الســــؤال:
كم قسما تنقسم البدعة ؟ هل كل بدعة ضلالة
، وإذا كان ذلك كذلك
رأيت أن وضع الحركات في القرآن الكريم من
ضمة وفتحة وكسرة
وسكون ونقطة ونبرة كلها بدعة ؛ لأن
القرآن الكريم في عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكتب
إلا على صفحات وليس له
حركات كما نراه اليوم . هل وضع الحركات
فيه من البدع .
هل هذه البدعة ضلالة
؟
الإجابة
البدعة تنقسم إلى : بدعة دينية ، وبدعة
عادية ، فالعادية مثل : كل ما جد
من الصناعات والاختراعات ، والأصل فيها :
الجواز إلا ما دل دليل
شرعي على منعه
.
أما البدعة الدينية فهي : كل ما أحدث في
الدين مضاهاة لتشريع الله ؛
كالأذكار الجماعية بصوت واحد ، وكبدع
الموالد ، وبدع الاحتفال بنصف
شهر شعبان والسابع والعشرين من رجب
وبليلة الأربعين من وفاة الميت
وقراءة القرآن للأموات على القبور . .
إلى أمثال ذلك مما لا يحصى عدا ،
ولا أقسام للبدعة في الدين من حيث الحكم
عليها ، بل كل بدعة ضلالة ؛
لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال :
( من أحدث في أمرنا هذا
ما ليس منه فهو رد
)
رواه البخاري ومسلم وفي
رواية
( من عمل عملا ليس عليه
أمرنا فهو رد )
رواه مسلم ولما رواه العرباض بن سارية
رضي الله عنه قال :
( وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
موعظة بليغة ، وجلت
منها القلوب وذرفت منها العيون ، فقلنا :
يا رسول الله ، كأنها
موعظة مودع فأوصنا ، قال : أوصيكم بتقوى
الله والسمع
والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي وإنه من
يعش منكم فسيرى
اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة
الخلفاء الراشدين المهديين
عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات
الأمور ، فإن كل
بدعة ضلالة
)
رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه
.
أما نقط حروف القرآن وضبطها بالحركات
فليس من البدع وإن لم يكن
موجودا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
؛ لكونه من المصالح
المرسلة لدلالة أدلة الشرع الآمرة بحفظه
على ذلك في الجملة ، ونوصيك
بقراءة كتاب [الاعتصام] للشاطبي ؛ فإنه
وفّى الموضوع حقه .
و بالله
التوفيق ،
و صلى
الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم
.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و
الإفتاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق