أسرار الكون بين العلم والقرآن (33)
أفضل كلمة لوصف الكون المبكّر هي الدخان
وهذه إحدى المقالات العلمية الحديثة يصرح كاتبها بالحرف الواحد:
"ذرات الغبار الممزوج بالغاز دقيقة، وحجمها يساوي جزء من الميكرون
والميكرون هو جزء من ألف من الميليمتر فقط، ولذلك فإن أفضل وصف
لها "دخان". وسبحانك يا من أحكمت آيات كتابك العظيم! يحتار العلماء
في مصطلحاتهم وتعابيرهم، فتارة يقولون عن الكون البدائي "غاز" ثم
تتطور معرفتهم بالكون فيقولون "غبار" ثم بعد ذلك يتضح لهم أن الغبار
لا يشبه الغبار الذي نعرفه، ويدركون بعد سنوات طويلة بأن الكلمة
الأفضل لوصف حالة الكون في مراحله الأولى هي "دخان" أي smoke
، بينما كتاب الله تعالى أعطانا الكلمة الأنسب منذ 1400 سنة ولم تتغير!
في البداية ظن العلماء أن الكون في مراحله المبكرة كان يحوي الغاز فقط
أي غاز الهيدروجين والهيليوم، لذلك أطلقوا عليه كلمة gas. لقد اكتشف
العلماء بعد ذلك أن الكون مليء بالغبار، وليس الغاز فقط. لذلك أطلقوا
عليه اسم آخر هو الغبار الكوني cosmic dust . وأخيراً وبعد أن فحص
العلماء الغبار الكوزني، تبين أنه لا يشبه الغبار وأن هذه التسمية خاطئة،
وأنه يشبه إلى حد كبير الدخان في حجمه وتركيبه، فأطلقوا عليه
اسم الدخان smoke .
وهذا الاسم الأخير ثبت لهم يقيناً بعدما استطاعوا أن يحللوا عينات ملتقطة
حديثاً من الغبار الكوني، وتبين أنها تعود إلى بلايين السنين وهي تمثل
الكون في مراحله الأولى، وهذا يتطابق مئة بالمئة مع قوله تعالى:
﴿ثم استوى إلى السماء وهي دخان﴾، فهل هذه مصادفة أم معجزة؟!
شكل (13) الدخان الكوني كما رآه العلماء حديثاً بأجهزتهم الفلكية
المتطورة. هذا الدخان يتكون من جزيئات تشبه إلى حد كبير الدخان الذي
نعرفه على الأرض مثل دخان السيجارة، ويقول العلماء إن أفضل كلمة
يمكن أن نصف به هذا المشهد هي "دخان" فسبحان الذي سبق هؤلاء
العلماء إلى هذا الاسم فقال: ﴿ثم استوى إلى السماء وهي دخان﴾.
شكل (14) الكون مليء بالدخان وعندما التقط العلماء ذرات من هذا
الدخان وحللوه في مخابرهم صرحوا بأن أفضل كلمة يمكن أن يعبروا بها
عن هذه الذرات الكونية هي «دخان»، بما يتطابق مئة بالمئة مع الكلمة
القرآنية. وهذا يدل على أن القرآن الكريم قد أعطانا الكلمة
الدقيقة مباشرة.
من كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
للدكتور عبد الدائم الكحيل
الأحد، 5 سبتمبر 2021
أسرار الكون بين العلم والقرآن (33)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق