إن سلوك المراهق يتأثر بثلاثة مصادر،
وهي
(1) شخصيته الجديدة:
التي بدأ ببنائها، ويتجه لإعلان
استقلالها،
وتعيين
عقله عاصمة لها..
إلا
أنه سرعان ما يدرك أنه
لم
يبنِ اقتصادَه الذي يحافظ على استقلالية
قراره،
ولم
يعد قوى الأمن التي تحمي ذلك القرار؛
لذلك فهو بحاجة لمجلس الشورى المكون من
الأب
والأم
والإخوة الأكبر سنًّا،
والمعلِّم والصديق
الصالح،
للاستفادة من تجارِبهم
والاستئناس برأيهم،
لبناء
تجرِبته الجديدة.
(2) الأسرة:
إن الصراعَ الداخلي الذي يحدُثُ للمراهق من بُعد
أسرته عنه،
بالرغم
من عدم إعلانه صراحة للمساعدة،
يسبب له أزمة شخصية تتمثل في الخجل
الزائد،
أو
الوقاحة الصريحة التي لا حياء
ولا
احترام فيها البتة؛
لذا
يجب أن يكون حبل المحبة،
وجسر المودة،
وتواصل
الأبوة معه بطرق متعددة،
مما
يشعره بأنه في العيون،
مما يحفظ عليه دِينه
وخُلقه،
وإمكانية توجيهه والحفاظ
عليه من السوء..
فلا
إفراط ولا تفريط في المتابعة،
وليكن
له حيز
من الحرية.. يصقل بها شخصيته،
ويرسم
خريطة مستقبله القريب،
برعاية
مِن الأسرة،
ومساندة
منها،
دون
إجبار أو تسلط،
بل
بالتوجيه والنصح، والمراجعة والمنع، وَفقًا لِما
يريد.
(2)
الأصدقاء:
وقد ورد في الحديث:
( المرء على دين خليله، فلينظر
أحدكم مَن يخالل ) ,
وقيل: (إن الصاحب ساحب) ،
فإن من
الأهمية بمكان أن نسمح للمراهق
بدعوة
أصدقائه للمنزل،
بحيث يتم المسح الأخلاقي عليهم دون شعور
منهم،
بل
ونعطيهم فرصةً للنقاش، والمرح، والفسحة،
لكن بحذر وانتباه،
ومتابعة؛
فإن خسارة طفل في زهرة عمره فاجعةٌ تلحق
الضرر
بالأسرة من نَواحٍ
عدة..
فإن من
أراد الحفاظ على أبنائه،
وجب
عليه متابعته،
ومنحهم
الوقت الكافي،
والأسلوب الأمثل
للمعاملة معهم.
الشيخ مهنا نعيم نجم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق