التربية المبكرة في حياة أطفالنا 2
“إن نتائج إهمال التربية وخاصة في السنوات الخمس الأولى أشبهها بمن بدأ بغرس شجرة فلم يقم بتقليمها
و قطع الفروع الكثيرة الصغيرة النابتة حول الساق، وترك الطفل مستباحا لأجهزة التلفاز والحواسيب
ومواقع الشبكة العنكبوتية الخطيرة ولم يعبأ بتعليمه وتربيته، فكان أن خرجت الشجرة مشوهة
بسيقان متعددة وملتوية وضعيفة مقارنة بشجرة اعتنى بها صاحبها وقام بتقليمها مبكرا،
فكان لا يسمح لفرع صغير أن يشارك الساق مكانها وغذاءها، وكان يقوم اعوجاجها بشدها إلى
عود صلب مستقيم منذ بداية نموها فكان أن نمت الشجرة باسقة قوية مستقيمة وذات مردود عال.“
وإن من أسباب الإهمال غياب الرؤية والهدف أولا، فلا يدرك الوالدان معنى هذه الأمانة التي أوكلت إليهما،
فسرعان ما سينقضي الوقت ويفوت حينها أوان التغيير ويبدأ الندم، ويخلط الكثير بين مفهوم الرعاية
والتي تشمل قضاء حوائج الطفل المادية وبين التربية التي تستهدف شخصيته ونفسه وعقيدته وعقله وسلوكه.
علينا أن ندرك أنها سنوات معدودة من عمر الطفل إن عشنا خلالها معه وقدمنا له ما يستحق من رعاية
و تربية ستكون النتائج مرضية في الدارين، وأنها أمانة قد ارتضينا حملها عندما قررنا الزواج بداية
لأن الإنجاب نتيجة طبيعية للأمر، وعلى هذا فإننا سنقف وستعرض أعمالنا و سنحاسب أمام الله تعالى
ويقف أولادنا ليشهدوا علينا، نسأل الله أن يقال لنا حينها جميعا: “نشهد أنكم قد أديتم الأمانة”.
فلا بد من تفرغ، ولا بد من معايشة الأولاد يوما بيوم وخطوة بخطوة، ولا بد من الرقابة،
ولا بد من الحماية، وبناء العقيدة والإيمان، والتعلم، والعناية بالشخصيات التي ستقود هذا العالم،
ونيل الأجر فرحا ورضا في الدنيا وحسنات وجنة في الأخرة.
الأربعاء، 10 مارس 2021
التربية المبكرة في حياة أطفالنا 2
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق