أسرار الكون بين العلم والقرآن (37)
نتائج البحث ووجه الإعجاز
1- بما أن جميع المفسرين وجميع علماء اللغة يُجمعون في تفسيرهم على
أن أصل كلمة ﴿الحُبُك﴾ جاء من النسيج المحبوك، فيكون القرآن بذلك هو
أول كتاب تحدث عن هذا النسيج الكوني وربطه بالسماء في قوله تعالى:
﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ﴾ [الذاريات: 7].
وفصَّل القول عن الآلية الهندسية التي جعلت هذا الرتق المنسوج ينفتق
وينشق في قوله تعالى مخاطباً الكفار بما سيرونه بأعينهم:
﴿أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْناهُمَا﴾؟
[الأنبياء: 30].
2- ومن النتائج المهمة لهذا البحث وجود إشارة واضحة في كتاب الله
تعالى إلى أن ما نراه الآن في الكون من مجرات لا يمثل شكلها اليوم،
بل هو الشكل الذي كانت عليه في الماضي، في قوله تعالى في هذه الآية:
﴿كانَتَا﴾: أي في الماضي. وهذا سبْقٌ علمي للقرآن في الحديث عما يسميه
العلماء اليوم «الكون في مراحله المبكرة».
3- الكلمات التي يستخدمها القرآن دقيقة جداً من الناحية العلمية، والدليل
على ذلك أن علماء الفلك في القرن 21 بدأوا يستخدمون نفس الكلمات
القرآنية في أبحاثهم. فكلمة ﴿الحُبُك﴾ وكلمة ﴿رَتْقاً﴾ وكلمة ﴿فَفَتَقْنَاهُمَا﴾
جميعها تحمل إشارة مباشرة للنسيج المحبوك، والعلماء يستخدمون
هذا الاسم للتعبير عن الكون، أي النسيج الكوني.
4- أكدت الآية أن الذين سيرون هذا الرتق الكوني هم من الكفار الذين
لا يؤمنون بالقرآن فوجّهت الخطاب لهم: ﴿أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾،
وهنا نتساءل من جديد ونطرح سؤالاً على كل من يظن أن القرآن
من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم:
كيف استطاع هذا النبي الأميّ عليه صلوات الله وسلامه أن يتنبّأ بأنه
سيأتي أناس بعده بألف وأربع مئة سنة وهم من غير المؤمنين وأنهم
سيكتشفون بنية الكون النسيجية، وأنهم سيرون خيوط هذا النسيج
الكوني؟ بل لو كان محمد صلى الله عليه وسلم هو من لفّق هذه الآيات
فلماذا لم ينسب هذا الاكتشاف العظيم لنفسه أو لقومه، بل نسبه
لأعداء الإسلام؟؟؟
من كتاب أسرار الكون بين العلم والقرآن
للدكتور عبد الدائم الكحيل
الخميس، 9 سبتمبر 2021
أسرار الكون بين العلم والقرآن (37)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق