لما أصاب أهل البوادي القحط أيام هشام بن عبد الملك
وفدت عليه رؤساء
القبائل وفيهم صبي صغير في رأسه ذؤابة، وعليه بردة
يمنية فأنكر هشام
حضوره
وقال
للحاجب: ما يشاء أحد أن يصل إلينا إلاّ وصل حتى الصبيان
،
فقال
الصبي: يا أمير المؤمنين إن دخولي لم ينقصك، ولكن شرفني ،
وإن هؤلاء قدموا لأمر فهابوك دونه ، وإن الكلام نشر
والسكوت طي
لا يعرف إلاّ بنشره،
فأعجب
هشامًا كلامه "فقال له:" انشر لا أم لك
فقال: يا أمير المؤمنين أصابتنا سنون ثلاث، فسنة
أذابت الشحم،
وسنة
أكلت اللحم، وسنة أنقت العظم.
وفي يدكم نصول أموال
فإن كانت لله ففرقوها على
عباده
وإن كانت لهم فعلام تحبسونها عنهم
؟
وإن كانت لكم فتصدقوا بها
عليهم
فإن الله يجزي المتصدقين ،
ولا يضيع أجر المحسنين.
فقال هشام : ما ترك لنا الغلام في واحدة من الثلاث
عذرًا.
فأمر بمائة ألف درهم ففرقت في البادية وأمر للغلام
بمائة ألف درهم
فقال:
ارددها في جائزة العرب ، فما لي بها حاجة في خاصة نفسي
دون سائر المسلمين، فكان في هذه
أعجب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق