د. ياسر بكار
السؤال
يجمعنا نحن - الطلاب المبتعثين لأمريكا - موقع وملتقى – على شبكة الإنترنت
- خاص بالطلاب المبتعثين، وحقيقةً: من الملاحظ وجود عدد
كبير من الشباب والشابات الصالحين والصالحات.
وفي أحد المواضيع التي تم نقاشها وهو موضوع:
هل تقدمين الزوج على الشهادة؟ - كان جواب إحدى الأخوات –
التي يبدو لي أنها متعلمة ومتدينة، ومن خيار البنات التي يُفتخر بهن –
أنها ستقدِّم الشهادة على الزوج.
وحقيقة: لرغبتي في عدم إحراجها ومضايقتها أمام الأعضاء،
السلام عليكم، في البداية أخي الكريم، أنا متعجبة جداً من سؤالك،
وسوف أجيب عنه؛ لسبب واحد فقط لا غير، وهو: إنني أريدك أن توصِل
هذه الرسالة إلى كل الشباب الملتزمين والمحترمين.
السبب: إنه كانت لي شروط في الإنسان الذي أبغي الارتباط به،
فكلما تقدم لي شخص، كنت أرفضه، والسبب يسير؛ فأنا أريد رجلاً
ملتزماً؛ يصلي الفروض في المسجد، حافظاً أجزاء من القرآن الكريم, ملتحياً، يخاف الله فيَّ.
المهم: أي شخص يتقدم، تكون أول أسئلة تتبادر إلى ذهني وأسألها
: هل هذا الرجل يسمع أغاني؟ هل هو ملتزم؟ هل هو ملتحٍ؟
كانت أمي وأخواتي يراوغون في الإجابة؛ فيقولون:
لا تكوني معقدة ومتزمتة، أهم شيء الأخلاق.
وطبعاً تكون هذه أجوبتهم، مع كل شخص يتقدم، وأنا أصرُّ على الرفض،
المهم أخي، لا أريد أن أطيل عليك.
آخر مرة قبل أن أحضر إلى أمريكا، جاء فارس الأحلام، كان ملتزماً, ملتحياً,
صلواته ليست – فقط - في المسجد، بل في الحرم النبوي,
حافظاً للقرآن الكريم، في وظيفة ممتازة، راتبه مرتفع.
قلت: هذا من نصيبي، لكن فرحتي لم تكتمل؛ فأنا - بحكم وظيفتي في
الجامعة - مطلوب مني إكمال دراسة الماجستير؛ لأصل إلى المركز الذي
أحلم به.
وضعت شرطاً واحداً فقط لأهل المتقدِّم، هو أن أكمل دراستي؛ حتى أستمر
في وظيفتي، وأحقق أهدافي.
لكن - للأسف الشديد - لم يقبلوا شرطي؛ فازددت إصراراً،
وقلت: لن أتنازل عن هذا الشرط أبداً.
فليس من العدل أن يحقق الرجل طموحه وأهدافه، ويريد زوجة تقوم
بخدمته فقط، ولا تشعر بطعم النجاح مثله.
وبعد ذلك، عممت القاعدة:
قلت إن معظم الملتزمين يريدون زوجة مقيمة في البيت، تطبخ وتغسل –
فقط - وليس لها أي دور في المجتمع، غير بيت الرجل وأطفاله، ونسوا دور
السيدة عائشة - رضي الله عنها - وهي كانت معلمة الرجال.
لكن؛ اختلف الوضع الآن، لم يعد الرجل رجلاً بمعنى الكلمة؛ أصبح كل همه،
البحث عن متطلباته فقط، وإلغاء أماني الطرف الأخر،
بحكم كونها امرأة، والأجدر لها بيتها.
أخي الكريم، والله الذي خلق السماء بلا عمد، إنني ما أتجرأ وأحكي
هذه الحكاية لأي شخص، ولكن؛ لأني ألاحظ في كتاباتك الحكمة، والرأي
السديد؛ لذلك أتمنى أن توصل هذا الرسالة إلى الرجال، وأتمنى أن يفهموا
أنه كما أن لهم أحلاماً ويسعون إلى تحقيقها، فالمرأة أيضاً
لها أحلامها وتسعى وتثابر لتحقيقها.
وأخيرًا:
وبالتوفيق أخي .
تعليقي: في هذه الأسطر كان ردها، وفي الحقيقة أعجبتني،
في كونها طموحة، وهي قليل من قليل من قليل - على ما يبدو لي -
وأرسلت هذه الرسالة لعلي أجد منكم
هل هي مخطئة؟ فانصحوها. هل هي على حق؟ فأعينوها وساعدوها.
جزاكم الله كل خير، وأعتذر عن الإطالة.
تعليقاً، ورسالة منكم أنا حاملها لها.أتمنى أن أعرف السبب من وراء
هذا السؤال؟ وما الفائدة التي حققتها من الإجابة؟ فالنسبة لي، حققت
ما أريد، وأتمنى منك توصيل هذا الرأي إلى الإخوة الكرام، أعضاء
الملتقى وأصدقائك. راسلتها وسألتها عن السبب في تقديمها الدراسة
على الزواج؛ فكان ردها كالتالي - دون زيادة أو نقصان -:
الجواب
أخي الكريم، مرحباً بك في موقعك (الألوكة) وأشكر لك ثقتك واهتمامك.
إنه لأمر رائع أن تُثار في منتدياتكم مثل هذه الموضوعات الجادَّة التي
تؤرِّق المصلحين في بلادنا, وأن تتناقشوا فيها؛ حتى يتبلور لدينا فهم
أفضل لها.
ارتكبت الأخت الكريمة في رسالتها خطأين أساسيين:
الأول:
إن تفسيرها لرفض الخاطب إكمالها لدراستها، بأنه (رغبة منه في
إجلاسها في البيت والاهتمام بشؤون الطبخ) - تفسير غير منطقي.
فعندما كنت في مثل سنك تقدمتُ لخطبة فتاة، وأخبرتها بأني عازم على
السفر إلى الخارج لإكمال دراستي؛ فرَفَضَتْ والدتها؛ معللة بأنها لا
ترغب في أن تُغرَّب ابنتها بعيداً عنها؛ فلم أعتبر ذلك رغبة منها في تقييدي،
أو عدم تحقيق أحلامي؛ فالزواج اختيار ومواءمة بين ظروف وأمزجة
وخصال شخصين، ينجم عنه قرار الارتباط.
وعندما يتقدم شخص لخطبة فتاة ولا تسير الأمور بطريقة إيجابية؛
فهذا لا يعني - بالضرورة - أن أحدهما على صواب والآخر على خطأ.
والثاني:
إنها ارتكبت خطأ من أخطر الأخطاء الفكرية، التي نقع فيها جميعاً،
عند الحكم على الأشخاص، والأحداث من حولنا، ألا وهو التعميم؛ أي اقتباس
حكم على حدثٍ ما له ظروفه وخصائصه، وتعميمه على جميع الأحداث،
وهذا ما أشارت إليه الأخت الكريمة في حديثها، حين قالت:
عممت القاعدة: قلت إن معظم الملتزمين يريدون زوجة مقيمة في
البيت، تطبخ وتغسل - فقط - وليس لها أي دور في المجتمع ..
غير بيت الرجل وأطفاله ... .
إلا أن الأخت الكريمة في رسالتها أثارت نقطة في غاية الأهمية،
ففي المجتمعات الخليجية على وجه الخصوص، والمجتمعات العربية
بوجه عام, توضع الفتاة - في مرحلة حسّاسة من حياتها - أمام خيار
صعب؛ فعند نهاية دراسة المرحلة الثانوية وبدايات الدراسة الجامعية,
يُنظر إلى الفتاة على أن وقت زواجها قد حان، وإذا يسر الله (النصيب)،
أصبحت الفتاة أمام قرار هام في حياتها: أتترك الدراسة وتتفرغ
لرعاية شؤون البيت، أم تؤجل الزواج لحين فراغها من الدراسة؟
السؤال
يجمعنا نحن - الطلاب المبتعثين لأمريكا - موقع وملتقى – على شبكة الإنترنت
- خاص بالطلاب المبتعثين، وحقيقةً: من الملاحظ وجود عدد
كبير من الشباب والشابات الصالحين والصالحات.
وفي أحد المواضيع التي تم نقاشها وهو موضوع:
هل تقدمين الزوج على الشهادة؟ - كان جواب إحدى الأخوات –
التي يبدو لي أنها متعلمة ومتدينة، ومن خيار البنات التي يُفتخر بهن –
أنها ستقدِّم الشهادة على الزوج.
وحقيقة: لرغبتي في عدم إحراجها ومضايقتها أمام الأعضاء،
السلام عليكم، في البداية أخي الكريم، أنا متعجبة جداً من سؤالك،
وسوف أجيب عنه؛ لسبب واحد فقط لا غير، وهو: إنني أريدك أن توصِل
هذه الرسالة إلى كل الشباب الملتزمين والمحترمين.
السبب: إنه كانت لي شروط في الإنسان الذي أبغي الارتباط به،
فكلما تقدم لي شخص، كنت أرفضه، والسبب يسير؛ فأنا أريد رجلاً
ملتزماً؛ يصلي الفروض في المسجد، حافظاً أجزاء من القرآن الكريم, ملتحياً، يخاف الله فيَّ.
المهم: أي شخص يتقدم، تكون أول أسئلة تتبادر إلى ذهني وأسألها
: هل هذا الرجل يسمع أغاني؟ هل هو ملتزم؟ هل هو ملتحٍ؟
كانت أمي وأخواتي يراوغون في الإجابة؛ فيقولون:
لا تكوني معقدة ومتزمتة، أهم شيء الأخلاق.
وطبعاً تكون هذه أجوبتهم، مع كل شخص يتقدم، وأنا أصرُّ على الرفض،
المهم أخي، لا أريد أن أطيل عليك.
آخر مرة قبل أن أحضر إلى أمريكا، جاء فارس الأحلام، كان ملتزماً, ملتحياً,
صلواته ليست – فقط - في المسجد، بل في الحرم النبوي,
حافظاً للقرآن الكريم، في وظيفة ممتازة، راتبه مرتفع.
قلت: هذا من نصيبي، لكن فرحتي لم تكتمل؛ فأنا - بحكم وظيفتي في
الجامعة - مطلوب مني إكمال دراسة الماجستير؛ لأصل إلى المركز الذي
أحلم به.
وضعت شرطاً واحداً فقط لأهل المتقدِّم، هو أن أكمل دراستي؛ حتى أستمر
في وظيفتي، وأحقق أهدافي.
لكن - للأسف الشديد - لم يقبلوا شرطي؛ فازددت إصراراً،
وقلت: لن أتنازل عن هذا الشرط أبداً.
فليس من العدل أن يحقق الرجل طموحه وأهدافه، ويريد زوجة تقوم
بخدمته فقط، ولا تشعر بطعم النجاح مثله.
وبعد ذلك، عممت القاعدة:
قلت إن معظم الملتزمين يريدون زوجة مقيمة في البيت، تطبخ وتغسل –
فقط - وليس لها أي دور في المجتمع، غير بيت الرجل وأطفاله، ونسوا دور
السيدة عائشة - رضي الله عنها - وهي كانت معلمة الرجال.
لكن؛ اختلف الوضع الآن، لم يعد الرجل رجلاً بمعنى الكلمة؛ أصبح كل همه،
البحث عن متطلباته فقط، وإلغاء أماني الطرف الأخر،
بحكم كونها امرأة، والأجدر لها بيتها.
أخي الكريم، والله الذي خلق السماء بلا عمد، إنني ما أتجرأ وأحكي
هذه الحكاية لأي شخص، ولكن؛ لأني ألاحظ في كتاباتك الحكمة، والرأي
السديد؛ لذلك أتمنى أن توصل هذا الرسالة إلى الرجال، وأتمنى أن يفهموا
أنه كما أن لهم أحلاماً ويسعون إلى تحقيقها، فالمرأة أيضاً
لها أحلامها وتسعى وتثابر لتحقيقها.
وأخيرًا:
وبالتوفيق أخي .
تعليقي: في هذه الأسطر كان ردها، وفي الحقيقة أعجبتني،
في كونها طموحة، وهي قليل من قليل من قليل - على ما يبدو لي -
وأرسلت هذه الرسالة لعلي أجد منكم
هل هي مخطئة؟ فانصحوها. هل هي على حق؟ فأعينوها وساعدوها.
جزاكم الله كل خير، وأعتذر عن الإطالة.
تعليقاً، ورسالة منكم أنا حاملها لها.أتمنى أن أعرف السبب من وراء
هذا السؤال؟ وما الفائدة التي حققتها من الإجابة؟ فالنسبة لي، حققت
ما أريد، وأتمنى منك توصيل هذا الرأي إلى الإخوة الكرام، أعضاء
الملتقى وأصدقائك. راسلتها وسألتها عن السبب في تقديمها الدراسة
على الزواج؛ فكان ردها كالتالي - دون زيادة أو نقصان -:
الجواب
أخي الكريم، مرحباً بك في موقعك (الألوكة) وأشكر لك ثقتك واهتمامك.
إنه لأمر رائع أن تُثار في منتدياتكم مثل هذه الموضوعات الجادَّة التي
تؤرِّق المصلحين في بلادنا, وأن تتناقشوا فيها؛ حتى يتبلور لدينا فهم
أفضل لها.
ارتكبت الأخت الكريمة في رسالتها خطأين أساسيين:
الأول:
إن تفسيرها لرفض الخاطب إكمالها لدراستها، بأنه (رغبة منه في
إجلاسها في البيت والاهتمام بشؤون الطبخ) - تفسير غير منطقي.
فعندما كنت في مثل سنك تقدمتُ لخطبة فتاة، وأخبرتها بأني عازم على
السفر إلى الخارج لإكمال دراستي؛ فرَفَضَتْ والدتها؛ معللة بأنها لا
ترغب في أن تُغرَّب ابنتها بعيداً عنها؛ فلم أعتبر ذلك رغبة منها في تقييدي،
أو عدم تحقيق أحلامي؛ فالزواج اختيار ومواءمة بين ظروف وأمزجة
وخصال شخصين، ينجم عنه قرار الارتباط.
وعندما يتقدم شخص لخطبة فتاة ولا تسير الأمور بطريقة إيجابية؛
فهذا لا يعني - بالضرورة - أن أحدهما على صواب والآخر على خطأ.
والثاني:
إنها ارتكبت خطأ من أخطر الأخطاء الفكرية، التي نقع فيها جميعاً،
عند الحكم على الأشخاص، والأحداث من حولنا، ألا وهو التعميم؛ أي اقتباس
حكم على حدثٍ ما له ظروفه وخصائصه، وتعميمه على جميع الأحداث،
وهذا ما أشارت إليه الأخت الكريمة في حديثها، حين قالت:
عممت القاعدة: قلت إن معظم الملتزمين يريدون زوجة مقيمة في
البيت، تطبخ وتغسل - فقط - وليس لها أي دور في المجتمع ..
غير بيت الرجل وأطفاله ... .
إلا أن الأخت الكريمة في رسالتها أثارت نقطة في غاية الأهمية،
ففي المجتمعات الخليجية على وجه الخصوص، والمجتمعات العربية
بوجه عام, توضع الفتاة - في مرحلة حسّاسة من حياتها - أمام خيار
صعب؛ فعند نهاية دراسة المرحلة الثانوية وبدايات الدراسة الجامعية,
يُنظر إلى الفتاة على أن وقت زواجها قد حان، وإذا يسر الله (النصيب)،
أصبحت الفتاة أمام قرار هام في حياتها: أتترك الدراسة وتتفرغ
لرعاية شؤون البيت، أم تؤجل الزواج لحين فراغها من الدراسة؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق