هنادي طلال عنقاوي
السؤال
السلام عليكم
قرأت استشارة في موقعكم تتشابه مع حالتي، لكن مشكلتي أكبر وأشد
تعقيداً، حيث إن:
1. أطفالي صغار السن؛ فإذا طلقت زوجتي، فأطفالي يخسرون؛ لأنهم
يريدون العيش مع أمهم في حالة الطلاق برغم قسوة الأم.
2. نحن نقيم في المهجر – بريطانيا - وأخاف أن يحاسبني الله عندما
أترك أطفالي في الغربة، وأسلمهم لامرأة لا تعرف كيف تعيش بسلام.
3. حتى الحياة الزوجية، إما معدومة شهوراً أو سنين، أو أرى نفسي
كأنني أنا الطرف الوحيد الذي يفكر بهذا، وأن المعاشرة نوع من
التعدي عليها؛ لبرودها وإهمالها هذه الناحية.
4. من الممكن أن تجعل البيت جحيماً لو أن مالاً قليلاً جداً أُنْفِقَ على غير رضاها.
5. لدينا بيت مسجل باسمي، وقطع من الأراضي السكنية مسجلة باسمها
، وتلومني لأنني لم أضف ملكية البيت إليها، وقد حدث تسجيله باسمي
عفوياً، وليس لخداعها.
6. يكثر صراخها وجدالها بين الجيران؛ لذا قد شوهت سمعتنا وسمعة
ديننا، علماً بأنها ملتزمة بفرائض الإسلام، لكن خلقها مخالف لأخلاق الإسلام.
7. أنا - بوصفي رجلاً - أرى نفسي في حاجة شديدة للمعاشرة الزوجية،
لكن تعدد الزوجات ممنوع قانوناً في بلدنا، والأطفال وصل بهم إلى
أن يسبونني إذا تكلمت حول الزواج بامرأة ثانية.
8. فشلت في حياتي بسببها، علماً بأنني خريج جامعة، لكنني لم أوفق في
أي عمل، وأصبت بعدة أمراض مثل: النسيان، ومرض السكري،
والضعف العام، والحزن الدائم، ومرارة الحياة ليلاً ونهاراً.
9. جعلتني - زوجتي - أدنى شخص أمام أطفالي، فكل جدالها أمام الأطفال،
إذا وجهتُ نصيحة للأطفال، أجدها تسارع بالدفاع عنهم قبل أن يرد
الأطفال علي، نصَّبت نفسها محامية عنهم للجدال.
10. مشاكل الأطفال هي: أنصحهم بأكل الطعام الكافي، والالتزام
بالخلق الحسن، وتجنب عقوق الوالدين، وأيضاً أنصحهم باحترام أمهم؛
لأن هذا من واجبات الإسلام.
11. أنا رجل لا صديق لي، ولا علاقة بأحد لكي أريح نفسي بأن أذهب
إليه وأبتعد قليلاً من البيت، لكنني أبقى معها في الجدال والصراخ ليلاً ونهاراً .
لا أعلم ماذا أفعل؟!
أفكر بحياة الأطفال الذين لا يعرفون مصلحتهم؛ بسبب صغر سنهم،
وقلة خبرتهم في الحياة.
ولا يمكننا التحول إلى أي بلد إسلامي - يسمح فيها القانون بتعدد الزوجات -
حتى أتزوج بأخرى؛ حيث إنني مريض ومنهار، ولا يمكنني منافسة
السوق لإيجاد عمل يمكنني من الحصول على فيزا للإقامة، ومن ثم
الزواج بثانية، إضافة إلى ذلك أنني خجول للغاية؛ فلا يمكنني أن
أسرد قصتي على أحد وجهاً لوجه، كي أطلب المساعدة للحصول على فيزا
لبلد إسلامي؛ للإقامة فيها.
من يتوقع أن حال أسرة مسلمة بسبب امرأة محجبة يصل إلى هذا الحد!
وبكل قناعة وحتى أطفالي مقتنعون أنني أفضل من أمهم، من حيث الخلق
والمعاملة، لكنهم لا يريدون ترك أمهم على أية حال.
أتمنى أن أحصل على إقامة في بلد إسلامي مسموح فيه بالتعدد،
وأدعو الله أن يفتح لنا أبواب رحمته وأبواب فضله؛ فإنه لا يملكها
إلا هو.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب
أخي الفاضل أحمد من بريطانيا:
مشكلتك بحاجة حقيقية إلى مراجعة متخصص علاقات أسرية ،
وهذا التخصص موجود في بلاد الغرب التي تقطنها، ربما باسم:
Family counsaler؛
لأن المشكلة بحاجة إلى متابعةٍ وحلٍّ من الطرفين؛ من طرفك وطرف
زوجتك، وبإمكانك أن تأخذَ منه الحلول التي تتناسب مع دينك، وتترك
مالا يتناسب، ولا داعي للخجل؛ فإن الخجل وضعف الشخصيَّة –
اعذرني يا أخي - هو سبب تضخُّم شخصية زوجتك؛ لأنها وجدت
فراغاً في القيادة والقوامة - كما يبدو - فحلت شخصيتها فيه.
على أية حال سأشير عليك ببعض النصائح المبدئية ريثما تراجع
شخصاً مختصاً:-
أولاً:
عليك بالتضرع إلى الله بالدعاء، وطلب الرزق والفرج، وطلب الهداية
لنفسك وزوجتك وأبنائك، والإيمان بأن الله - عز وجل - قادر على
إصلاح الأحوال في طرفة عين، ولكنه يريد منا السعي والأخذ بالأسباب.
ثانياً:
عالج نفسك من الضعف والخجل؛ فإنه قد يكون سبب تسلط زوجتك.
ما الذي يجعلك تخجل؟! أنت رجل، وعلى دين وخلق - كما تذكر عن
نفسك - وليس نقص المال أو عدم وجود الوظيفة المرموقة عيباً
إذا كنت على خلق ودين؛ ولكن عليك بأن تسعى لاكتساب العلم
والمهارات التي تزيد من فرصك في الحياة.
ثالثاً:
ابحث عن السبب الذي يجعل زوجتك بهذه الحالة: هل هي بحاجة
لعلاج نفسي من اكتئاب قد تكون الغربة سبباً فيه، أم هناك أسباب
صحية تجعلها تحجم عن المعاشرة؟
هل تهتم أنت بهندامك ورائحتك، وبكلماتك ولمساتك العاطفية؛ حتى
تكون جذَّاباً لها؟
هل تمدح أي جمال أو ذوق تراه في ملابسها أو شعرها؛ فإن ذلك مما
تحبه النساء؟
رابعاً:
جانب آخر لابد أن تجمع أنت في شخصيتك ما بين التودد والعاطفة،
وكذلك الحزم والقوامة. ولا أعني بالقوامة التسلط والصراع والشتم؛
بل الحزم عند صدور أخلاق غير مَرْضِيَّة من زوجتك، وعدم السماح
لها ببذاءة اللسان، أو الصراخ عليك، أو امتهانك أمام أبنائك.
ووضح لها في جلسة هادئة - وبهدوء وتحكم تام في أعصابك - أنك لن
تتقبل هذا منها، وإذا صدر ذلك منها، فاقطع الحوار معها، واخرج إلى
حجرة أخرى، وأخبرها - بهدوء وحزم - أنك لن تتجاوب حتى تتحدث
إليك باحترام، ولا تتراجع، ولا تثر في نفس الوقت - مهما كانت ردة فعلها
- حتى توافق على الحديث معك باحترام، والتعامل بالمعروف.
طبعاً ستواجه زوجتك شخصيتك الجديدة بثورات متعددة؛
لتختبر ثباتك، فالثباتَ الثباتَ مع الجانب الآخر، وعليك بحسن المعاملة، ومدح أي
تحسن يصدر منها، وتلمس ومعالجة مشاكلها النفسية والصحية،
بالاستعانة بالمختصين.
خامساً:
لا أحبذ لك اللجوء إلى الزواج الثاني قبل أن تحل مشكلتك مع
زوجتك الأولى؛ إنه لن يزيد الأمر إلا تفاقماً، وأنت لا تريد أن تخسرها من أجل
أولادك - كما ذكرت - فاجعله آخر الحلول.
أخي الفاضل، هذه بعض النصائح، ولا غنى لك - بعد الاستعانة بالله –
عن الرجوع لشخص مختص؛ يتعرف دقائق المشكلة منك ومنها،
ويتابع معكما تقدمكما في اتباع الحلول.
والله أعلم، وهو القادر على إصلاح الحال، وتفريج الكروب.
السؤال
السلام عليكم
قرأت استشارة في موقعكم تتشابه مع حالتي، لكن مشكلتي أكبر وأشد
تعقيداً، حيث إن:
1. أطفالي صغار السن؛ فإذا طلقت زوجتي، فأطفالي يخسرون؛ لأنهم
يريدون العيش مع أمهم في حالة الطلاق برغم قسوة الأم.
2. نحن نقيم في المهجر – بريطانيا - وأخاف أن يحاسبني الله عندما
أترك أطفالي في الغربة، وأسلمهم لامرأة لا تعرف كيف تعيش بسلام.
3. حتى الحياة الزوجية، إما معدومة شهوراً أو سنين، أو أرى نفسي
كأنني أنا الطرف الوحيد الذي يفكر بهذا، وأن المعاشرة نوع من
التعدي عليها؛ لبرودها وإهمالها هذه الناحية.
4. من الممكن أن تجعل البيت جحيماً لو أن مالاً قليلاً جداً أُنْفِقَ على غير رضاها.
5. لدينا بيت مسجل باسمي، وقطع من الأراضي السكنية مسجلة باسمها
، وتلومني لأنني لم أضف ملكية البيت إليها، وقد حدث تسجيله باسمي
عفوياً، وليس لخداعها.
6. يكثر صراخها وجدالها بين الجيران؛ لذا قد شوهت سمعتنا وسمعة
ديننا، علماً بأنها ملتزمة بفرائض الإسلام، لكن خلقها مخالف لأخلاق الإسلام.
7. أنا - بوصفي رجلاً - أرى نفسي في حاجة شديدة للمعاشرة الزوجية،
لكن تعدد الزوجات ممنوع قانوناً في بلدنا، والأطفال وصل بهم إلى
أن يسبونني إذا تكلمت حول الزواج بامرأة ثانية.
8. فشلت في حياتي بسببها، علماً بأنني خريج جامعة، لكنني لم أوفق في
أي عمل، وأصبت بعدة أمراض مثل: النسيان، ومرض السكري،
والضعف العام، والحزن الدائم، ومرارة الحياة ليلاً ونهاراً.
9. جعلتني - زوجتي - أدنى شخص أمام أطفالي، فكل جدالها أمام الأطفال،
إذا وجهتُ نصيحة للأطفال، أجدها تسارع بالدفاع عنهم قبل أن يرد
الأطفال علي، نصَّبت نفسها محامية عنهم للجدال.
10. مشاكل الأطفال هي: أنصحهم بأكل الطعام الكافي، والالتزام
بالخلق الحسن، وتجنب عقوق الوالدين، وأيضاً أنصحهم باحترام أمهم؛
لأن هذا من واجبات الإسلام.
11. أنا رجل لا صديق لي، ولا علاقة بأحد لكي أريح نفسي بأن أذهب
إليه وأبتعد قليلاً من البيت، لكنني أبقى معها في الجدال والصراخ ليلاً ونهاراً .
لا أعلم ماذا أفعل؟!
أفكر بحياة الأطفال الذين لا يعرفون مصلحتهم؛ بسبب صغر سنهم،
وقلة خبرتهم في الحياة.
ولا يمكننا التحول إلى أي بلد إسلامي - يسمح فيها القانون بتعدد الزوجات -
حتى أتزوج بأخرى؛ حيث إنني مريض ومنهار، ولا يمكنني منافسة
السوق لإيجاد عمل يمكنني من الحصول على فيزا للإقامة، ومن ثم
الزواج بثانية، إضافة إلى ذلك أنني خجول للغاية؛ فلا يمكنني أن
أسرد قصتي على أحد وجهاً لوجه، كي أطلب المساعدة للحصول على فيزا
لبلد إسلامي؛ للإقامة فيها.
من يتوقع أن حال أسرة مسلمة بسبب امرأة محجبة يصل إلى هذا الحد!
وبكل قناعة وحتى أطفالي مقتنعون أنني أفضل من أمهم، من حيث الخلق
والمعاملة، لكنهم لا يريدون ترك أمهم على أية حال.
أتمنى أن أحصل على إقامة في بلد إسلامي مسموح فيه بالتعدد،
وأدعو الله أن يفتح لنا أبواب رحمته وأبواب فضله؛ فإنه لا يملكها
إلا هو.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب
أخي الفاضل أحمد من بريطانيا:
مشكلتك بحاجة حقيقية إلى مراجعة متخصص علاقات أسرية ،
وهذا التخصص موجود في بلاد الغرب التي تقطنها، ربما باسم:
Family counsaler؛
لأن المشكلة بحاجة إلى متابعةٍ وحلٍّ من الطرفين؛ من طرفك وطرف
زوجتك، وبإمكانك أن تأخذَ منه الحلول التي تتناسب مع دينك، وتترك
مالا يتناسب، ولا داعي للخجل؛ فإن الخجل وضعف الشخصيَّة –
اعذرني يا أخي - هو سبب تضخُّم شخصية زوجتك؛ لأنها وجدت
فراغاً في القيادة والقوامة - كما يبدو - فحلت شخصيتها فيه.
على أية حال سأشير عليك ببعض النصائح المبدئية ريثما تراجع
شخصاً مختصاً:-
أولاً:
عليك بالتضرع إلى الله بالدعاء، وطلب الرزق والفرج، وطلب الهداية
لنفسك وزوجتك وأبنائك، والإيمان بأن الله - عز وجل - قادر على
إصلاح الأحوال في طرفة عين، ولكنه يريد منا السعي والأخذ بالأسباب.
ثانياً:
عالج نفسك من الضعف والخجل؛ فإنه قد يكون سبب تسلط زوجتك.
ما الذي يجعلك تخجل؟! أنت رجل، وعلى دين وخلق - كما تذكر عن
نفسك - وليس نقص المال أو عدم وجود الوظيفة المرموقة عيباً
إذا كنت على خلق ودين؛ ولكن عليك بأن تسعى لاكتساب العلم
والمهارات التي تزيد من فرصك في الحياة.
ثالثاً:
ابحث عن السبب الذي يجعل زوجتك بهذه الحالة: هل هي بحاجة
لعلاج نفسي من اكتئاب قد تكون الغربة سبباً فيه، أم هناك أسباب
صحية تجعلها تحجم عن المعاشرة؟
هل تهتم أنت بهندامك ورائحتك، وبكلماتك ولمساتك العاطفية؛ حتى
تكون جذَّاباً لها؟
هل تمدح أي جمال أو ذوق تراه في ملابسها أو شعرها؛ فإن ذلك مما
تحبه النساء؟
رابعاً:
جانب آخر لابد أن تجمع أنت في شخصيتك ما بين التودد والعاطفة،
وكذلك الحزم والقوامة. ولا أعني بالقوامة التسلط والصراع والشتم؛
بل الحزم عند صدور أخلاق غير مَرْضِيَّة من زوجتك، وعدم السماح
لها ببذاءة اللسان، أو الصراخ عليك، أو امتهانك أمام أبنائك.
ووضح لها في جلسة هادئة - وبهدوء وتحكم تام في أعصابك - أنك لن
تتقبل هذا منها، وإذا صدر ذلك منها، فاقطع الحوار معها، واخرج إلى
حجرة أخرى، وأخبرها - بهدوء وحزم - أنك لن تتجاوب حتى تتحدث
إليك باحترام، ولا تتراجع، ولا تثر في نفس الوقت - مهما كانت ردة فعلها
- حتى توافق على الحديث معك باحترام، والتعامل بالمعروف.
طبعاً ستواجه زوجتك شخصيتك الجديدة بثورات متعددة؛
لتختبر ثباتك، فالثباتَ الثباتَ مع الجانب الآخر، وعليك بحسن المعاملة، ومدح أي
تحسن يصدر منها، وتلمس ومعالجة مشاكلها النفسية والصحية،
بالاستعانة بالمختصين.
خامساً:
لا أحبذ لك اللجوء إلى الزواج الثاني قبل أن تحل مشكلتك مع
زوجتك الأولى؛ إنه لن يزيد الأمر إلا تفاقماً، وأنت لا تريد أن تخسرها من أجل
أولادك - كما ذكرت - فاجعله آخر الحلول.
أخي الفاضل، هذه بعض النصائح، ولا غنى لك - بعد الاستعانة بالله –
عن الرجوع لشخص مختص؛ يتعرف دقائق المشكلة منك ومنها،
ويتابع معكما تقدمكما في اتباع الحلول.
والله أعلم، وهو القادر على إصلاح الحال، وتفريج الكروب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق