كل إنسان يتميز بأشياء لا يشاركه فيها أي إنسان آخر، وهذا دليل علمي
على أن الإنسان لم يوجد على الأرض بنتيجة التطور أو المصادفة ..
دعونا نرى هذه الحقائق....
أحببتُ أن أنقل لكم بعض الدراسات العلمية الحديثة والتي تؤكد أن كل
شيء في الإنسان فريد من نوعه، فبصمة اليد ليست كل ما يميز إنسان
عن آخر.. بل هناك بصمة الأذن، بصمة اللسان، بصمة العين... بصمة
المشي!!! وبصمات أخرى تشهد على دقة التصميم وانتفاء المصادفة..
ونقول: كذب التطوريون ولو صدقوا.. فنظرية التطور صادقة في أشياء
ولكنها كاذبة في أشياء كثيرة.. وأكبر دليل علمي هو انفراد كل إنسان
بصفات خاصة لا يتشارك معه أي إنسان آخر.. ولو أردنا أن نؤمن
بالمصادفة والتطور الذي هو مجرد نظرية.. فيجب أن نغلق عقولنا
عن هذه الحقائق التي نراها بأعيننا ونلمسها بأيدينا.. دعونا نتأمل..
بصمة الأذن
أظهرت الدراسات أن شكل الأذن الخارجية فريد للغاية لدرجة أن أذن
الانسان قد تستبدل بصمة الإصبع وتصبح أفضل طريق للتعرف إلى
الشخص. ووفقاً لجامعة ساوثهامبتون، تبلغ دقة مسح الأذن نسبة 99.6
بالمائة عند مسحها ضوئيا باستخدام برنامج كمبيوتر يعيد رسمها،
ما يجعلها متساوية الدقة تماماً كبصمات الأصابع.
بصمة العين
شكل حدقة العين تختلف من شخص لآخر، حتى في حالات التوائم
المتطابقة. ولذلك فإن الشيء الذي نراه يقيناً أن كل إنسان على وجه
الأرض يتميز بتصميم للعين يختلف عن جميع البشر.. وهذا يدل على
أن هذا التفرد مقصود وليس عشوائياً..
بصمة اللسان
هذه النقاط المتناثرة على لسانك هي التي تجعله فريد من نوعه بحجمه
وشكله، ولكن ليس من المتوقع أن تصبح بصمة اللسان طريقة للتعرف
إلى هوية الأشخاص في أي وقت قريب بسبب صعوبة الدراسة
والتعرف على الاختلافات.
بصمة المشي
تحليل طريقة سير الأشخاص وتحركاتهم تساعد في التعرف إليهم، حتى
إذا كانوا بين حشد من الناس. ولذلك يمكن أن نقول إن كل إنسان يتميز
بطريقة مشي خاصة به وينفرد بها عن غيره، وهذا ينتج بسبب التصميم
الفريد لجسم كل إنسان وتصميم فريد لعضلاته وعظامه.. وكل شيء فيه
تقريباً.. ولو كانت العملية تتم بالمصادفة والعشوائية والفوضى..
لرأينا بعض حالات التشابه.
بصمات الأصابع
لا أحد لديه بصمات أصابع مطابقة لأصابعك، وذلك بسبب تكون بصمات
الأصابع بناء على الطريقة التي يحرك الجنين أصابعه خلالها في الرحم.
وللأسف يعتقد علماء الغرب أن الاختلاف في البصمات جاء عشوائياً..
مع العلم أنه لو جاء عشوائياً لوجدنا بعض التشابه.
بصمة الصوت
صوتك هو ميزة أخرى تحدد هويتك، إذ أن كل فرد لديه خصائص صوت
فريدة من نوعها. وبالتالي يمكن تحديد شخصية الإنسان من خلال صوته،
ولا يمكن أبداً أن تنتج هذه الاختلافات الهائلة عن طريق المصادفة..
بل هناك برنامج "إلهي" موضوع بدقة مذهلة يعطي كل إنسان
صوته الخاص.
بصمة الرائحة
لكل انسان رائحة فريدة متصلة بجيناته. ويعتقد العلماء أن الكلاب قادرة
على أن تفرق بين روائح الانسان التي تتكون من أكثر من 300 عنصر.
وبالتالي فإن كل إنسان له رائحة محددة، وتختلف هذه الرائحة حسب
الحالة النفسية، وحسب العمر والحالة الصحية... وتختلف من شخص
لآخر، وتختلف بين الذكر والأنثى... وهكذا لدينا مليارات
الروائح المختلفة.
كما أن هناك عدد هائل من البصمات الخاصة بكل إنسان، مثل بصمة
الدماغ والموجات الكهرمغنطيسية للدماغ، بصمات القلب ومجاله
الكهربائي، بصمات عرق الجسم (كل إنسان له تركيب فريد لعرق جسمه)
وغير ذلك مما يميز الإنسان عن غيره من البشر... وهذه معجزة إلهية،
فالله تعالى هو الذي خلق هذه الاختلافات الهائلة ولو شاء لسواها جميعاً،
ولسوّى هذا البنان (العلامة المييزة) ولذلك قال تعالى:
{ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ }
[القيامة: 3-4].
ومن هنا ندرك أن معجزة البنان لا تخص بصمة الأصابع فقط بل بصمات
أخرى مثل الصوت والرائحة والأذن...
الدليل العلمي على عدم وجود مصادفة
لنضرب مثالاً من واقعنا اليوم. فنحن جميعاً نستخدم بطاقات شحن الجوال
مثلاً وكل بطاقة لها رقم سري، هذا الرقم يميز كل بطاقة عن الأخرى
بحيث لا توجد بطاقتان ذات أرقام متشابهة، لأن التشابه سوف يسبب
مشاكل في عملية الشحن للجوال، فماذا تفعل الشركات لضمان
عدم التشابه؟
هناك برامج ذكية للتشفير (أو للترقيم التسلسلي)، يتم وضعها بعناية فائقة
وبدقة متناهية بحيث نضمن عدم وجود تشابه ونضمن عدم اختراق هذه
البطاقات أيضاً.. فلو تم ترقيم البطاقات عشوائياً سوف نحصل على آلاف
البطاقات المتشابهة وسوف يتسبب هذا التشابه بمشاكل كثيرة!
والآن لو قلنا لعلماء الغرب، إن ترقيم بطاقات الشحن أو البطاقات
الائتمانية يتم بشكل عشوائي ووفقاً لنظرية المصادفة.. سوف يكون ذلك
مثيراً للسخرية والضحك من قبلهم.. وسبحان الله، بنفس الوقت يقبلون
أن كل هذه الدقة التي تميز كل إنسان عن آخر.. يقبلون أن هذه الدقة
جاءت نتيجة التطور الأعمى ومن دون تدخل من خالق منظم حكيم عليم..
فهل هؤلاء العلماء يحترمون عقولهم؟
قال تعالى مخاطباً أمثال هؤلاء العلماء الذين يقولون إن الكون وجد
بالمصادفة:
{ أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (32)
أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ (33) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (34)
أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35)
أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ }
[الطور: 32-36].
بقلم المهندس/ عبد الدائم الكحيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق