في بحار من الظلمات بعضها فوق
بعض،
وفي حشود من الشر يأتي بعضها إثر
بعض،
وفي أرسالٍ من الشك يردف بعضها
بعضاً،
في زمجرة الأعاصير، وفي تفجُّر
البراكين،
في
أمواج البحر المتلاطمة..
يلجأ
المؤمنون إلى إيمانهم
فيملأ
قلوبهم برداً وأمناً،
ويفيئون إلى ربهم فيسبغ عليهم سلاماً منه
ورضواناً،
ويرجعون إلى كتاب هدايتهم فيملأ عقولهم حكمة
وعلماً،
ويلتفُّون حول رسولهم فيزيدهم بصيرة
وثباتاً..
حينذاك.. يناجي المؤمنون
ربهم وقد خضعت له جباههم،
وخشعت له قلوبهم:
{ رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ
أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ
أَنْصَارٍ
رَبَّنَا إِنَّنَا
سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا
بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا
رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ
عَنَّا سيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ
الأبْرَارِ
رَبَّنَا وَآتِنَا مَا
وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ
الْقِيَامَةِ
إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ
الْمِيعَادَ }
هنالك
يستجيب لهم الحق بوعد الصدق:
{ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ
عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى
بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ
وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ
وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ
لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ
وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا
الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ
وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ
}
ثم تدفعهم يد الله إلى
طريق المعركة مبينة لهم وسائل
النصر:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا
وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا
وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
}
ويسير
المؤمنون وهم يرفعون عقيدتهم بالدعاء:
{ رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ
هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ
رَحْمَةً
إِنَّكَ أَنتَ
الْوَهَّابُ }
ويخوضون معركة الحق وهم
يرددون:
{ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا
فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا
وانصُرْنَا عَلَى
الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }
ويسجل
كتاب الخلود نتيجة المعركة بثلاث كلمات:
{ فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ
}
اللهم انصر الإسلام والمسلمين في بقاع
الأرض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق