بين غايتين
روي أن الكلب قال للأسد: "يا سيد السباع، غيِّر اسمي فإنه قبيح"، فقال له:
"أنت خائن لا يصلح لك غير هذا الاسم"، قال: "فجرِّبني"، فأعطاه شقة لحم،
وقال: "احفظ لي هذه إلى غدٍ، وأنا أغيّر اسمك"، فجاع، وجعل ينظر إلى اللحم
ويصبر، فلما غلبته نفسه، قال: "وأي شيء باسمي؟! وما كلب إلا اسم حسن"،
فأكل.
فهذه صورة لأصحاب الدون، الراضين بشهوات الدنيا وملذّاتها، والمختارين
لعاجل الهوى على آجل الفضائل وعلو المنازل، فإياكَ إياكَ أن تكون منهم
فتهلِك.
وإنَّك إِنْ أَعْطَيْتَ بَطْنَكَ سُؤْلَها
وفرجَكَ نالا منتهى الذمِّ أجمعا
وأصغِ إلى نصيحة ابن الجوزي رحمه الله: "فاللهَ اللهَ في حريق الهوى إذا
ثار! وانظر كيف تطفئه؟ فرب زَلَّةٍ أوقعت في بئر بوار، وربَّ أثر لم ينقلع
(لم يزل)، والفائت لا يستدرك على الحقيقة، فابعد عن أسباب الفتنة، فإن
المقاربة محنة لا يكاد صاحبها يسلم".
الأربعاء، 9 مارس 2022
بين غايتين
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق