قبل
اختراع الحاسوب والهاتف وظهور الانترنت، كان هناك صندوق
يتفاوت
حجمه بين ما يملكه الغني والفقير، ولكنه يوجد في معظم البيوت،
وكان
ان انتقل هذا الصندوق من ان يصبح شيئا من كماليات البيت الى
اساسياته،
فهذا الصندوق الذي اصبح يطلق عليه التلفاز، شيء لا بد من،
وهو
اهم من الخزانة، ومن السرير في البيت، و مع ان دخول هذا
الصندوق
الى بيوتنا بصورته الحالية اي كأساسيات لم يتعدى الستون
عاما،
الا انه اصبح من اكثر الادوات التي يتمسك بها الانسان حتى وقت
قريب،
حيث حلت مكانه بعض الاجهزة الالكترونية الاخرى، ومع ذلك ما
زلنا
نرى بعض الناس عندما يجلسون امام التلفاز يتسمرون، كأنهم
موثوقي
الايدي والاقدام، او ان قاعدتهم صبت بالاسمنت، فلا يتحركون،
كل
ما نشاهده هي تلك اليد والتي تمسك بأداة تحكم تعمل على تغيير
القنوات
الواحدة تلو الاخرى.
ولو
قمنا بحساب بسيط كم عدد الساعات التي يجلسها الانسان العادي امام
التلفاز
لوجدنا ان هذه الساعات تفوق ما يقوم بها من امور قد تجلب له
فائدة
اكبر، وهو امر محبط قليلا وله تاثير جد سلبي على الحياة البشرية،
خاصة
ومع الاستغلال الكبير التي يقوم بها اقطاب الاعلام العالمي،
بإبتكار
تلك
البرامج، التي تجعل الزوج يطلق زوجته لاجلها، والزوجة تعوف
البيت
وسكانه من اجل ان تشاهده، فهل هو حقيقي لهذه الدرجة
حتى
يشق اسمنت البيت قسمين
.
تاريخ
اختراع التلفاز :
يمكن
القول ان بدء العمل على اختراع جهاز يماثل الفكرة التي يعمل
عليها
التلفاز
بدا في عام 1884 عندما استطاع عالم الماني يدعى بول نبيكوف
نقل
الصورة، ثم تطورت الفكرة حتى استطاع عالم اخر امريكي ولكن من
اصل
روسي يدعى فلاديمير زوريكين من اختراع اول الة تشبه ما تعارف
عليه
الناس لاحقا بالتلفاز وكان ذلك في عام 1923، أما اول بث تلفزيوني
متعارف
عليه فكان عام 1936 من بريطانيا وبواسطة هيئة الاذاعة
البريطانية،
وحتى عام 1966 كان البث باللونين الابيض والاسود، وبدءا
من
ذلك التاريخ انتقل البث ليصبح ملونا،وايضا كانت بريطانيا السباقة
في
هذا المجال.
والان
اصبح التلفاز يتميز بالعديد من الاشكال والاحجام، بل واصبحت
شاشته
يمن ان تعمل كجهاز لوحي اذا ما ربط بشبكة
الانترنت.
هل
مشاهدة التلفاز ادمان ..
لا
يمكن القول ان كل من يستخدم جهاز التلفاز مدمن عليه، ولكن يمكن
القول
ان هناك نسبة كبيرة من البشر اصبحت شبه مدمنة عليه ان لم تكن
مدمنة
حقا، فهناك من الاشخاص من لا يستطيع التوقف عن مشاهدة
البرمج
الاخبارية، وهناك من هو دوما يفكر بالرياضة، والحقيقة ان علماء
النفس
قد صنفوا الكثير من مرضاهم على انهم مصاب بهذا النوع من
الادمان
مع محاولة العمل على التخلص منه، وقد يخلف الادمان على
مشاهدة
التلفاز الكثير من الاعراض الجانبية والمرضية نفسيا على
الافراد،
كالتسبب بالاكتئاب والوحدة، الانعزال، الاثر الكبير على الاطفال،
وغيرها،
وسنقوم بتقديم مقال اخر حول الادمان على مشاهدة التلفاز
واخطاره،
وسبل التخلص من هذا الادمان لاحقا.
ماذا
تستفيد ان تخليت عن مشاهدة التلفاز ؟
لنتخيل
الاتي ،ونجيب عن بعض الاسئلة قبل
الدخول
في الموضوع الرئيسي
:
هل
تشاهد التلفزيون يوميا؟
كم
عدد الساعات التي تقضيها امام التلفاز
؟
هل
هناك برامج تنتظرها بفارغ الصبر حتى يحين موعدها
؟
ماذا
يحدث لو فوت حلقة من برنامجك المفضل او تم منعك من مشاهدتها
لاي
سبب؟
ايهما
تفضل اكثر القيام بالواجبات التي عليك ام مشاهدة التلفاز
؟
ماذا
كنت ستفعل لو لم تمضي وقتك بجانب
التلفاز؟
والان
سنعود الى موضوعنا لنرى الامور التي يستفيد من
الانسان
اذا توقف عن مشاهدة
التلفاز :
انجاز
الامور فورا ودون تاجيل :
كم
مرة حصلت معك ومعي ان تم تأجيل انجاز امر ما الى ما بعد الانتهاء
من
مشاهدة التلفاز
وكم مرة تسبب هذا التأجيل بمشاكل معينة، ان
كان
على الصعيد المهني
والعملي، او على الصعيد الدراسي، او حتى العائلي،
فمشاهدة
التلفاز في العادة ومع برامج نندمج معها يحولنا الى مجرد
ادوات
جامدة فقط ترى وتستمع، خاصة مع البراعة التي اصبح المنتجون
يستخدمونها
في جذب المشاهدين مستعينين بخبراء في علم النفس
لدراسة
السلوك الانساني ومعرفة كيفية التاثير
عليه.
يصبح
الانسان اكثر اجتماعيا :
ان
التخلص من الجلوس اما التلفاز لفترات طويلة يجعل الانسان يوفر
الكثير
من الوقت، والتي يمكن ان يقضيها بصورة اكثر فائدة مع عائلته،
او
اصدقاءه او اقاربه، كل هذا يجعل منه انسان يحاول ان يشارك
الاخرين
مناسباتهم
وافراحهم، وهذا الامر ومع الوقت سيشجعه ليكون اكثر
اجتماعيا
واكثر تواصلا مع الاخرين، فبدلا من البقاء طويلا امام التلفاز،
مع
ما يحمله هذا الامر من مخاطر ومساوء، يمكن القيام ببعض النشاطات
الاجتماعية
التي قد تخلص الانسان من الترهل
التلفازي.
تغيير
في نمط الممارسات والانشطة الى انواع اكثر فائدة
:
ان
البديل المناسب لغايات شغل الساعات المتواصلة من الجلوس امام
التلفاز
قد يكون بايجاد العديد من النشاطات المفيدة ان كان على الصعيد
المهني
او الدراسي، فيمكن للشخص ان يحاول ان يتطور في مهنته عن
طريق
القيام بالعديد من الابحاث والدراسات حولها ان كان مهندسا
او
محاميا او طبيبا او غيرهم، وكذلك بالنسبة للطالب، فيحاول ان يطور
مداركه
ويتطور معها.
يصبح
الانسان اكثر عفوية ونضوجا :
بالتخلي
مشاهدة هذا الجهاز وبرامجه المختلفة لساعات طويلة، يستطيع
الانسان
ان يصل الى حالة من صفاء الذهن والقدرة على التركيز، وبالتالي
القيام
بالامور بأسلوب عملي ودقيق و جميل ، وبعكس ذلك ( اي بقاءه
مدمنا
على مشاهدة التلفاز) سيبقى اسير ا الى تلك البرامج والتي تشغل
باله
وعقله ومخيلته، بحيث لا يستطيع التركيز على امور اخرى غيرها
في
بعض الاحيان،
الصحة
الجيدة :
من
الامور والنقاط الملفتة للنظر ويجب ملاحظتها ان النتائج العكسية
للتخلص
من الجلوس امام التلفاز هي ما تعود على الانسان بالصحة
والنشاط
واللياقة، فمن الامور البديهية ان يبادر الانسان الى ممارسة
الرياضة
او الحركة بدلا من التسمر والجلوس امام التلفاز، ولعل هذا الامر
مدعاة
للمبادرة بالتخلي عن هذا الصندوق، فكيف اصبح معظم الشعب
الامريكي
يعانون من الوزن الزائد، الجواب هو الوجبات السريعة، وعدم
الحركة
بالبقاء متسمرين امام اجهزة التلفاز والاجهزة الحديثة
الان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق