ايمانيات 7
جامع فضائل الخير
الحياء لفظ جامع لكل فضيله , مانع عن كل رذيلة , وهو يدفع صاحبه الي الخير ويعصمه من الشر , الا تري ان الانسان يهم ان يأتى بالمنكر
ولكنه ما يكاد يهم حتى تنازعه نفسه , فلا يكاد يقبل حتى يدبر , ولا يكاد يخطو حتى يغلبه الحياء ويعود الى عقله
فالحياء زينة يتزين بها الانسان الصالح سواء أكان رجلا او امرأة , ففى
الحديث عن ابى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال
" إن موسى كان رجلا حييا ستيرا لا يرى من جلده شيئ استحياء منه " البخاري .
فالحياء خلق كريم امرنا به النبي صلى الله عليه وسلم واتصف به الانبياء فعن ابى سعيد الخدرى
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء فى خدرها وكان اذا كره شيئا عرفناه فى وجهه
قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف " ان ربكم تبارك وتعالى حيىّ كرم يستحي من عبده اذا رفع يديه اليه ان يردهما صفرا "
أخرجه أصحاب السنن
فكل هذه الاحاديث التى تدل على ان الحياء صفه من صفات الله عز وجل وخلق
كريم اتصف به انبياؤه صلوات الله عليهم وسلامه , فاولى الناس باتباع هذا
الخلق هم المسلمون .
والحياء إما من الناس وإما حياء من النفس او حياء من الله وهو اعظمهم وأفضلهم ,
جاء فى حديث ابن مسعود رضى الله عنه ان النبى صلى الله عليه وسلم قال : " استحيوا من الله عز وجل حق الحياء "
فقيل يا رسول الله كيف نستحيى من الله عز وجل حق الحياء قال :
" من حفظ الرأس وما وعي والبطن وما حوى وترك الحياة الدنيا وذكرالموت والبلى فقد استحى من الله حق الحياء " اخرجه الترمذى .
حياء من الله يكون بامتثال اوامره والكف عن زواجره , قيل لعمر بن عبد
العزيز: اذا ذهب الحياء ذهب نصف الدين قال :لا بل اذا ذهب الحياء ذهب الدين
كله .
وأما الحياء من الناس فيكون بكف الاذى وترك المجاهرة بالقبيح , روى في الاثر انه : من تقوى الله اتقاء الناس .
وأما الحياء من النفس فيكون بالعفة وصيانة الخلوات , قال بعض العلماء : من
عمل فى السر عملا يستحى منه فى العلانية فليس لنفسه عنده قدر .
فالواقع الذى نعيشه فيه صور محزنه ومؤلمه من التخلي عن الحياء , هذه الصور تهدد حياتنا مالم يتحرك الغيورون منا لتغييرها ,
ومن هذه الصور قلة احترام الوالدين و ورفع الصوت عليهما .
ومن ابشع صور قلة الحياء تفشى العرى بين النساء فى المجتمع وظهور بعضهن بملابس فاضحة خليعة
وخروجهن بملابس ضيقه خليعه , ولا يوجد من يعظهن من اب او ام , قال صلى الله عليه وسلم
" كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته , الامام راع ومسؤول عن رعيته , والرجل راع فى اهله ومسؤول عن رعيته ,
والمرأه راعيه فى بيت زوجها ومسئووله عن رعيتها , والخادم راع فى مال سيده ومسؤل عن رعيته " البخاري .
وبحسب حياة القلب يكون الحياء , وقلة الحياء من علامات موت القلب والروح ..
ومع ان الحياء كله خير الا انه اذا منع صاحبه من طلب العلم او منعه من الامر بالمعروف او النهى عن المنكر فهو مذموم ,
قالت عائشة رضي الله عنها :" نعم النساء نساء الانصار لم يكن يمنعهن الحياء ان يتفقهن فى الدين "
الخميس، 10 نوفمبر 2022
ايمانيات 7
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق