أريد الزواج الحلال (1)
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية: أتقدم بالشكر الجزيل إلى كافة مديري ومشرفي هذا الموقع
الإسلامي المميز، جعل الله ذلك في ميزان حسناتكم.
أنا فتاة أبلغ من 40سنة، من أسرة ليبية محافظة، أعاني من إعاقة خلقية
من الولادة، والحمد لله على كل حال،
{قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا}،
وهذه الإعاقة لا تعني لي شيئًا؛ لأنها ليست من فعلي، وعندما كان
عمري 25 عامًا، كنت قد أتممت تعليمي، وتحصلت على المؤهل العلمي:
دبلوم عالي محاسبة ، وأصبحت موظفة أعمل في شركة حكومية،
وتقدم لخطبتي أخ موظف يعمل معي، وكانت لديه إعاقة؛ أي: لا يتحرك إلا
بكرسي المعاقين، قابلته بعد أخذ الإذن من أخي الأكبر، في ذلك الوقت
كان والدي على قيد الحياة، وكان أخي الأكبر هو الآمر والناهي في كل شيء،
أعجبني ذلك الشاب، وسررت كثيرًا، فجاء للمنزل لخطبتي رسميًّا،
وعندما رآه أخي وهو يزحف على بطنه للدخول إلى حجرة الضيافة، جاءني،
وقال لي: لن أوافق أبدًا؛ فهذا عارٌ، سوف يضحك علينا الناس،
ويقولون استغنوا عن أختهم، وذهب إليه، واشترط عليه شروطًا قاسية جدًّا،
ولكن ذلك الشاب وافق عليها كلها، فقال له أخي: كل شيء قسمة ونصيب،
وتزوج ذلك الرجل من فتاة سليمة، وأنا حرمني أخي من الذهاب إلى العمل،
ولكن زميلتي في العمل جاءت إلى منزلي، ودافعت عني أمام أخي،
وقالت: بأني فتاة مثالية في الأخلاق والأدب، ولم أرتكب أي ذنب،
فوافق على ذهابي للعمل مرة أخرى، وتوالت الأيام والسنون،
ولم يتقدم لخطبتي إلا المعاقون، وطبعًا كان الرفض والصد،
فواصلت تعليمي، وتحصلت على المؤهل العلمي – الماجستير -
وكانت أمي هي سندي، والآن وأنا قد بلغت الأربعين من العمر
لم يتقدم لخطبتي أحد معاق أو سليم، إخوتي كلهم - إناثًا وذكورًا –
تزوجوا، ولديهم أطفال، وبقيت أنا وأختي الأكبر مني والبالغة من
العمر 44 عامًا. والدي ووالدتي انتقلا إلى رحمة الله.
وفي 1-11-2010 تقدم لخطبتي مهندس سوري على خلق ودين،
فرفض أخي، وقال – أيضًا -: هذا عارٌ، أزوجك من عجوز ليبي، ولا
أزوجك من شاب غير ليبي، ماذا يقول عنا الناس؟ سوف نصبح حديث الناس!
هم يريدون الزواج من الجميلة والصغيرة، وماذا عنا نحن؟!
فصمَّمْت على إبداء رأيي، فهذا الأمر – أيضًا – يخصني، وأنا لي الحق
بحكم سني اتخاذ أي قرار يخصني، الإسلام لم يفرق بين الليبي والسوري،
أو بين الليبي والجزائري، فكلهم مسلمون، لا فرق بين العربي والأعجمي
إلا بالتقوى والعمل الصالح"، فالذي تقدم لي عربي مسلم، أين هو الذنب الذي اقترفته؟
هل أنا على خطأ؟ تقدم بي العمر، ولم يتقدم لخطبتي أي شاب ليبي،
بل الرجل الليبي المتزوج ويريد أن يتزوج امرأة ثانية، يريدها صغيرة في العمر،
ولا يرضى بفتاة تجاوزت 35 سنة، وهذه هي الحقيقة،
أغلب البنات الليبيات ليس لديهم أية حقوق، وأولها حق الزواج،
وكأنهن لسن من البشر، في ليبيا الشاب هو الذي يتمتع بكافة الحقوق،
وكأن الحياة والسعادة خلقت له وحده، وأخي - الآن - مع زوجته
وأطفاله - في بيته - وأنا أعاني وحدتي، وقد تقدم بي العمر،
هل أهرب مع من يريد الزواج بي، وأذهب للمحكمة للمأذون الشرعي؟
أخاف على أختي المريضة الأكبر مني،
وهي تعاني من مرض السكر والضغط والغدد والقلب، وتتناول في اليوم
أكثر من 10 أقراص من الدواء، أخاف على مصير أخواتي المتزوجات،
وإذا بقيت هكذا فسوف أمرض بنفس الأمراض التي أصابت أختي نتيجة الكتمان.
أرجوكم ساعدوني؛ فأنا منهارة جدًّا، أريد تقديم إجابتكم على سؤالي هذا
إلى أخي، فربما يتراجع، فهو عند الأغلبية يسمى: "الشيخ"؛ لأنه
يحافظ على صلاته في الجامع، ويرافق أغلب الشيوخ في المنطقة التي نسكنها،
ويحفظ كتاب الله، ويصوم الندب، ولا يقطع صلة الرحم،
وعلاقاته الاجتماعية كثيرة جدًّا.
أرجوكم - كل الرجاء – مساعدتي، وفي أسرع وقت ممكن، وأجركم عند الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
الجواب
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ،
أمَّا بعد:
فإن ما فعله أخوك معكِ من العضل الذي لا يقره شرع، وإنما هي من بقايا
خصال الجاهلية التي جاء الإسلام بإزالتها، وإبطالها، وجعل التفاضل
بين الخليقة بالتقوى والعمل الصالح، قال – تعالى -:
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ
لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }
[الحجرات:13]،
وقال الله – تعالى -:
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ }
[الحجرات:10]،
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
( إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عُبيَّةَ الجاهلية والفخر بالآباء:
مؤمن تقي، وفاجر شقي، الناس بنو آدم، وآدم خلق من تراب،
لينتهين أقوام عن فخرهم بآبائهم في الجاهلية، أو ليكونن
أهون على الله من الجعلان التي تدفع النتن بأنفها )؛
رواه الإمام أحمد وأبو داود، وخطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم –
في وسط أيام التشريق - في حجة الوداع - فقال:
( يا أيها الناس، ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي
على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود
على أحمر، إلا بالتقوى )؛
رواه أحمد وصححه الألباني، وقال عمر بن الخطاب: إنا كنا أذل قوم،
فأعزنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العزة بغير ما أعزنا الله به، أذلنا الله .
وعن سهل بن سعد الساعدي، أنه قال: مر رجل على رسول الله –
صلى الله عليه وسلم - فقال لرجل - عنده جالس-:
( ما رأيك في هذا؟ )،
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية: أتقدم بالشكر الجزيل إلى كافة مديري ومشرفي هذا الموقع
الإسلامي المميز، جعل الله ذلك في ميزان حسناتكم.
أنا فتاة أبلغ من 40سنة، من أسرة ليبية محافظة، أعاني من إعاقة خلقية
من الولادة، والحمد لله على كل حال،
{قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا}،
وهذه الإعاقة لا تعني لي شيئًا؛ لأنها ليست من فعلي، وعندما كان
عمري 25 عامًا، كنت قد أتممت تعليمي، وتحصلت على المؤهل العلمي:
دبلوم عالي محاسبة ، وأصبحت موظفة أعمل في شركة حكومية،
وتقدم لخطبتي أخ موظف يعمل معي، وكانت لديه إعاقة؛ أي: لا يتحرك إلا
بكرسي المعاقين، قابلته بعد أخذ الإذن من أخي الأكبر، في ذلك الوقت
كان والدي على قيد الحياة، وكان أخي الأكبر هو الآمر والناهي في كل شيء،
أعجبني ذلك الشاب، وسررت كثيرًا، فجاء للمنزل لخطبتي رسميًّا،
وعندما رآه أخي وهو يزحف على بطنه للدخول إلى حجرة الضيافة، جاءني،
وقال لي: لن أوافق أبدًا؛ فهذا عارٌ، سوف يضحك علينا الناس،
ويقولون استغنوا عن أختهم، وذهب إليه، واشترط عليه شروطًا قاسية جدًّا،
ولكن ذلك الشاب وافق عليها كلها، فقال له أخي: كل شيء قسمة ونصيب،
وتزوج ذلك الرجل من فتاة سليمة، وأنا حرمني أخي من الذهاب إلى العمل،
ولكن زميلتي في العمل جاءت إلى منزلي، ودافعت عني أمام أخي،
وقالت: بأني فتاة مثالية في الأخلاق والأدب، ولم أرتكب أي ذنب،
فوافق على ذهابي للعمل مرة أخرى، وتوالت الأيام والسنون،
ولم يتقدم لخطبتي إلا المعاقون، وطبعًا كان الرفض والصد،
فواصلت تعليمي، وتحصلت على المؤهل العلمي – الماجستير -
وكانت أمي هي سندي، والآن وأنا قد بلغت الأربعين من العمر
لم يتقدم لخطبتي أحد معاق أو سليم، إخوتي كلهم - إناثًا وذكورًا –
تزوجوا، ولديهم أطفال، وبقيت أنا وأختي الأكبر مني والبالغة من
العمر 44 عامًا. والدي ووالدتي انتقلا إلى رحمة الله.
وفي 1-11-2010 تقدم لخطبتي مهندس سوري على خلق ودين،
فرفض أخي، وقال – أيضًا -: هذا عارٌ، أزوجك من عجوز ليبي، ولا
أزوجك من شاب غير ليبي، ماذا يقول عنا الناس؟ سوف نصبح حديث الناس!
هم يريدون الزواج من الجميلة والصغيرة، وماذا عنا نحن؟!
فصمَّمْت على إبداء رأيي، فهذا الأمر – أيضًا – يخصني، وأنا لي الحق
بحكم سني اتخاذ أي قرار يخصني، الإسلام لم يفرق بين الليبي والسوري،
أو بين الليبي والجزائري، فكلهم مسلمون، لا فرق بين العربي والأعجمي
إلا بالتقوى والعمل الصالح"، فالذي تقدم لي عربي مسلم، أين هو الذنب الذي اقترفته؟
هل أنا على خطأ؟ تقدم بي العمر، ولم يتقدم لخطبتي أي شاب ليبي،
بل الرجل الليبي المتزوج ويريد أن يتزوج امرأة ثانية، يريدها صغيرة في العمر،
ولا يرضى بفتاة تجاوزت 35 سنة، وهذه هي الحقيقة،
أغلب البنات الليبيات ليس لديهم أية حقوق، وأولها حق الزواج،
وكأنهن لسن من البشر، في ليبيا الشاب هو الذي يتمتع بكافة الحقوق،
وكأن الحياة والسعادة خلقت له وحده، وأخي - الآن - مع زوجته
وأطفاله - في بيته - وأنا أعاني وحدتي، وقد تقدم بي العمر،
هل أهرب مع من يريد الزواج بي، وأذهب للمحكمة للمأذون الشرعي؟
أخاف على أختي المريضة الأكبر مني،
وهي تعاني من مرض السكر والضغط والغدد والقلب، وتتناول في اليوم
أكثر من 10 أقراص من الدواء، أخاف على مصير أخواتي المتزوجات،
وإذا بقيت هكذا فسوف أمرض بنفس الأمراض التي أصابت أختي نتيجة الكتمان.
أرجوكم ساعدوني؛ فأنا منهارة جدًّا، أريد تقديم إجابتكم على سؤالي هذا
إلى أخي، فربما يتراجع، فهو عند الأغلبية يسمى: "الشيخ"؛ لأنه
يحافظ على صلاته في الجامع، ويرافق أغلب الشيوخ في المنطقة التي نسكنها،
ويحفظ كتاب الله، ويصوم الندب، ولا يقطع صلة الرحم،
وعلاقاته الاجتماعية كثيرة جدًّا.
أرجوكم - كل الرجاء – مساعدتي، وفي أسرع وقت ممكن، وأجركم عند الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
الجواب
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ،
أمَّا بعد:
فإن ما فعله أخوك معكِ من العضل الذي لا يقره شرع، وإنما هي من بقايا
خصال الجاهلية التي جاء الإسلام بإزالتها، وإبطالها، وجعل التفاضل
بين الخليقة بالتقوى والعمل الصالح، قال – تعالى -:
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ
لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }
[الحجرات:13]،
وقال الله – تعالى -:
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ }
[الحجرات:10]،
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
( إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عُبيَّةَ الجاهلية والفخر بالآباء:
مؤمن تقي، وفاجر شقي، الناس بنو آدم، وآدم خلق من تراب،
لينتهين أقوام عن فخرهم بآبائهم في الجاهلية، أو ليكونن
أهون على الله من الجعلان التي تدفع النتن بأنفها )؛
رواه الإمام أحمد وأبو داود، وخطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم –
في وسط أيام التشريق - في حجة الوداع - فقال:
( يا أيها الناس، ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي
على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود
على أحمر، إلا بالتقوى )؛
رواه أحمد وصححه الألباني، وقال عمر بن الخطاب: إنا كنا أذل قوم،
فأعزنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العزة بغير ما أعزنا الله به، أذلنا الله .
وعن سهل بن سعد الساعدي، أنه قال: مر رجل على رسول الله –
صلى الله عليه وسلم - فقال لرجل - عنده جالس-:
( ما رأيك في هذا؟ )،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق