لا تطلبوا البلاء (01)
عن أنس بن مالك رَضيَ اللهُ عنه، أنَّ رَسولَ اللهِ ﷺ عَادَ رَجُلًا مِنَ المُسْلِمِينَ
قدْ خَفَتَ فَصَارَ مِثْلَ الفَرْخِ، فَقالَ له رَسولُ اللهِ ﷺ: (هلْ كُنْتَ تَدْعُو بشَيءٍ، أَوْ تَسْأَلُهُ إيَّاهُ؟) قالَ: نَعَمْ؛ كُنْتُ أَقُولُ: اللَّهُمَّ ما كُنْتَ مُعَاقِبِي به في الآخِرَةِ، فَعَجِّلْهُ
لي في الدُّنْيَا. فَقالَ رَسولُ اللهِ ﷺ: (سُبْحَانَ اللهِ! لا تُطِيقُهُ -أَوْ لا تَسْتَطِيعُهُ-
أَفلَا قُلْتَ: *اللَّهُمَّ آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً، وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً،
وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ*). قالَ: فَدَعَا اللهَ له، فَشَفَاهُ. صحيح مسلم.
كان النَّبيُّ ﷺ يَتفقَّدُ أصحابَه، ويَزورُ مَريضَهم ويَدْعو لهم،
ويُعلِّمُهم أُمورَ الدِّينِ، ويُصوِّبُ أخْطاءَهم.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي أَنسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه، أنَّ النَّبيَّ ﷺ زار رجُلًا
مَريضًا منَ المسْلِمينَ، كان قَد أَضعَفَه المرضُ حتَّى صارَ ضعيفًا مِثلَ الفَرخِ،
وهو الطَّائرُ الصَّغيرُ؛ لضَعفِه وكَثرةِ نَحافتِه، ولمَقامِ النُّبوَّةِ عَلِم النَّبيُّ ﷺ أنَّ
مِثلَ هذا الابتلاءِ مع هذا الرَّجلِ فيه أمرٌ، ولذلك سَألَه النَّبيُّ ﷺ: هَل كُنتَ
تَدْعو بشَيءٍ أو تَسألُه إيَّاه؟ أي: هل كُنتَ تَدعو اللهَ بشَيءٍ منَ الأَدعيَةِ الَّتي
يُسأَلُ فيها مَكروهٌ؟ أو: هل سَألتَ اللهَ البَلاءَ الَّذي أنتَ فيهِ؟ فأجاب الرَّجلُ:
نَعمْ، كُنتُ أدْعُوه تعالَى أنَّه إذا كان سيُعاقِبُه في الآخِرَةِ، فلْيعَجِّلْ عُقوبتَه
في الدُّنيا، خَوفًا وخَشيةً مِن عَذابِ الآخرةِ، فكأنَّ اللهَ سُبحانَه وتَعالَى استَجابَ
دُعاءَه وابْتلاهُ بالمرَضِ حتَّى ضَعُفَ وصارَ مثلَ الطَّائرِ الضَّعيفِ،
فقالَ النَّبيُّ ﷺ: «سُبحانَ اللهِ!» وهذا تَنزيهٌ للهِ عن كلِّ ما لا يَليقُ، وقاله النَّبيُّ
ﷺ تَعجُّبًا مِنظ دُعاءِ الرَّجلِ تَعجيلَ عَذابِ الآخرةِ عليه، وقال له:
«لا تُطيقُه أَوْ لا تَستطيعُه»: لا تَتحمَّلُه في الدُّنيا؛ لأنَّ نَشأةَ الدُّنيا ضَعيفةٌ
لا تَحتمِلُ العذابَ الشَّديدَ والألمَ العظيمَ، وأمَّا نَشأةُ الآخرةِ فهي للبَقاءِ.
ثمَّ عَلَّمَه النَّبيُّ ﷺ كيفَ يَدْعو، وأرشَدَه إلى أحسَنِ ما يُقالُ، وأنْ يَدْعوَ ويقولَ:
«اللُّهمَّ آتِنا في الدُّنيا حَسنَةً، وفي الآخرَةِ حسنَةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ»، وحَسَنةُ
الدُّنيا يَدخُلُ فيها كُلُّ ما يَحسُنُ وُقوعُه عِندَ العَبدِ؛ مِن رِزقٍ هَنيءٍ واسعٍ حَلالٍ،
وزَوجةٍ صالحةٍ، ووَلدٍ تقَرُّ به العَينُ، وراحةٍ، وعِلمٍ نافعٍ، وعَملٍ صالحٍ،
ونَحوِ ذلكَ مِنَ المطالبِ المَحبوبَةِ والمُباحةِ. وحسنَةُ الآخرَةِ هي: السَّلامةُ
منَ العُقوباتِ في القَبرِ والموقِفِ والنَّارِ، وحُصولُ رِضا اللهِ، والفوزُ بالنَّعيمِ
المُقيمِ في الجَنَّة، والقُربُ مِنَ الله الرَّحمن الرَّحيم، والدُّعاءُ بالوقايةِ مِن
عَذابِ النَّارِ، وما يُقرِّبُ إليها مِن شَهوةٍ وعَملٍ في الدُّنيا، فهذا الدُّعاءُ
مِن الجوامعِ الَّتي تَتضمَّنُ خيْرَ الدُّنيا والآخرةِ.
وأخبَرَ أنسٌ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ ﷺ دَعا لهذا الرَّجلِ بالشِّفاءِ،
فاستجابَ اللهُ دُعاءَ حَبيبِه ﷺ، فشَفاه اللهُ وأبْرَأَه مِن ذلك المرضِ.
عن أنس بن مالك رَضيَ اللهُ عنه، أنَّ رَسولَ اللهِ ﷺ عَادَ رَجُلًا مِنَ المُسْلِمِينَ
قدْ خَفَتَ فَصَارَ مِثْلَ الفَرْخِ، فَقالَ له رَسولُ اللهِ ﷺ: (هلْ كُنْتَ تَدْعُو بشَيءٍ، أَوْ تَسْأَلُهُ إيَّاهُ؟) قالَ: نَعَمْ؛ كُنْتُ أَقُولُ: اللَّهُمَّ ما كُنْتَ مُعَاقِبِي به في الآخِرَةِ، فَعَجِّلْهُ
لي في الدُّنْيَا. فَقالَ رَسولُ اللهِ ﷺ: (سُبْحَانَ اللهِ! لا تُطِيقُهُ -أَوْ لا تَسْتَطِيعُهُ-
أَفلَا قُلْتَ: *اللَّهُمَّ آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً، وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً،
وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ*). قالَ: فَدَعَا اللهَ له، فَشَفَاهُ. صحيح مسلم.
كان النَّبيُّ ﷺ يَتفقَّدُ أصحابَه، ويَزورُ مَريضَهم ويَدْعو لهم،
ويُعلِّمُهم أُمورَ الدِّينِ، ويُصوِّبُ أخْطاءَهم.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي أَنسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه، أنَّ النَّبيَّ ﷺ زار رجُلًا
مَريضًا منَ المسْلِمينَ، كان قَد أَضعَفَه المرضُ حتَّى صارَ ضعيفًا مِثلَ الفَرخِ،
وهو الطَّائرُ الصَّغيرُ؛ لضَعفِه وكَثرةِ نَحافتِه، ولمَقامِ النُّبوَّةِ عَلِم النَّبيُّ ﷺ أنَّ
مِثلَ هذا الابتلاءِ مع هذا الرَّجلِ فيه أمرٌ، ولذلك سَألَه النَّبيُّ ﷺ: هَل كُنتَ
تَدْعو بشَيءٍ أو تَسألُه إيَّاه؟ أي: هل كُنتَ تَدعو اللهَ بشَيءٍ منَ الأَدعيَةِ الَّتي
يُسأَلُ فيها مَكروهٌ؟ أو: هل سَألتَ اللهَ البَلاءَ الَّذي أنتَ فيهِ؟ فأجاب الرَّجلُ:
نَعمْ، كُنتُ أدْعُوه تعالَى أنَّه إذا كان سيُعاقِبُه في الآخِرَةِ، فلْيعَجِّلْ عُقوبتَه
في الدُّنيا، خَوفًا وخَشيةً مِن عَذابِ الآخرةِ، فكأنَّ اللهَ سُبحانَه وتَعالَى استَجابَ
دُعاءَه وابْتلاهُ بالمرَضِ حتَّى ضَعُفَ وصارَ مثلَ الطَّائرِ الضَّعيفِ،
فقالَ النَّبيُّ ﷺ: «سُبحانَ اللهِ!» وهذا تَنزيهٌ للهِ عن كلِّ ما لا يَليقُ، وقاله النَّبيُّ
ﷺ تَعجُّبًا مِنظ دُعاءِ الرَّجلِ تَعجيلَ عَذابِ الآخرةِ عليه، وقال له:
«لا تُطيقُه أَوْ لا تَستطيعُه»: لا تَتحمَّلُه في الدُّنيا؛ لأنَّ نَشأةَ الدُّنيا ضَعيفةٌ
لا تَحتمِلُ العذابَ الشَّديدَ والألمَ العظيمَ، وأمَّا نَشأةُ الآخرةِ فهي للبَقاءِ.
ثمَّ عَلَّمَه النَّبيُّ ﷺ كيفَ يَدْعو، وأرشَدَه إلى أحسَنِ ما يُقالُ، وأنْ يَدْعوَ ويقولَ:
«اللُّهمَّ آتِنا في الدُّنيا حَسنَةً، وفي الآخرَةِ حسنَةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ»، وحَسَنةُ
الدُّنيا يَدخُلُ فيها كُلُّ ما يَحسُنُ وُقوعُه عِندَ العَبدِ؛ مِن رِزقٍ هَنيءٍ واسعٍ حَلالٍ،
وزَوجةٍ صالحةٍ، ووَلدٍ تقَرُّ به العَينُ، وراحةٍ، وعِلمٍ نافعٍ، وعَملٍ صالحٍ،
ونَحوِ ذلكَ مِنَ المطالبِ المَحبوبَةِ والمُباحةِ. وحسنَةُ الآخرَةِ هي: السَّلامةُ
منَ العُقوباتِ في القَبرِ والموقِفِ والنَّارِ، وحُصولُ رِضا اللهِ، والفوزُ بالنَّعيمِ
المُقيمِ في الجَنَّة، والقُربُ مِنَ الله الرَّحمن الرَّحيم، والدُّعاءُ بالوقايةِ مِن
عَذابِ النَّارِ، وما يُقرِّبُ إليها مِن شَهوةٍ وعَملٍ في الدُّنيا، فهذا الدُّعاءُ
مِن الجوامعِ الَّتي تَتضمَّنُ خيْرَ الدُّنيا والآخرةِ.
وأخبَرَ أنسٌ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ ﷺ دَعا لهذا الرَّجلِ بالشِّفاءِ،
فاستجابَ اللهُ دُعاءَ حَبيبِه ﷺ، فشَفاه اللهُ وأبْرَأَه مِن ذلك المرضِ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق