البر بالوالدين
قال المأمون:
لم أر أحدا أبر من الفضل بن يحيى بأبيه , بلغ من بره به أن
يحيى كان لا يتوضأ إلا بماء مسخن , وهما فى السجن ,
فمنعهما السجان من إدخال الحطب فى ليلة باردة ,
فقام الفضل حين أخذ يحيى مضجعه إلى قمقم كان يسخن فيه الماء ,
فملأه ثم أدناه من نار المصباح , فلم يزل قائما وهو فى يده حتى أصبح.
كان زين العابدين كثير البر بأمه ,
حتى قيل له:إنك أبر الناس بأمك , ولسنا نراك تأكل معها فى صفحة!
فقال: أخاف أن تسبق يدى إلى ما سبقت إليه عينها ,
فأكون قد عققتها.
عن أبى عبد الرحمن الحنفى قال:
رأى كهمس بن الحسن عقربا فى البيت فأراد أن يقتلها , أو يأخذها ,
فسبقته إلى حجرها , فأدخل يده فى الحجر يأخذها , وجعلت تضربه ,
فقيل له: ما أردت إلى هذا؟
لم أدخلت يدك فى جحرها تخرجها؟
قال: إنى أحمد خفت أن تخرج من الجحر فتجئ إلى أمى فتلدغها.
وكان يمينه الذى يحلف به: إتى أحمد وأحمد.
وكان كهمس يعمل فى الجص كل يوم بدانقين ,
فإذا أمسى اشترى به فاكهة فأتى بها إلى أمه.
وكان عمرو بن عبيد يأتى كهمسا يسلم عليه ,
ويجلس عنده هو وأصحابه , فقالت له أمه:
إنى أرى هذا وأصحابه وأكرههم ,
وما يعجبونى فلا تجالسهم.
قال: فجاء إليه عمرو وأصحابه فأشرف عليهم ,
فقال: إن أمى قد كرهتك وأصحابك , فلا تأتونى.
كان محمد بن سيرين لا يكلم أمه إلا كما يكلم الأمير الذى لا ينتصف منه.
وعن بعض آل سيرين قال:
ما رأيت محمد بن سيرين يكلم أمه قط إلا وهو يتضرع.
ودخل رجل على محمد بن سيرين وهو عند أمه ,
فقال: ما شأن محمد, أيشتكى شيئا؟
قالوا: لا , ولكن هكذا يكون إذا كان عند أمه.
كان الهذيل يجمع الحطب فى الصيف , فيقشره , ويأخذ القصب فيفلقه.
قالت حفصة: وكنت أجد قرة - البرد - , فكان إذا جاء الشتاء ,
جاء بالكانون , فيضعه خلفى وأنا فى مصلاي ,
ثم يقعد فيوقد بذلك الحطب المقشر , وذلك القصب المفلق وقودا
لا يؤذى دخانه , ويدفئني نمكث بذلك ما شاء الله.
قالت: وعنده ما يكفيه لو أراد ذلك.
قالت: وربما أردت أنصرف إليه , فأقول: يا بنى , ارجع إلى أهلك.
ثم أذكر ما يريد فأدعه.
كانت لمسعر بن كدام أم عابدة , فكان يحمل لها لبدا ,
ويمشى معها حتى يدخلها المسجد , فيبسط لها اللبد , فتقوم فتصلى ,
ويتقدم هو إلى مقدم المسجد فيصلى , ثم يقعد ,
ويجتمع إليه من يريد فيحدثهم , ثم ينصرف إليها ,
فيحمل لبدها وينصرف معها.
قال المأمون:
لم أر أحدا أبر من الفضل بن يحيى بأبيه , بلغ من بره به أن
يحيى كان لا يتوضأ إلا بماء مسخن , وهما فى السجن ,
فمنعهما السجان من إدخال الحطب فى ليلة باردة ,
فقام الفضل حين أخذ يحيى مضجعه إلى قمقم كان يسخن فيه الماء ,
فملأه ثم أدناه من نار المصباح , فلم يزل قائما وهو فى يده حتى أصبح.
كان زين العابدين كثير البر بأمه ,
حتى قيل له:إنك أبر الناس بأمك , ولسنا نراك تأكل معها فى صفحة!
فقال: أخاف أن تسبق يدى إلى ما سبقت إليه عينها ,
فأكون قد عققتها.
عن أبى عبد الرحمن الحنفى قال:
رأى كهمس بن الحسن عقربا فى البيت فأراد أن يقتلها , أو يأخذها ,
فسبقته إلى حجرها , فأدخل يده فى الحجر يأخذها , وجعلت تضربه ,
فقيل له: ما أردت إلى هذا؟
لم أدخلت يدك فى جحرها تخرجها؟
قال: إنى أحمد خفت أن تخرج من الجحر فتجئ إلى أمى فتلدغها.
وكان يمينه الذى يحلف به: إتى أحمد وأحمد.
وكان كهمس يعمل فى الجص كل يوم بدانقين ,
فإذا أمسى اشترى به فاكهة فأتى بها إلى أمه.
وكان عمرو بن عبيد يأتى كهمسا يسلم عليه ,
ويجلس عنده هو وأصحابه , فقالت له أمه:
إنى أرى هذا وأصحابه وأكرههم ,
وما يعجبونى فلا تجالسهم.
قال: فجاء إليه عمرو وأصحابه فأشرف عليهم ,
فقال: إن أمى قد كرهتك وأصحابك , فلا تأتونى.
كان محمد بن سيرين لا يكلم أمه إلا كما يكلم الأمير الذى لا ينتصف منه.
وعن بعض آل سيرين قال:
ما رأيت محمد بن سيرين يكلم أمه قط إلا وهو يتضرع.
ودخل رجل على محمد بن سيرين وهو عند أمه ,
فقال: ما شأن محمد, أيشتكى شيئا؟
قالوا: لا , ولكن هكذا يكون إذا كان عند أمه.
كان الهذيل يجمع الحطب فى الصيف , فيقشره , ويأخذ القصب فيفلقه.
قالت حفصة: وكنت أجد قرة - البرد - , فكان إذا جاء الشتاء ,
جاء بالكانون , فيضعه خلفى وأنا فى مصلاي ,
ثم يقعد فيوقد بذلك الحطب المقشر , وذلك القصب المفلق وقودا
لا يؤذى دخانه , ويدفئني نمكث بذلك ما شاء الله.
قالت: وعنده ما يكفيه لو أراد ذلك.
قالت: وربما أردت أنصرف إليه , فأقول: يا بنى , ارجع إلى أهلك.
ثم أذكر ما يريد فأدعه.
كانت لمسعر بن كدام أم عابدة , فكان يحمل لها لبدا ,
ويمشى معها حتى يدخلها المسجد , فيبسط لها اللبد , فتقوم فتصلى ,
ويتقدم هو إلى مقدم المسجد فيصلى , ثم يقعد ,
ويجتمع إليه من يريد فيحدثهم , ثم ينصرف إليها ,
فيحمل لبدها وينصرف معها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق