من جوامع الدعاء (03)
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- يَدْعُو: "رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ، وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ
عَلَيَّ، وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرْ هُدَايَ إِلَيَّ، وَانْصُرْنِي عَلَى
مَنْ بَغَى عَلَيَّ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي لَكَ شَاكِرًا، لَكَ ذَاكِرًا، لَكَ رَاهِبًا، لَكَ مِطْوَاعًا،
إِلَيْكَ مُخْبِتًا أَوْ مُنِيبًا، رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي، وَأَجِبْ دَعْوَتِي،
وَثَبِّتْ حُجَّتِي، وَاهْدِ قَلْبِي، وَسَدِّدْ لِسَانِي، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي"
. وفي رواية " إِلَيْكَ أَوَّاهًا مُنِيبًا
أخرجه النسائي في "الكبرى" (10368)، وأبو داود (1510)، والترمذي
(3551)، وابن ماجه (3830)، وصححه الألباني في صحيح الجامع
الصغير وزيادته (1/ 656)، والوادعي في الصحيح المسند مما ليس
في الصحيحين 1 515
الشرح:
قولهرَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي) بجعلها صحيحة بشرائطها واستجماع آدابها فإنها
لا تتخلف عن حيز القبول قال تعالى: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده}
[الشورى: 25]
قولهوَاغْسِلْ حَوْبَتِي) بفتح الحاء ويضم أي امح ذنبي، والحاب
الإثم سمي بذلك لكونه مزجورا عنه، إذ الحوب في الأصل لزجر الإبل
ثم ذكر الغسل ليفيد إزالته بالكلية والتنزه والتقصي عنه
كالتنزه عن القذر الذي يستنكف عن مجاورته
قولهوَأَجِبْ دَعْوَتِي) أي: دعائي
قولهوَثَبِّتْ حُجَّتِي) أي: على أعدائك في الدنيا والعقبى
أو ثبت قولي وتصديقي في الدنيا وعند جواب الملكين في القبر
مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح 5 1724
قولهوَاهْدِ قَلْبِي) أي: إلى معرفتك والقيام بشكرك
شرح سنن أبي داود لابن رسلان 7 302
قولهوَسَدِّدْ) أي: صوب وقوم. (لِسَانِي) حتى لا ينطق
إلا بالصدق ولا يتكلم إلا بالحق
قولهوَاسْلُلْ) بضم اللام الأولى أي أخرج
قولهسَخِيمَةَ قَلْبِي) أي: غشه وغله وحقده وحسده ونحوها،
مما ينشأ من الصدر ويسكن في القلب من مساوئ الأخلاق
وفي رواية "سخيمة صدري" قيل السخيمة الضغن والحقد من السخمة وهو
السواد ومنه سخام القدر، وقيل السخيمة الضغينة وإضافتها إلى الصدر لأن
مبدأها القوة الغضبية التي في القلب الذي هو في الصدر، وسَلُّها إخراجها
وتنقية الصدر منها من سل السيف إذا أخرجه من الغمد
[انظر: مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (5/ 1723) (5/ 1724)].
الثلاثاء، 8 نوفمبر 2022
من جوامع الدعاء (03)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق