عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
قال:
( ليسَ الشَديد بالصرعةِ
إنَّما الشَديدُ مَن يَملِكُ نَفسَهُ عند الغَضَبِ
)
(متفق
عليه)
مدح الله المؤمنين بقوله:
{ والكاظِمينَ الغيظَ والعافينَ عَنِ الناسِ }
(16)
وكذلك
:
{ وإذا ما غَضِبوا هُم يَغفِرونَ }
(17)
ـ
فالغضب محتمل على ابن آدم ولكن المطلوب هو عدم فقدان العقل
والسيطرة على النفس أثناء الغضب بحيث لا يرتكب أثناء
غضبه
ما لا يحبه الله من قول أو
فعل.
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يغضب لنفسه
، وربما تطاول
عليه بعض الجهلة أمام أصحابه فلا يغضب ، وينهى أصحابه
أن يؤذوا
مثل هؤلاء الجهلة ويأمرهم بالترفق بهم . أما إذا ما
ارتكبت حرمة من
حرمات الله تعالى فكان يغضب ، وربما يشتد غضبه فيأمر
من ينادي
بالناس لكي يبين لهم ما أشكل عليهم . وكان صلى الله
عليه وآله وسلم
ينصح لمعالجة الغضب بالوضوء فقد ورد عنه صلى الله
عليه وآله وسلم:
إن نهي المؤمن نفسه عن هواها عند ثوران غضبه وكبت تلك
الأهواء هو
من مجاهدة النفس ، وفي ذلك يمدح رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم
من يستطيع ذلك ويصفه بالشدة ، وكلما كان كبت تلك
الأهواء أسرع كلما
كان ذلك أكثر ثوابا وأعظم أجرا فإن سرعة الفيء بعد
الغضب دليل ضبط
النفس ومخالفة هواها.
قيل لعبد الله بن المبارك:
أجمِل لنا حسن الخلق في كلمة قال: أترك الغضب . وقال
عبدالله بن عمر
ما جرع رجل جرعة أعظم أجرا من جرعة غيظ إبتغاء وجه
الله.
المراجع :
ـ16ـ سورة آل عمران الآية
134.
ـ17ـ سورة الشورى الآية
37.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق