسن من حكم من بعدهم، وآراء التابعين
الفقهية خير من آراء من بعدهم، وهكذا لأن الدين يتعرض للهجمات،
ويخف التمسك به فتحصل التراجعات تحصل الانتكاسات، ولذلك
غير بعض الناس من أشياء فإذا قلت لماذا غيرت أنت الآن كنت تتبع
أهل العلم ما الذي حصل؟
قال لأنني سمعت فتوى من شيخ ما في قناة ما يقول إن هذا جائز
، سبحان الله، الذي يقول إنه قد وجد اليوم من يقول في قناة ما لا بدّ
من نشر ثقافة العري لأن الحجاب قد كثر ولا بدّ أن نوازن الأمور وننشر عريًا في المقابل سبحان الله
أين عقولهم كيف يقال هذا أيها الإخوة المبدأ مبدأ والحق حق،
يجب الثبات عليه قالوا نعبد إلهك سنة وتعبد إلهنا سنة؟
لا
{ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ *
وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ * وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِين }
ِسورة الكافرون6.
مفاصلة
{ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهُِون }
َسورة القلم9.
مشيها شوية، ونمشيها لك أيضًا، أبدًا وهذه قضية مهمة جدًا، اليوم
جاءوا إلى أبي طالب قالوا هذا ابن أخيك قد آذانا وسفه دين آبائنا،
وعاب آلهتنا، وشتمها يا ابن أخي: أن قومك يقولون كذا، وكذا،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمه:
(ما أنا بأقدر أن أدع ما بعثت به من أن يشعل أحدٌ من هذه وأشا
ر إلى الشمس شعلة من نارٍ)
[رواه الحاكم في المستدرك6467].
والحديث صححه ابن حجر رحمه الله، هل يستطيعون أن يشعلوا من
الشمس شعلة من نار أصلًا لو اقتربوا قليلًا لاحترقوا، وكذلك أنا لا
أستطيع أن أترك شيئًا من الدين، فليست القضية قابلة للمساومات،
والنبي عليه الصلاة والسلام، على جلالة قدره قال الله له كلامًا شديدًا
مع أنه أحب البشر إلى الله صاحب المقام المحمود، والشفاعة العظمى
ولواء الحمد الذي يؤذن له أن يسجد تحت عرش الله يوم القيامة قال:
{ وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا }
الإسراء74.
قليلًا، طيب ولو حصل هذا ماذا سيكون؟ تكون العاقبة قال:
{ إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ }
ضعف العذاب في الحياة، وليس هذا فقط
{ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ }
سورة الإسراء75.
سبحان الله يقوله لنبيه صلى الله عليه وسلم، إذًا هذا لو ركن إليهم شيئًا
قليلًا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات، على جلالة قدره، وعلو
منزلته يقول هذا لنبيه عليه الصلاة والسلام فما بالكم بنا نحن؟
اللهم إنا نسألك الثبات على الأمر يا رب العالمين، والعزيمة على الرشد،
يا أرحم الراحمين لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة،
إنك أنت الوهاب، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي، ولكم،
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم، وأوسعوا لإخوانكم الواقفين،
يوسع الله لكم..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق