هناك
ثلاث مراحل أساسية في طريق تعليم أبنائنا
الصلاة
لايمكننا أن نهمل مرحلة
منها , أو نغفل عنها , أو نتهاون فيها ,
إذ
هي مراحل مرتبطة ببعضها بعضا , كسلسلة مترابطة
.
هذه
المراحل ليست مراحل عمرية ولا زمنية , نعم بعضها يبدأ قبل بعض ,
لكنها
متداخلة , ومتكررة , اشبه بثلاث حلقات متداخلة , وقد يسبق بعضها
بعضا
في الوقت في بعض الأحيان , وقد يتغير هذا الترتيب في وقت آخر ,
لكنها
من المهم جدا أن تبقى مترابطة في ذهن
الأبناء
وفي
السلوك التربوي للآباء .
المرحلة
الأولى هي مرحلة التعليم :
وهي
أول المراحل من حيث الابتداء , وهي مرحلة مستمرة , ومتجددة ,
وهدفها
تعليم الأبناء المفاهيم العلمية , والأحاديث النبوية , والآيات ,
وغيرها
, وأهم ذلك تعليمهم ( مقامها من عبادات الإسلام , وقدرها -
ثوابها
والأجر العظيم الذي قضاه الله سبحانه لها - أحكامها الفقهية
)
المرحلة
الثانية : هي المرحلة النفسية القلبية
:
وهي
مرحلة مهمة للغاية , ويحصل فيها إهمال وتفريط شديدين من كثير
من
الآباء , وهي مستمرة أيضا , وتبدأ مبكرا , وهدفها ترسيخ حب
الصلاة
في قلوب الابناء , وتوصيل معاني كونها صلة بين العبد وربه ,
وتعظيم
شأنها في قلب الابناء , والسعي للوصول الى التلذذ بالصلاة كعبادة
إيمانية
عظيمة , والمسارعة إليها , وتفضيلها على أي شأن آخر ,
وأن
تكون لدى الأبناء دافعية ذاتية للانتظام عليها مهما كان وحده
ومهما
فقد
من يذكره بها , ويهمنا هنا بعض الممارسات التربوية منها
:
- القدوة
,
وأقصد بها تكوين نموذج القدوة ,
سواء أكان تطبيقيا أو
كان نظريا عن طريق الحكاية .
- الحديث عن الصلاة
كراحة نفسية
, وتواصل قلبي
( في الحديث " أرحنا بها
يابلال " )
- ربط الأبناء بصلاة
الاستخارة في شئون حياتهم .
- تعويدهم دعوة أصدقائهم
الصغار للصلاة , وقيامهم بدور الدعاة
الى الصلاة , وتعليمهم
الاسلوب الحسن في ذلك .
- تفهيمهم معاني
المسئولية الذاتية
"
وأن ليس للإنسان إلا ما سعى "
الثالثة
هي مرحلة الصبر والمتابعة :
وهي
المرحلة التي يزل فيها الكثير من الآباء , فلا يصبرون على
أبنائهم ,
ولا
يحسنون متابعتهم فيها , فإما أنهم يملون , أو يضجرون ويغضبون ,
أو
تسوء علاقاتهم بأبنائهم بسبب عدم فهمهم لكيفية التعامل مع تلك
المراحل
.
ومرحلة
المتابعة تشمل كثيرا من الممارسات
التربوية
التي لا غنى عنها , مثل
:
-
الملاحظة , وأعني بها المراقبة الحثيثة الرقيقة لتصرفات الأبناء
تجاه
الصلاة
, ولا يقتصر ذلك على أوقاتها فقط ولا على المحافظة على أدائها
فقط
, بل على ما تم تعليمه وبثه في المرحلتين السابقتين ايضا
.
-
التقويم الرفيق , وينبغي ان يحرص الآباء في تقويمهم أن يكون
بطريقة
مقبولة
للأبناء , بعيدا عن التقليل من قدر أعمالهم
وبعيدا عن سوء الظن فيهم
, أو الغضب , أو الانفعالات .
-
طول النفس , فطبيعة كثير من الأبناء عدم الانتظام في أداء الصلاة
,
والغفلة
عن الأوقات , والكسل عن أدائها كما ينبغي , وعلى الآباء الصبر
في
ذلك , صبرا طويلا , واحتساب ذلك الصبر , وعدم التأفف , وعدم أخذ
الأحكام
عن الأبناء , وعدم وصفهم بأي من الأوصاف السلبية ,
بل
التقويم والتوجيه .
-
العقاب , ويستخدم العقاب في مسألة الصلاة استخداما حكيما للغاية
,
لأن
سوء استخدامه قد يؤدي لبعد الأبناء عن الصلاة وعدم حبهم لأدائها
على
المستوى النفسي , فلنحذر ذلك , ويجب ان تكون رفيقة , وغير
مكثفة
, ويفضل استخدام العقوبة في منع بعض المحبوبات بشكل مؤقت ,
ويمكن
عند تكرار تعمد ترك الصلاة الضرب الخفيف جدا , ( وهذا يختص
بسن
ما بين العاشرة الى الرابعة عشرة فقط ) , وهو ضرب
يذكر
ولا
يغضب ولا يضر ,
-
الثواب , وهو وسيلة فعالة ايضا , ويجب استخدامها بحكمة كذلك ,
حتى
لا
يتجه قلب الابناء الى الإثابة المادية وتكون الصلاة وسيلتهم في
ذلك ,
ويحسن
من وسائل الإثابة الكلمة الطيبة , والتشجيع , وإظهار علامات
الرضا
, والتحدث بمحاسن الإبن وغير ذلك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق