هل يمكن لملامح الوجه أن تلعب دوراً أساسياً في تحديد مصير الإنسان،
وهل يمكن أن تعبر عن شخصية الإنسان وحقيقته؟ دعونا نتأمل ....
في مجموعة تجارب جديدة أجريت في فرنسا وبريطانيا وأمريكا، وجد
العلماء أن ملامج الوجه تؤثر بشكل كبير على حياته ومستقبله ونظرة
الآخرين له.. فالصادق يمكن معرفة صدقه أو التنبؤ بذلك من خلال النظرة
الأولى لملامح وجهه.. وهكذا اللص والمجرم وحتى المؤمن والملحد...
إن الأحداث التي يمر بها الإنسان خلال حياته تترك آثاراً على وجهه يمكن
اكتشافها وتمييزها بالدراسة والبحث، أي يمكن التمييز بين الملحد
والمؤمن من خلال ملامح الوجه فقط، وهذا الأمر يحتاج
لمزيد من الدراسة.
كيف أشار القرآن إلى علاقة الوجه بشخصية الإنسان
القرآن الكريم يحوي الكثير من الحقائق العلمية التي لم يتم اكتشافها بعد،
وهو كتاب غني جداً بالأفكار البحثية التي تحتاج من يدرسها ويكتشفها
ويقوم بتجارب علمية من أجل ذلك. فالله تعالى أخبرنا ومن قبل أربعة
عشر قرناً عن تغير ملامح الوجه تبعاً لأعمال الإنسان..
فالإنسان الذي عوّد نفسه على الترفع والتعفف والزهد يظهر ذلك على
وجهه.. قال تعالى:
{ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ
لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا }
[البقرة: 273].
وبالمقابل نجد الإنسان الذي يكثر السؤال ويستجدي الناس ويشكو لهم
وينسى الله الكريم، يظهر ذلك على وجهه.
أيضاً الإنسان الذي يكثر من السجود يظهر ذلك على وجهه، قال تعالى:
{ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ }
[الفتح: 29].
وبالمقابل فإن الملحد الذي لم يسجد لله تعالى
يظهر ذلك على وجهه.. سبحان الله!
هذه الملامح سوف تظهر على وجه الإنسان يوم القيامة أيضاً.. قال تعالى
عن أولئك المجرمين (ليس المجرم الذي يرتكب جريمة قتل، بل المجرم
من ينكر وجود خالقه ورازقه.. فجريمة الإلحاد هي أكبر جريمة
على الإطلاق).. قال تعالى:
{ يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ }
[الرحمن: 41].
إنه كتاب العجائب، كتاب الله تعالى، والذي يحوي
كل شيء يخطر ببالك من العلوم، ولذلك هذه الآيات تؤكد أن القرآن
لا يتناقض مع العلم.. والحمد لله.
بقلم المهندس/ عبد الدائم الكحيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق