قال الإمام النووي رحمه الله
-:
[ واتفقوا على أن التوبة
من جميع المعاصي واجبة على الفور،
ولا يجوز تأخيرها سواء
كانت المعصية صغيرة أو كبيرة ].
قال
ابن هبيرة :
[ النفس المؤمنة إن لم
تكسب في إيمانها خيرا
حتى طلعت الشمس من
مغربها لم ينفعها ما تكسبه. ]
التوبة
المقبولة من الله تنقسم إلى قسمين
:
أولا:
توفيقه لعبده أن يتوب
كما
قال تعالى :
{ ثُمَّ تَابَ
عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا }
[
التوبة : 118 ]
أي وفقهم للتوبة ليتوبوا
.
ثانيا: قبولها
منه
كما قال تعالى :
{
وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا
ثُمَّ اهْتَدَى }
[
طه : 82
]
ويجمعها قوله تعالى
:
{ وَأَنَا التَّوَّابُ
الرَّحِيمُ }
[
البقرة : 160
]
وهي
من العبد : الرجوع والإنابة إلى الله عز وجل ،
والإخلاص
له مع الإقلاع عن المعصية والندم على فعلها ،
والعزم
على عدم العودة إليها ، وأن تكون في وقتها المناسب
.
قال
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
:
[
كل مؤمن لا بد له من التوبة ولا يكمل أحد إلا بها
]
وقال أيضا :
[
وليست التوبة نقصا ، بل هي من أفضل الكمالات ،
والله
قد أخبر عن عامة الأنبياء بالتوبة والاستغفار ،
عن
آدم ونوح وإبراهيم وموسى وغيرهم ]
وقد قيل :
[
رب معصية أورثت ذلا وانكسارا
خير من طاعة أورثت عزا
واستكبارا ]
فكل عامل للسوء فإنما
يعمله بجهالة وسفه وعدم رشد ،
وأن
كل ذنب عصي الله به فهو جهالة ، سواء كان فاعله عالما أو جاهلا
،
ذاكرا أو ناسيا ، متعمدا
أو مخطئا ، مختارا أو مكرها .
لقوله تعالى
:
{ لِلَّذِينَ
يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ }
[
النساء : 17 ].
قال
ابن تيمية :
[
فمن عصى الله فهو جاهل أيا كان ، ومن أطاعه فهو عالم
،
ولهذا قال تعالى
:
{ إِنَّمَا يَخْشَى
اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ
}
[
فاطر : 28 ].
فكل عالم يخشاه ، فمن لم
يخش الله فليس من العلماء ، بل من الجهال
.]
قال ابن مسعود
:
[ كفى بخشية الله علما،
وكفى بالاغترار به جهلا .]
وقال رجل للشعبي
:
[
أيها العالم .
فقال
:
إنما العالم من يخشى
الله .]
فوائد
من كتاب التوبة من المعاصى والذنوب
لمصطفى
شيخ إبراهيم حقي - الجزء
الثاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق