كان
المعلم في الماضي صاحب مكانة مرموقة اجتماعياً،
ولا
أحد يستطيع التجرؤ عليه سواء كان طالباً أو ولي أمر،
وكان
يملك صلاحيات داخل الصف وخارجه،
والآن
أصبح المعلم شخصا هامشيا، ليس له دور سوى إعطاء المادة العلمية
فقط،
وجُرِّد من كافة الصلاحيات التي كانت تُعطَى له في الماضي،
فهو
الآن ممنوع من إيقاف الطالب، أو ضربه، أو تأنيبه،
أو
حتى طرده خارج الفصل، حتى التهديد بخصم
الدرجات،
إضافة إلى أن أعداد
الطلاب الآن تزيد عمّا كانت عليه في الماضي،
والفصول
الدراسية الآن مكتظة بالطلاب،
فالعدد لا يقل عن أربعين
طالباً إن لم يكن أكثر من ذلك.
بعض
الطلاب لا يجدون في المدرسة إلا مكاناً
للنوم،
ويُمارسون جميع أساليب
الاستفزاز والتهكم ضد المعلم لأنهم يعرفون
أن
المعلم مسلوب الصلاحيات، لا يستطيع أن يعاقبهم،
والمعلم
ممنوع من كل شيء حتى صلاحية الدفاع عن نفسه
إلا
في حالة طرحه أرضاً من قِبَل الطالب، ففي هذه الحالة يستطيع
المعلم
الدفاع
عن نفسه!!
نتذكر
أيضاً كيف كان أولياء الأمور في الماضي يُربّون أبنائهم
على
حُسن الأدب واحترام الأكبر سناً وتقدير المعلم،
فمَن
منَّا لا يتذكَّر تلك العبارة الشهيرة والمعروفة:
لك
اللحم ولي العظم، التي كان أولياء الأمور يقولونها للمعلمين عند
نهاية
كل لقاء مع أي منهم تحت
سمع وبصر الطالب،
الذي
كانت ترتعد فرائصه من تلك العبارة، نظراً لأنه سوف يحل به
العقاب
إذا أساء الأدب، أو أهمل
في مذاكرته وواجباته.
والآن
بعد سنوات من منع العقاب البدني، هل نستطيع أن
نقول:
إن كثيرا من أبناء الجيل
الحالي قد فسد من جراء عدم استخدام
هذا
الأسلوب؟! بالتأكيد أن تلك الأساليب التي كانت تستخدم في التربية
لها
سلبياتها،
وفي الوقت ذاته لها إيجابياتها الكثيرة،
من
سلبياتها أنها أعاقت الكثيرين من أبناء هذا الجيل عن الإبداع،
بل
إنها حرمتهم وتسبَّبت لهم بعقدة إكمال الدراسة،
ويرى
كثير من المتخصصين في العلوم التربوية
والنفسية
أنها سبَّبت الاضطرابات
الشخصية بسبب الإفراط في التعذيب النفسي
والجسدي..
ومن
جهة أخرى يجب على إدارات التربية والتعليم أن تتدخل
وأن
لا تترك الحبل على الغارب، وأن تمسك العصا من
المنتصف.
وأخيراً..
أنا لست من المؤيدين للعنف المدرسي، ولا الإيذاء الجسدي،
ولا
الضرب المبرح، ولكنني أرى أنه من أجل هيبة
المعلم
لابد من استخدام العصا
في حدود التأديب الخفيف وللتخويف أيضاً.
تركي
محمد الثبيتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق