وتدبروا (757)
إن الله تعالى لم يطلب من الإنسان أن يؤمن بمجرد سماع القرآن؛
بل دعاه إلى تدبر هذا الكلام والتفكر فيه؛ ليكون حكمه بعد ذلك عن علم ويقين, فهناك ينفع الإيمان ويثبت:
{كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب}
[ص:29],
فالتدبر هو الطريق الموصل للحق عن علم واقتناع, أما الجواب عن الخطاب بلا تدبر:تقليداً,
أو إعراضاً وتكبراً, فهو ما ذمَّه الله تعالى. فإن الله قال فيمن ترك التدبر تقليداً
{أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين}
[المؤمنون:٦٨],
فلو جاءهم ما جاء آبائهم الأولين لآمنوا به. وهذا مانعٌ عن التدبر من خارج النفس.
وقال عمَّن ترك التدبر عناداً وإعراضاً
{أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها}
[محمد:24]،
وهذا مانعٌ عن التدبر من داخل النفس.
فمن سلم هذين الأمرين حصل له التدبر على التمام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق