مقدار مضاعفة أجور الأعمال الصالحة في رمضان ؟
السؤال
ما مقدار مضاعفة أجور الأعمال الصالحة في رمضان ؟
الجواب
الحمد لله.
لما كان رمضان بتلك المنزلة العظيمة كان للطاعة فيه فضل عظيم
ومضاعفة كثيرة ، وكان إثم المعاصي فيه أشد وأكبر من إثمها في غيره ،
فالمسلم عليه أن يغتنم هذا الشهر المبارك بالطاعات والأعمال الصالحات
والإقلاع عن السيئات ، عسى الله عز وجل أن يمن عليه بالقبول ويوفقه
للاستقامة على الحق ، ولكن السيئة دائما بمثلها لا تضاعف في العدد لا في
رمضان ولا في غيره ، أما الحسنة فإنها تضاعف بعشر أمثالها إلى أضعاف
كثيرة انتهى من مجموع فتاوى ابن باز (15/447) .
فمضاعفة الحسنة - في رمضان وفي غيره - مضاعفة بالكم والكيف ،
والمراد بالكم : العدد ، فالحسنة تضاعف أكثر من عشرة أمثالها ، والمراد
بالكيف أن ثوابها يعظم ويكثر ، وأما السيئة فمضاعفتها بالكيف فقط
، أي أن إثمها أعظم والعقاب عليها أشد .
ثانيا :
قد ورد الشرع ببيان هذه المضاعفة في بعض الأعمال والأوقات .
ففي ليلة القدر قال الله عز وجل : ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) القدر/ 3 ،
أي أن العبادة فيها خير من العبادة في ألف شهر .
قال الشيخ السعدي رحمه الله :
أي : تعادل من فضلها ألف شهر ، فالعمل الذي يقع فيها ، خير من العمل
في ألف شهر خالية منها ، وهذا مما تتحير فيه الألباب ، وتندهش له العقول
، حيث مَنَّ تبارك وتعالى على هذه الأمة الضعيفة القوة والقوى ، بليلة يكون
العمل فيها يقابل ويزيد على ألف شهر ، عُمْرُ رجلٍ مُعَمِّرٍ عُمْرًا طويلا نيفا
وثمانين سنة انتهى من تفسير السعدي (ص/931) .
وقد ورد في العمرة في رمضان قول النبي صلى الله عليه وسلم :
( عُمْرَة فِي رَمَضَانَ تَقْضِي [أي تعدل] حَجَّةً أَوْ حَجَّةً مَعِي
رواه البخاري (1863) ، ومسلم (1256) .
وقال القاري رحمه الله :
( تَعْدِلُ حَجَّةً ) أَيْ : تُعَادِلُ وَتُمَاثِلُ فِي الثَّوَابِ انتهى من
مرقاة المفاتيح (5/1742) .
ولا شك أن ثواب الحج يزيد على ثواب العمرة بأضعاف كثيرة ،
فإن الحج أحد أركان الإسلام .
وقد وردت بعض الأحاديث في بيان هذا التفضيل
غير أنها أحاديث ضعيفة لا يحتج بها .
منها حديث :
( يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ،
جعل الله صيامه فري ضة، وقيام ليله تطوعا ، من تقرب فيه بخصلة من
الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان
كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه ) .
قال الألباني في الضعيفة (871) : منكر
ووردت آثار عن بعض السلف في مقدار هذه المضاعفة ،
وهي آثار يستأنس بذكرها ، ولا يحتج بها .
ذكر أبو بكر بن أبي مريم عن أشياخه أنهم كانوا يقولون : إذا حضر شهر
رمضان فانبسطوا فيه بالنفقة فإن النفقة فيه مضاعفة كالنفقة في سبيل الله ،
وتسبيحة فيه أفضل من ألف تسبيحة في غيره .
وقال النخعي رحمه الله : صوم يوم من رمضان أفضل من ألف يوم ،
وتسبيحة فيه أفضل من ألف تسبيحة ، وركعة فيه أفضل من ألف ركعة
انتهى من لطائف المعارف لابن رجب (ص/151) .
وروى ابن أبي الدنيا في فضائل رمضان (ص/51) : عن الزهري
قال : تسبيحة في رمضان أفضل من ألف تسبيحة في غيره انتهى .
والحاصل : أن مضاعفة ثواب الأعمال في رمضان لم يأت الشرع ببيانه على
سبيل التفصيل ، وعلى المسلم أن يجتهد في العمل الصالح في رمضان
حتى يحوز تلك الفضائل .
والله أعلم .
المصدر/ مجموع فتاوى ابن باز
السؤال
ما مقدار مضاعفة أجور الأعمال الصالحة في رمضان ؟
الجواب
الحمد لله.
لما كان رمضان بتلك المنزلة العظيمة كان للطاعة فيه فضل عظيم
ومضاعفة كثيرة ، وكان إثم المعاصي فيه أشد وأكبر من إثمها في غيره ،
فالمسلم عليه أن يغتنم هذا الشهر المبارك بالطاعات والأعمال الصالحات
والإقلاع عن السيئات ، عسى الله عز وجل أن يمن عليه بالقبول ويوفقه
للاستقامة على الحق ، ولكن السيئة دائما بمثلها لا تضاعف في العدد لا في
رمضان ولا في غيره ، أما الحسنة فإنها تضاعف بعشر أمثالها إلى أضعاف
كثيرة انتهى من مجموع فتاوى ابن باز (15/447) .
فمضاعفة الحسنة - في رمضان وفي غيره - مضاعفة بالكم والكيف ،
والمراد بالكم : العدد ، فالحسنة تضاعف أكثر من عشرة أمثالها ، والمراد
بالكيف أن ثوابها يعظم ويكثر ، وأما السيئة فمضاعفتها بالكيف فقط
، أي أن إثمها أعظم والعقاب عليها أشد .
ثانيا :
قد ورد الشرع ببيان هذه المضاعفة في بعض الأعمال والأوقات .
ففي ليلة القدر قال الله عز وجل : ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) القدر/ 3 ،
أي أن العبادة فيها خير من العبادة في ألف شهر .
قال الشيخ السعدي رحمه الله :
أي : تعادل من فضلها ألف شهر ، فالعمل الذي يقع فيها ، خير من العمل
في ألف شهر خالية منها ، وهذا مما تتحير فيه الألباب ، وتندهش له العقول
، حيث مَنَّ تبارك وتعالى على هذه الأمة الضعيفة القوة والقوى ، بليلة يكون
العمل فيها يقابل ويزيد على ألف شهر ، عُمْرُ رجلٍ مُعَمِّرٍ عُمْرًا طويلا نيفا
وثمانين سنة انتهى من تفسير السعدي (ص/931) .
وقد ورد في العمرة في رمضان قول النبي صلى الله عليه وسلم :
( عُمْرَة فِي رَمَضَانَ تَقْضِي [أي تعدل] حَجَّةً أَوْ حَجَّةً مَعِي
رواه البخاري (1863) ، ومسلم (1256) .
وقال القاري رحمه الله :
( تَعْدِلُ حَجَّةً ) أَيْ : تُعَادِلُ وَتُمَاثِلُ فِي الثَّوَابِ انتهى من
مرقاة المفاتيح (5/1742) .
ولا شك أن ثواب الحج يزيد على ثواب العمرة بأضعاف كثيرة ،
فإن الحج أحد أركان الإسلام .
وقد وردت بعض الأحاديث في بيان هذا التفضيل
غير أنها أحاديث ضعيفة لا يحتج بها .
منها حديث :
( يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ،
جعل الله صيامه فري ضة، وقيام ليله تطوعا ، من تقرب فيه بخصلة من
الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان
كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه ) .
قال الألباني في الضعيفة (871) : منكر
ووردت آثار عن بعض السلف في مقدار هذه المضاعفة ،
وهي آثار يستأنس بذكرها ، ولا يحتج بها .
ذكر أبو بكر بن أبي مريم عن أشياخه أنهم كانوا يقولون : إذا حضر شهر
رمضان فانبسطوا فيه بالنفقة فإن النفقة فيه مضاعفة كالنفقة في سبيل الله ،
وتسبيحة فيه أفضل من ألف تسبيحة في غيره .
وقال النخعي رحمه الله : صوم يوم من رمضان أفضل من ألف يوم ،
وتسبيحة فيه أفضل من ألف تسبيحة ، وركعة فيه أفضل من ألف ركعة
انتهى من لطائف المعارف لابن رجب (ص/151) .
وروى ابن أبي الدنيا في فضائل رمضان (ص/51) : عن الزهري
قال : تسبيحة في رمضان أفضل من ألف تسبيحة في غيره انتهى .
والحاصل : أن مضاعفة ثواب الأعمال في رمضان لم يأت الشرع ببيانه على
سبيل التفصيل ، وعلى المسلم أن يجتهد في العمل الصالح في رمضان
حتى يحوز تلك الفضائل .
والله أعلم .
المصدر/ مجموع فتاوى ابن باز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق