الآثار …الآثار يا من سكنتم الديار
إلى الذين ساقتهم أقدار الله إلى بلدان لم يكونوا يعرفونها، وأراض لم
يكونوا يألفونها: اتركوا وراءكم الآثار قبل أن تغادروا الديار؛ فالأماكن
تشهد لأحدنا أو عليه: {يومئذٍ تُحدِّثُ أخبَارهَا}؛ فمن خذلان العبد
أن يوفقه الله لأراض؛ فيغادرها خالي الوفاض.
كل مكان عشنا فيه سبقنا إليه مصلحون ثم تركوه ورحلوا؛
لتشهد لهم الأرض: "هذه أرض كثيراً ما أطعتم الله فيها".
علموا الجاهل، وردوا الشارد.. دلوا الناس على الله، وكونوا خدماً لدين
الله.. املؤوا الأرض سجوداً وعطاءً وجوداً.. ضعوا البذور بإخلاص،
والله سيتعهدها لكم حتى تثمر..
معاذ بن جبل مكث في اليمن أياماً، وخرج منها بآلاف المسلمين..
وعمرو بن العاص يأتى وفي ميزانه وموازين أصحابه ملايين الموحدين
من المصريين ومن حولها.. ومصعب بن عمير مكث في المدينة عاماً؛
فأدخل الله به الإسلام كل بيت.. وكم من أتقياء أخفياء لا نعلمهم، تكتب
في صحائفهم مليارات الحسنات في شتى بقاع الأرض.
*يكفي تارك الأثر فخراً أن ذكره في السماء لا ينقطع*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق