الأرجية
أو الحساسية هي
ردة فعل الجسم المبالغ
فيها على عامل خارجي يكون عادة غير مؤذٍ
كغبار
الطلع أو وبر القطط أو الفراولة... كي يحدث التفاعل الأرجي، يجب
أن
يجري في البداية اتصال مباشر للمرة الأولى بين الجسم والمادة
المسببة
للحساسية، سواء أكان عبر تنشقها أم تناولها أم لمسها.
بعد
هذا الاتصال ينتج الجسم أجسامًا مضادة معينة مخصصة لمحاربة
مسببات
الحساسية، وتدعى هذه المرحلة "التحسيس" وقد تدوم سنوات
عدة.
بعد فترة الكمون هذه، تستجيب الأجسام المضادة إذا اتصل الجسم
من
جديد بمسبب الحساسية عينه، وقد ينطلق التفاعل الأرجي مباشرة
أو
بعد فترة، ويكون تحت أشكال مختلفة كالتهاب الأنف أو التهاب
الملتحمة
أو الربو أو الشرى...
الأشكال
المختلفة
-
الأرجيات التنفسية
تنتج
من مسببات الحساسية الموجودة في الجو، كغبار الطلع
بالإضافة
إلى العفن والطفيليات
ووبر الحيوانات أو المواد الكيميائية كمساحيق
التنظيف.
قد تترجم الأرجية الغذائية لدى الأطفال أيضًا بأعراض تنفسية
تتراوح
بين التهاب الأنف المترافق غالبًا مع التهاب الملتحمة
ونوبة
الربو.
-
المظاهر الجلدية
قد
تظهر هذه الأعراض باكرًا في حياة الشخص كما في حال التهاب الجلد
التأتبي
الذي يصيب الرضع في الأشهر الأولى من حياتهم. يعاني الطفل
إكزيمة
قد تكون مثيرة للحكاك بدرجات متفاوتة، وتكون أنواع الإكزيمة
الحادة
مؤثرة. قد تكون الأرجية غذائية ناتجة من طعام تم تناوله في عمر
باكر
كبياض البيض أو الغلوتين أو الفول السوداني، وغالبًا ما تختفي
أشكال
الأرجية هذه مع العمر، بعد أن يصبح الشخص بالغًا
أحيانًا.
في مرحلة لاحقة، قد يقع
هؤلاء الأشخاص ضحية الأرجية عبر اللمس
(لمس
المجوهرات أو سوار الساعة)، أو ضحية التهاب الجلد المرتبط
بممارسة
الشخص لمهنته كلمس المنتجات الصناعية المهيجة للجلد
(الإسمنت
ومبيدات الحشرات والمعادن
الثقيلة...).
-
الوذمة الوعائية العصبية
تصيب
الوذمة الوعائية العصبية الأنسجة الموجودة تحت الجلد والأغشية
المخاطية
بخاصة أغشية الحنجرة، وهي خطيرة وتتطلب علاجًا طبيًا طارئاً
إذ
قد تؤدي الوذمة الموجودة في الحنجرة إلى الاختناق.
-
الصدمة الأرجية
هو
حادث أرجي مفاجئ قد يكون مميتًا إذ يسبب فشلاً قلبيًا دورانيًا،
وهو
يفرض تدابيرًا طارئة كإعطاء الأدرينالين
للمريض.
اختبارات
الحساسية
تشخيص
الأرجية ليس بالسهولة التي يبدو عليها،
ولذلك
من الأفضل استشارة أحد الأخصائيين.
يجري
الأخصائي اختبارات جلدية وفحوصات
دم تساعده على إجراء
تشخيص دقيق.
علاجات
الحساسية المختلفة
تناول
الأدوية أثناء النوبات لا يكفي لمقاومة الأرجية، إذ يتعين أيضًا
على
المرضى
أن يتجنبوا التعرض للمواد التي تسبب لهم الحساسية، بالإضافة
إلى
تجنب الحيوانات المنزلية التي يسبب لهم فروها نوبات من العطاس،
وينصح
الذين يعانون حساسية من الطفيليات أن ينظفوا منازلهم بالمكنسة
الكهربائية
بانتظام وأن يستعملوا أغطية مخصصة للسرير وأن يعرضوا
منازلهم
للهواء بشكل كاف. أما في حالة الأرجية الغذائية، فيجب مراقبة
المكونات
الغذائية في كل الأطباق بدقة وبخاصة في المطاعم، إذ يكثر
استعمال
بعض الأطعمة كالفول السوداني في تحضير الوجبات والصلصات
من
دون أن يتم ذكر ذلك في قائمة الطعام.
لا
بد من اللجوء أحيانًا إلى الأدوية في حال الإصابة بنوبة أو عند
استحالة
التخلص
من مسببات الحساسية. قد تكفي الأدوية المضادة للهستامين
والمضادة
للالتهاب (الكورتيزون) لعلاج بعض
الأرجيات،
لكن قد لا تكون كافية في
بعض الأحيان.
إزالة
التحسس
تسمح
هذه التقنية بتخفيف أو حتى بإيقاف ردة فعل
الجسم
على مادة معينة (مسبب
الحساسية).
نصائحنا
-
إذا كنت تعاني مرض الربو وكنت تقوم بنزهة طويلة،
احرص
على أن يكون بحوزتك بخاخ
الربو في حال أصبت بنوبة.
-
إذا كنت مصابًا بأرجية جلدية، ينصح الطبيب غالبًا باستعمال
منتجات
خاصة
تباع في الصيدليات (كريم، غسول...) لترطيب البشرة
جيدًا.
-
إذا عانيت تفاعلاً أرجيًا قويًا بعد التعرض للسعة دبور، استشر
الطبيب
لمعرفة
ما إذا كان من الضروري الخضوع لحقن أدرينالين في حال
تعرضت
للسع مرة أخرى.
-
إذا كنت تعاني حساسية من غبار الطلع، اغسل
شعرك
في المساء قبل الخلود
إلى النوم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق