فهذا
المسجد هو مسجد ضرار
الذي أحرقه النبي صلى
الله عليه وسلم ،
قال الله تبارك و تعالى
:
{
وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا
وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ
وَإِرْصَادًا لِّمَنْ
حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ
أَرَدْنَا
إِلاَّ
الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لاَ
تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ
أُسِّسَ
عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ
فِيهِ رِجَالٌ
يُحِبُّونَ
أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ *
أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ
عَلَى
تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ
بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا
جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ
بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ
الظَّالِمِينَ *
لاَ يَزَالُ
بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ
أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ
وَاللّهُ عَلِيمٌ
حَكِيمٌ }
[
التوبة : 107 - 110 ]
ومختصر
قصة مسجد ضرار :
(
إنّ بني عمرو بن عوف اتخذوا مسجد قبا ،
وبعثوا
إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أن يأتيهم
فأتاهم
وصلّى فيه فحسدهم جماعة
من المنافقين من بني غنم بن عوف
فقالوا
: نبني مسجداً فنصلي فيه ولا نحضر جماعة محمد ،
وكانوا
اثني عشر رجلا ، وقيل : خمسة عشر رجلا ،
منهم
: ثعلبة بن حاطب ومعتّب بن قشير ونبتل بن الحارث
فبنوا
مسجداً إلى جنب مسجد قبا .
فلّما
بنوه أتوا رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يتجهّز إلى
تبوك
فقالوا : يا رسول الله
إنّا قد بنينا مسجداً لذي العلة والحاجة
والليلة
الممطرة والليلة الشاتية ، وإنّا نحب أن
تأتينا
فتصلي فيه لنا وتدعو
بالبركة
فقال صلى الله عليه وآله
: انّي على جناح سفر
ولو
قدمنا أتيناكم إن شاء الله فصلّينا لكم فيه
)
فلمّا انصرف رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم من
تبوك
نزلت عليه الآية في شأن
المسجد .
الشرح
والتفسير
قال
تعالي :
{
وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا
وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ
وَإِرْصَادًا لِّمَنْ
حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ
}
[
التوبة : 107 ]
نعم إنّ جبرئيل عليه
السلام نزل على
الرسول مانعاً إياه عن الصلاة
في هذا المسجد ; وذلك
رغم أنَّ ظاهره للعبادة ، لكن واقعه معبد
للأصنام
ومركز للتآمر ضدّ
المسلمين ، فالآية هنا بيّنت أربعة أهداف
من
وراء بناء هذا المسجد .
1
- {
ضِرَارَاً }
إي
أنَّ مؤسسي هذا المجسد كانوا يستهدفون الإضرار
بالمسلمين
من خلاله وذلك بجعله
متراساً لأعداء الإسلام .
2
- {
كُفْراً }
إنّ الهدف الآخر لهم من
وراء بناء هذا المسجد هو
تقوية أسس الكفر،
والمسجد دوره هنا كمركز لدعم الشرك والكفر
.
3
- {
تَفْرِيقَاً بَيْنَ المُؤْمِنِينَ }
الهدف الآخر لهم وهو من
أخطر الاهداف عبارة عن
إيجاد الفرقة بين
المسلمين ، واستهلاك الطاقة الموحدة
التي
يمتلكونها ، في النزاعات فيما بينهم ، الأمر الذي يُضرّ
بالاطراف
الإسلامية المتنازعة أكثر من اضراره في شيء
آخر،
وهذا مبدأ يحكم جميع
الاختلافات .
4
- {
إرْصَادَاً لِمَنْ حَارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْل
}
إي
إعداد مركز للاعداء في قلب الدولة الإسلامية ،
الأعداء
الذين يكنون العداء لله ورسوله من ذي قبل
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق