كما أمرني الإسلام بالحج إن كنت قادراً عليه، من مال يبلغنيه،
وصحة تمكنني من أداء مناسكه، قال سبحانه وتعالى :
{ وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً }
[آل عمران: 97] .
ومرتة الحج المبرور كبيرة في الإسلام، والمبرور هو الذي لا يرتكب
صاحبه فيه معصية، من الكلام اللغو والجدال والفواحش والمعاصي،
وثوابه أن يرجع الحاج طاهراً بلا ذنوب، كيوم ولدته أمه .
وفيه يوم عرفة، الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة )
[رواه مسلم] .
والشوق إلى حج بيت الله لا يعرفه إلا من كابده، ولا يتصوره إلا من
كمل إيمانه وحن إليه وذرف الدموع الغزيرة لييسر الله له ذلك،
ربما أشهر وسنوات، وإذا كان فقيراً جمع الدرهم إلى الدرهم عقوداً
من الزمن حتى يتسنى له أداؤه، أو يساعده أحد أولاده الأبرار،
أو من ذويه الأوفياء، وقد يبقى كذلك ويموت وهو لم يقدر على الحج،
وما أكثرهم !
وفي بيت الله الحرام والمشاعر المقدسة تلتقي الجموع الإسلامية
من كل صوب في دنيا الله، ومن كل جنس وكل قوم، بأشكالهم المختلفة،
ولغاتهم المتعددة، وعاداتهم المتباينة، لكن الذي يجمعهم هو عقيدة الإسلام،
وكلمة الإخلاص، وحب مكة والمدينة، أقدس مدينتين عند المسلمين.
كلهم إخوة، وكلهم يحبون بعضهم البعض، ويجتمعون في مكة ليؤدوا
مشاعر الحب لله ودينه، ويعاهدوا الله على الطاعة، وعلى نبذ الشيطان
وأهله .
مؤتمر وأكبر، جامعة عالمية، لا دنيا فيها ولا رياء، هو السلام والمحبة،
والألفة والمودة، والإحسان والإكرام، والطاعة والإسلام .
ويبقى الشوق إلى مكة... بل ويزداد لمن حج مرة وأكثر....
ولا ينقطع الشوق إلا بانقطاع الحياة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق