الأربعاء، 29 نوفمبر 2023

لماذا نشعر بالراحة عند "الهرش"؟

لماذا نشعر بالراحة عند "الهرش"؟


نشعر في بعض الأحيان بالإزعاج ونقوم بشكل تلقائي بـ"حك" أو "هرش" جلدنا، للشعور بتحسن فوري،

لكن لماذا نشعر بالراحة بعد ما نقوم بذلك؟.

ذكر موقع "bbc"، أن الشعور بالحكة في الجلد هو عبارة عن إحساس مزعج يثير الرغبة في خدش الجلد،

أو يبعث رد فعل انعكاسيًا" للإقدام على الأمر نفسه. وهكذا فإذا ما خدش أيٌ منّا جلده،

فإن ذلك يكون ناجما عن شعوره بالحكة. على أي حال، وذلك بحسب تعريف الطبيب الألماني صمويل هافنرفر.

في بادئ الأمر قد يتصور أن هناك ارتباطًا بين الشعور بالحكة والإحساس بالألم. فجلد الإنسان به مجموعة

من النهايات العصبية التي يُطلق عليها اسم "مستقبلات الألم". وتتمثل مهمة هذه المستقبلات في نقل

المعلومات المتعلقة بوجود أي مثير قد ينطوي على ضرر إلى المخ والحبل الشوكي.

وبحسب ما يُعرف بـ"نظرية الكثافة"؛ فإن من شأنه أي مساس واهن بهذه الخلايا العصبية التسبب في حدوث

الشعور بالحكة، أما "شن هجوم كامل عليها" فيؤدي إلى شعور المرء بالألم.

ولكن هناك نظرية أخرى تعرف باسم "نظرية التخصص" تأتينا بتصور مختلف؛ مفاده أن بعض الخلايا العصبية

مسئولة عن الشعور بالألم، بينما يعنى بعضها الأخر بالإحساس بالحكة.

ويوجد وجهة نظر مختلفة وهي أن الخلايا العصبية المسؤولة عن "الإحساس بالألم" ما هي إلا مجموعة واحدة، و

لكن بمقدورها التمييز ما بين المثيرات التي تسبب الإحساس بالحكة وتلك التي تؤدي لشعور المرء بالألم.

مما يزيد من صعوبة فهم مسألة "حكة الجلد" تعدد وهناك عوامل عديدة مسببة للحكة. هناك "حكة حادة"،

وهو نمط يألفه غالبيتنا، وقد ينجم عن سبب بسيط مثل التعرض للدغة حشرة. بجانب ذلك هناك نوع آخر من تلك

"الحكة" يحدث بشكل مزمن وبشكل أكبر وذو طابع مرضي، وقد يكون مرتبطًا بالمعاناة من جفاف الجلد أو الأكزيما أو الصدفية أو أي مرض جلدي آخر.

وجرى الربط بين المعاناة من الحكة الجلدية بشكل مزمن والإصابة بكل من: الأمراض المزمنة في الكبد،

أو أورام في المخ، أو التصلب المتعدد، أو سرطان الغدد الليمفاوية، أو الإيدز، أو فرط نشاط الغدة الدرقية،

باعتبار أن كل هذه الأمراض تؤدي إلى إصابة الخلايا العصبية بالاعتلال.

ويوجد عوامل نفسية ومعرفية، ولكن لا تحمل كل هذه العوامل الطابع المخيف الذي يتسم به اضطراب

"الطفيليات الوهمية". وقد يشكل الهوس بخدش الجلد، أحد مظاهر الإصابة بالاضطراب النفسي المعروف

باسم "الوسواس القهري". وفي هذه الحالة، يؤدي الخدش المستمر للبشرة إلى تشويهها ومن ثم إلى تفاقم ذاك الاضطراب.

وهذه الظاهرة تصبح حتى أكثر إثارة للفضول، في ضوء حقيقة أن من شأن التعرض لمثير أكثر إيلاما

التخفيف من الإحساس بالحكة. فخدش الجلد يمثل نمطا طفيفًا نسبيًا من الألم، ولكن إحساسنا بذاك الألم

الخفيف الناجم عن خدش جلدنا بأظافرنا، يبدو أنه يساعد على تخفيف الشعور بالحكة بوجه عام

. ويمكن أن ينجم هذا الإحساس بالألم أيضا عن عوامل مثل تعريض الجلد المصاب بالحكة للحرارة أو البرودة،

أو حتى لمادة "كابسيسين" (تلك المادة الكيمياوية التي تُكسب الفلفل مذاقه الحريف). ويعني ذلك للمفارقة

أن المسكنات التي تستهدف تخفيف حدة الألم قد تستثير في واقع الأمر الإحساس بالحكة بشكل أكبر.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق