الســــؤال :
أولا : لدينا في محافظة بدر مقبرة عامة
،
وفي
وسطها مكان يزعم البعض من الأهالي
أنه قد دفن فيه شهداء بدر.
وقد خصصت بعض القبائل الدفن لموتاهم حول هذا
المكان.
لا
يدفنون موتاهم إلا حوله ، حتى تراكمت القبور بعضها على
بعض،
وصار
امتهانا للقبور، حيث توطأ بالأقدام.
وربما
يحصل نبش للقبور من جراء عدم توفر الأماكن
،
حول
قبور الصحابة كما يزعمون... فما حكم هذا العمل
،
ولا
سيما أن هذه المقبرة يأتيها الزوار من كل مكان
،
ويحصل
عندها بدع وشركيات ، وخرافات مخالفة للدين والعقيدة
؟
ثانيا : ما حكم نبش القبور في هذه المقبرة بدون
ضرورة،
ولا
سيما أنه يمكن إيجاد مقبرة أخرى عامة لأهالي بدر
،
بدلا
من هذه المقبرة التي ازدحمت فيها القبور
،
بدون
تنظيم وأصبح الإنسان ،
الذي يشيع جنازة يجد مشقة في المشي على هذه
القبور؟
ثالثا : ما حكم تخصيص بعض القبائل
أماكن في المقبرة العامة لدفن موتاهم فيها
،
لا
يدفن فيها غيرهم حتى أصبحت المقبرة تجزأ
(هذا المكان لآل فلان، وهذا لآل فلان
) ؟
الإجــابــة :
أولا : يجب دفن كل ميت وحده في قبر مستقل
،
كما
كان عليه الحال في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم
-،
ولا
يدفن في القبر أكثر من ميت ،
إلا
عند الضرورة في حال كثرة الأموات ، بسبب الحروب أو الوباء ،
كما حصل في غزوة أحد ، من دفن الاثنين والثلاثة في
قبر واحد ،
بأمر النبي، صلى الله عليه وسلم.
ثانيا : يجب احترام الموتى في قبورهم
،
التي
سبقوا إليها وصارت موضعا لدفنهم ووقفا عليهم؛
ولأن حرمة المسلم ميتا كحرمته حيا ، فلا يوطأ على
قبره،
ولا يجلس عليه، ولا ينبش إلا لعذر شرعي،
وبفتوى معتمدة من الجهة المختصة بالإفتاء
،
بنقله
إلى مكان آخر لسبب شرعي يقتضي ذلك .
ثالثا: لا يجوز تكرار الدفن في مقابر قديمة ومضايقة أهلها ،
والاعتداء على قبورهم بدفن أموات معهم فيها ،
أو الدفن بجوارهم بحجة صلاحهم والتبرك
بهم،
وإنما
يدفن في بقية فضاء المقبرة الذي ليس فيه قبور.
فإذا امتلأت المقبرة ، ولم يبق فيها فضاء
،
فإنها
تغلق وينتهي الدفن فيها. وينتقل إلى مكان آخر
،
يخصص لمقبرة جديدة احتراما للأموات السابقين
،
والأموات الجدد كما عليه
عمل المسلمين؛ عملا بما تقتضيه الأدلة.
رابعا : تستحب زيارة القبور ، وذلك بدون سفر إليها؛
للسلام عليهم والدعاء لهم والاعتبار بأحوالهم
،
وتذكر
الآخرة كما جاء في الأحاديث،
ولا
تجوز زيارة القبور للتبرك بالصالحين، أو الاستغاثة
بهم،
أو غير
ذلك من الشرك ووسائله.
خامسا : لا يجوز أن توزع أرض المقبرة العامة ،
على قبائل يدفنون فيها أمواتهم خاصة بهم
،
والله
أعلم.
و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و
صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و
الإفتاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق