كان أبو هريرة رضى الله عنه يقول في آخر عمره :
( اللَّهمَّ إنِّي أعوذ بك أن أزني، أو أعمل بكبيرةٍ في الإسلام )،
يقول بعض أصحابه: يا أبا هريرة، ومثلك يقول هذا ويخافه وقد
بلغت من السِّنِّ ما بلغت، وانقطعت عنك الشهوات، وقد شافهت
النبيَّ صلى الله عليه وسلم وبايعته، وأخذت عنه؟!
قال: ( ويحك! وما يؤمِّنني وإبليس حيٌّ؟! )
(أخرجه البيهقي في شُعب الإيمان) .
سأل رجلٌ أبا هريرة رضى الله عنه : ما التقوى؟ فقال :
( أخذتَ طريقًا ذا شوكٍ؟ )
قال: نعم، قال:
( فكيف صنعت؟ ) قال: إذا رأيت الشوك، عدلت عنه،
أو جاوزته، أو قصرت عنه! قال: ( ذاك التَّقوى )
(أخرجه البيهقي في الزهد) .
لما حضرت الوفاة أبا هريرة رضى الله عنه بكى، فقيل له : ما يبكيك ؟
فقال :
( أما إنِّي لا أبكي على دنياكم هذه، ولكنِّي أبكي على بُعدِ سفري،
وقلة زادي، وأنِّي أصبحت في صعودٍ مُهبطٍ على جنةٍ ونارٍ، لا أدري
لأيِّهما يُؤخَذُ بي )
(حلية الأولياء) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق