عن عائشة رضي الله عنها
قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم:
( الرَحِمُ مُعَلَّقَة بالعَرشِ تَقولُ مَن وَصَلَني
وَصَلَهُ اللّهُ وَمَن قطَعَني قَطَعَهُ اللّهُ
)
(متفق
عليه)
إن الله تعالى خلق الناس من أبوين وجعل كل أسرة تتصل
بقرابة مع
غيرها ، فصلة الرحم تعني إقامة علاقات التعاون
والتآلف مع الأقربين
وتقديم ما يحتاجون من مساعدة إليهم . ويتم ذلك
بالتزاور والتناصح
والرعاية عند الملمات ومنح الصدقات لفقرائهم ، كل هذا
مع عدم توقع
مقابلة ذلك بإحسان مقابل ذلك بل ابتغاء وجه الله حتى
وإن كان ذلك
المقابل مقصرا في صلة رحمه. فعن أبي هريرة رضي الله
عنه أن رجلا
أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله
إن لي قرابة أصلهم
ويقطعونني وأحسن إليهم
ويسيئون إليّ وأحلم عنهم ويجهلون عليّ ،
فقال:
(
لَئِن كُنتَ كَما قُلتَ فَكأنَّما تُسِفُّهُم
الملّ
ولا
يزال معَكَ مِنَ اللّهِ ظَهير عَليهِم ما دُمتَ على ذلك ) (15)
تسفهم المل أي كأنما تطعمهم الرماد الحار أي يلحق بهم
إثم كبير. ويجب
على المؤمن أن يراعي ذوي رحمه الأقرب فالأقرب ، قال
تعالى:
{
وأولوا الأرحامِ بَعضُهم أولى بِبَعض في كِتابِ اللّهِ }
ـ(16)
وقد حث
الله تعالى على تفقد ذوي القربى في كثير من الآيات
{ أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14)
يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ (15)
أَوْ
مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ } (17)
،{
وآتِ ذا القُربى حَقَّهُ والمِسكينَ
وابنَ السَبيلِ ولا تَبَذّر تَبذيرا } (18) ،
فالصدقة إذا أعطيت إلى ذي قربى يكون لها أجر الصدقة
وأجر صلة الرحم
. وهكذا فالمؤمن يتغاضى عن هفوات أقربائه تجاهه
وإساءتهم إليه
وظلمهم له ويحسن إليهم متفقدا إياهم في السراء
والضراء
مادّا
يد المساعدة إليهم كلما احتاجوا إليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق