كيف يُخطط المؤمن لأعماله؟!
في الآونة الأخيرة بدأ يشكو كثير من الناس من الفوضوية، وانعدام التنظيم،
وقلة البركة، وضعف العزيمة، فسعى معظمهم لحضور دورات التخطيط؛
ظنًّا منهم أنها هي الملجأ لهذا.
في الحقيقة التخطيط ليس جدولًا تكتب فيه المهام، وتعلِّقه في الجدار أو في
مكتبك؛ لأن المشكلة ليست في عدم معرفة الإنسان بالأصلح، وإنما في انعدام
الرغبة والعزيمة، وقلة الاهتمام، وكثرة أمراض النفس التي تُثْقِلُ
الإنسان وتُشتِّتُهُ.
فكيف يكون التخطيط إذًا؟
تخطيط المؤمن بعدة أمور:
♦ التخطيط بالحرص على الحسنة؛ فالحسنة تجرُّ أختها،
والمسارعة بالطاعات؛ حتى لا تقعد النفس وتغفل.
♦ التخطيط بقراءة القرآن؛ فهو البركة، ووقودُ عملك القرآن،
فكلما تعبت وكسلت، تقوَّى بالقرآن.
♦ التخطيط بالمحافظة على الصلاة؛ فهي التي تزيد من إيمانك
وقوتك وإنتاجك.
رجع الرسول صلى الله عليه وسلم من معركة، تصوروا من الجهاد، فكيف يكون الجهد
والتعب؟ فقال: ((أرِحْنا بالصلاة يا بلال))؛ فالصلاة هي الراحة،
هي غذاء الروح، فإذا نشطت الروح، انطلق الجسد بنشاط.
♦ التخطيط بالاستغفار؛ فما يعقِّد الأمور ويصعِّبها علينا هو ذنوبنا،
ذنوبنا عائق.
♦ التخطيط بالتوبة؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ ﴾
[البقرة: 222]، فما ظنُّك بعبد يحبه الله؟ التائب يبدِّل الله سيئاته حسنات.
♦ التخطيط بـ"لا حول ولا قوة إلا بالله"، تسهُلُ عليك الصعاب، فتستمد قوتك
من قوة الله، فإذا خرجت من حَوْلِك وقوتك، واعترفت بتقصيرك، واعترفت
بحول الله وقوته - أعانك الله.
♦ التخطيط بكثرة التسبيح؛ فالملائكة الذين يحملون العرش يسبِّحون، ولو
علِمَ الله ذكرًا يُعينهم على حمل العرش غير التسبيح، لدلَّهم عليه، التسبيح
يعينك على عملك، ويسهل عليك.
♦ التخطيط بالدعاء؛ قال تعالى:
﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60].
♦ التخطيط بصِلَةِ الرحم؛ قال صلى الله عليه وسلم:
((من أحبَّ أن يُبسطَ له في رزقه، ويُنسَأ له في أثَرِهِ، فلْيَصِلْ رَحِمَهُ))؛
فصلة الرحم بسطٌ في الرزق، وبركة في العمر والمال والعمل.
♦ التخطيط بالتوكل على الله؛ ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾
[الطلاق: 3]، أما من يرسم الخطة ويجدوِلُها، ويضع لها أوقاتًا زمنية، ثم
بعدها يعتمد على حَوْلِهِ هو، ويعتمد على نفسه - يَكِلْهُ الله إلى نفسه.
♦ التخطيط بالصيام؛ فالصيام مدرسة للصبر والتحمل، وميدان الصابرين،
ونحتاج في هذا الزمن لمدرسة الصيام؛ فإنه يربِّي المسلم، ويزيده تقوى
في زمن الانفتاح وانعدام الوقاية، ونحتاج كذلك أن نربيَ أنفسنا وأبناءنا
وبناتِنا على الصيام في زمن الرغبات، وانتفاش النفس، وطلبها للشهوات؛
فالصيام فيه تهذيبٌ للنفس ومنعها عن الهوى.
♦ التخطيط بمساعدة الآخرين، وهذا مهمٌّ؛ لأن كثيرًا من الدورات تقول:
نفسك نفسك، لكن اعلم أنك ما دمتَ تتعاون مع أخيك المسلم، فسيعينك الله:
((والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)).
إن صعُبَ عليك أمرٌ، فالتفت لمن يريد العون ممن حولك، وسيسخِّرُ لك
الله من يعينك؛ فالمؤمن قوي بإخوانه.
♦ التخطيط بقيام الليل؛ فمن يقُمِ الليل، يكافِئْه الله في النهار،
ولن يخيِّبَ الله في النهار عبدًا قام بين يديه في الليل.
♦ التخطيط بالصدقة؛ فهي الدواء لأمراض الجسد وأمراض النفس؛ قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((داووا مرضاكم بالصدقة))، ((الصدقة تطفئ الخطيئة))،
والخطيئة معقود بها شيطانها الناري، فالصدقة تطفئ النار.
♦ التخطيط بالأعمال الصالحة بشكل عام؛ قال صلى الله عليه وسلم:
((إن الكافر إذا عمل حسنةً، أُطعم بها طعمةً من الدنيا، وأما المؤمن، فإن الله
يدخر له حسناته في الآخرة، ويعقبه رزقًا في الدنيا على طاعته)).
والآيات كثيرة في هذا:
﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [البقرة: 257]،
﴿ إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ﴾ [الأعراف: 196]،
﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [الحج: 38].
إن الكافر والفاسق مخذول عن عمل الصالحات، فيعينه شيطانه على عمله،
حتى لو لم يخطط، لماذا؟ لأن قلبه خَرِبٌ، وعمله دنيويٌّ، ليس له فيه أجر،
بل يستفيد منه الشياطين في فتنة المؤمنين، أما المؤمن فتخطيطه يكون
بتقواه وإيمانه؛ لأن الشيطان يحاول أن يجدَ ثَغْرًا ومَنْفَذًا كي يُعِيقَهُ بفعل
الذنوب، ويصده عن أعماله الصالحة، فالتخطيط يكون بطرد العوائق.
لكن دورات التخطيط المعقَّدة والجداول ليست بذات أثر على النفس،
إنما هي جميلة على الورق.
شاهدنا أحيانا للنفس قبولًا واجتهادًا وتقدُّمًا، فتنجز أكثر مما كتبت وخططت
ببركة الطاعة والاعتماد على الله، وشاهدنا أوقات الفتور مهما كتبنا وجمَّلنا
الخطة، تتعثر النفس عن التقدم.
في الآونة الأخيرة بدأ يشكو كثير من الناس من الفوضوية، وانعدام التنظيم،
وقلة البركة، وضعف العزيمة، فسعى معظمهم لحضور دورات التخطيط؛
ظنًّا منهم أنها هي الملجأ لهذا.
في الحقيقة التخطيط ليس جدولًا تكتب فيه المهام، وتعلِّقه في الجدار أو في
مكتبك؛ لأن المشكلة ليست في عدم معرفة الإنسان بالأصلح، وإنما في انعدام
الرغبة والعزيمة، وقلة الاهتمام، وكثرة أمراض النفس التي تُثْقِلُ
الإنسان وتُشتِّتُهُ.
فكيف يكون التخطيط إذًا؟
تخطيط المؤمن بعدة أمور:
♦ التخطيط بالحرص على الحسنة؛ فالحسنة تجرُّ أختها،
والمسارعة بالطاعات؛ حتى لا تقعد النفس وتغفل.
♦ التخطيط بقراءة القرآن؛ فهو البركة، ووقودُ عملك القرآن،
فكلما تعبت وكسلت، تقوَّى بالقرآن.
♦ التخطيط بالمحافظة على الصلاة؛ فهي التي تزيد من إيمانك
وقوتك وإنتاجك.
رجع الرسول صلى الله عليه وسلم من معركة، تصوروا من الجهاد، فكيف يكون الجهد
والتعب؟ فقال: ((أرِحْنا بالصلاة يا بلال))؛ فالصلاة هي الراحة،
هي غذاء الروح، فإذا نشطت الروح، انطلق الجسد بنشاط.
♦ التخطيط بالاستغفار؛ فما يعقِّد الأمور ويصعِّبها علينا هو ذنوبنا،
ذنوبنا عائق.
♦ التخطيط بالتوبة؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ ﴾
[البقرة: 222]، فما ظنُّك بعبد يحبه الله؟ التائب يبدِّل الله سيئاته حسنات.
♦ التخطيط بـ"لا حول ولا قوة إلا بالله"، تسهُلُ عليك الصعاب، فتستمد قوتك
من قوة الله، فإذا خرجت من حَوْلِك وقوتك، واعترفت بتقصيرك، واعترفت
بحول الله وقوته - أعانك الله.
♦ التخطيط بكثرة التسبيح؛ فالملائكة الذين يحملون العرش يسبِّحون، ولو
علِمَ الله ذكرًا يُعينهم على حمل العرش غير التسبيح، لدلَّهم عليه، التسبيح
يعينك على عملك، ويسهل عليك.
♦ التخطيط بالدعاء؛ قال تعالى:
﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60].
♦ التخطيط بصِلَةِ الرحم؛ قال صلى الله عليه وسلم:
((من أحبَّ أن يُبسطَ له في رزقه، ويُنسَأ له في أثَرِهِ، فلْيَصِلْ رَحِمَهُ))؛
فصلة الرحم بسطٌ في الرزق، وبركة في العمر والمال والعمل.
♦ التخطيط بالتوكل على الله؛ ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾
[الطلاق: 3]، أما من يرسم الخطة ويجدوِلُها، ويضع لها أوقاتًا زمنية، ثم
بعدها يعتمد على حَوْلِهِ هو، ويعتمد على نفسه - يَكِلْهُ الله إلى نفسه.
♦ التخطيط بالصيام؛ فالصيام مدرسة للصبر والتحمل، وميدان الصابرين،
ونحتاج في هذا الزمن لمدرسة الصيام؛ فإنه يربِّي المسلم، ويزيده تقوى
في زمن الانفتاح وانعدام الوقاية، ونحتاج كذلك أن نربيَ أنفسنا وأبناءنا
وبناتِنا على الصيام في زمن الرغبات، وانتفاش النفس، وطلبها للشهوات؛
فالصيام فيه تهذيبٌ للنفس ومنعها عن الهوى.
♦ التخطيط بمساعدة الآخرين، وهذا مهمٌّ؛ لأن كثيرًا من الدورات تقول:
نفسك نفسك، لكن اعلم أنك ما دمتَ تتعاون مع أخيك المسلم، فسيعينك الله:
((والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)).
إن صعُبَ عليك أمرٌ، فالتفت لمن يريد العون ممن حولك، وسيسخِّرُ لك
الله من يعينك؛ فالمؤمن قوي بإخوانه.
♦ التخطيط بقيام الليل؛ فمن يقُمِ الليل، يكافِئْه الله في النهار،
ولن يخيِّبَ الله في النهار عبدًا قام بين يديه في الليل.
♦ التخطيط بالصدقة؛ فهي الدواء لأمراض الجسد وأمراض النفس؛ قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((داووا مرضاكم بالصدقة))، ((الصدقة تطفئ الخطيئة))،
والخطيئة معقود بها شيطانها الناري، فالصدقة تطفئ النار.
♦ التخطيط بالأعمال الصالحة بشكل عام؛ قال صلى الله عليه وسلم:
((إن الكافر إذا عمل حسنةً، أُطعم بها طعمةً من الدنيا، وأما المؤمن، فإن الله
يدخر له حسناته في الآخرة، ويعقبه رزقًا في الدنيا على طاعته)).
والآيات كثيرة في هذا:
﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [البقرة: 257]،
﴿ إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ﴾ [الأعراف: 196]،
﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [الحج: 38].
إن الكافر والفاسق مخذول عن عمل الصالحات، فيعينه شيطانه على عمله،
حتى لو لم يخطط، لماذا؟ لأن قلبه خَرِبٌ، وعمله دنيويٌّ، ليس له فيه أجر،
بل يستفيد منه الشياطين في فتنة المؤمنين، أما المؤمن فتخطيطه يكون
بتقواه وإيمانه؛ لأن الشيطان يحاول أن يجدَ ثَغْرًا ومَنْفَذًا كي يُعِيقَهُ بفعل
الذنوب، ويصده عن أعماله الصالحة، فالتخطيط يكون بطرد العوائق.
لكن دورات التخطيط المعقَّدة والجداول ليست بذات أثر على النفس،
إنما هي جميلة على الورق.
شاهدنا أحيانا للنفس قبولًا واجتهادًا وتقدُّمًا، فتنجز أكثر مما كتبت وخططت
ببركة الطاعة والاعتماد على الله، وشاهدنا أوقات الفتور مهما كتبنا وجمَّلنا
الخطة، تتعثر النفس عن التقدم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق