إن العبد يستطيع أن يعرف نفسه هل هو من
الخائفين
من الجليل أم هو من الغافلين
اللاهين
وهذا بيان ببعض هذه
العلامات:
أولها:
يتبين في لسانه فيمتنع من الكذب والغيبة وكلام
الفضول
ويجعل لسانه مشغولاً بذكر الله وتلاوة القرآن ومذاكرة
العلم.
والثاني:
أن يخاف في أمر قلبه فيخرج منه العداوة
والبغضاء
وحسد الإخوان ويدخل فيه النصيحة والشفقة
للمسلمين.
والثالث:
أن يخاف في أمر بطنه فلا يأخذ إلا طيبًا
حلالاً
ويأكل من الطعام مقدار
حاجته.
والرابع:
أن يخاف في أمر بصره فلا ينظر إلى
الحرام
ولا إلى الدنيا بعين الرغبة وإنما يكون نظره على وجه
العبرة.
والخامس:
أن يخاف في أمر قدميه فلا يمشي في
معصية.
والسادس:
أن يخاف في أمر يده فلا يُمدَّن يده إلى
الحرام
وإنما يمدُّ يده إلى ما فيه طاعة الله عز
وجل.
والسابع:
أن يكون خائفًا في أمر طاعته فيجعل طاعته خالصة لوجه
الله
ويخاف الرياء والنفاق فإذا فعل
ذلك
فهو من الذين قال الله
فيهم:
} وَالآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ
{
يقول الفقيه السمرقندي رحمه
الله:
من عمل الحسنة يحتاج إلى خوف أربعة
أشياء
فما ظنك بمن يعمل السيئة:
أولها:
خوف عدم القبول
لأن الله تعالى يقول:
} إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ
الْمُتَّقِينَ
{
والثاني:
خوف الرياء
لأن الله تعالى يقول:
}وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ
مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
{
والثالث:
خوف التسليم والحفظ
لأن الله تعالى يقول:
} مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ
أَمْثَالِهَا
{
فاشترط المجيء بها إلى دار
الآخرة.
والرابع:
خوف الخذلان في الطاعة لأن لا يدري أنه هل يوفَّق لها
أم لا؟
لقول الله تعالى:
} وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ
تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ {
أخواتي الكرام:
جعلني الله وإياك ووالدينا
وأحبابنا
من الآمنين حين الخوف
والفزع
} يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ . وَأُمِّهِ
وَأَبِيهِ .
وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ . لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ
يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ . {
وممن ينادون في ذلك اليوم
العظيم:
} ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ
أَنتُمْ تَحْزَنُونَ
{
[الأعراف: 49].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق