الأحد، 7 فبراير 2021

روائع الإعجاز النفسي (66)

 روائع الإعجاز النفسي (66)


أسئلة تتكرر كثيراً: لماذا أقرأ القرآن ولا أُشفى من مرضي؟ ولماذا أصلي
ولا أنتهي عن المنكر؟ ولماذا لا أشعر بحلاوة الإيمان؟
ولماذا أحاول حفظ القرآن ولا أستطيع؟

والجواب على كل هذه الأسئلة يتلخص في كلمة واحدة هي: الخشوع! فهذه
الصفة وصف الله بها الجبل لو كان يعقل كلام الله تعالى عندما قال:

{ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ
وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }
[الحشر: 21].

فلو أن كل واحد منا مارس "رياضة الخشوع" كل يوم لمدة نصف ساعة
فقط، لتغيرت الكثير من الأشياء في حياته، ليصبح أكثر قدرة على مواجهة
المصاعب، وأكثر تحملاً لأعباء الحياة، وأكثر قدرة على اتخاذ القرارات
السليمة، وكذلك سوف يعالج الكثير من الأمراض والمخاوف والهموم
بهذه الطريقة.

حتى إن العلاج لكثير من الأمراض النفسية والجسدية لا يحدث إلا بالخشوع
ولذلك قال تعالى:

{ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ }
[البقرة: 45].

فالصبر والصلاة هما مفتاح الجنة، وأسهل ما يكون على الخاشع، بينما نجد
الإنسان الذي لا يخشع ولا يتأمل ولا يتفكر في خلق الله ولا يتدبر القرآن،
نجد الصلاة صعبة عليه وصبره قليل، وتجده كثير الانفعالات، إذاً الخشوع
أو التركيز على العبادات وقراءة القرآن هو العلاج الأمثل.

بل إن الله تعالى وصف أنبياءه الذين استُجيبت دعوتهم بأنهم كانوا في حالة
خشوع دائم له! يقول تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا
رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء: 90].

من كتاب روائع الإعجاز النفسي
بقلم المهندس/ عبد الدائم الكحيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق