قطوف من مواعظ الصحابة رضى الله عنهم 2
قال سلمان الفارسي رضي الله عنه :
) إذا أسأت سيِّئةً في سريرةٍ، فأحسن حسنةً في سريرة ٍ، و إذا أسأت
سيئةً في علانيةٍ، فأحسن حسنةً في علانيةٍ؛ لكي تكون هذه بهذه ( .
(صفة الصفوة) .
قال رجل لسلمان الفارسي رضي الله عنه : أوصني! قال: )لا تكلَّم ( !
قال: ما يستطيع مَن عاش في الناس ألَّا يتكلَّم. قال:
) فإن تكلَّمت، فتكلَّم بحقٍّ أو أسكت (!
قال : زدني، قال: ) لا تغضب (، قال: أمرتني ألَّا أغضب، وإنَّه ليغشاني
ما لا أملك! قال: )فإن غضبت، فاملك لسانك ويدك ).
قال: زدني، قال : ( لا تلابس الناس ) –
أي: لا تخالطهم خلطةً كثيرةً – قال : ما يستطيع من عاش في الناس
ألَّا يلابسهم، قال: ( فإن لابستهم، فاصدق الحديث، وأدِّ الأمانة ) .
( الصمت؛ لابن أبي الدنيا ) .
تفاخر بعض أفراد قبيلة قريشٍ عند سلمان الفارسيِّ رضى الله عنه يومًا،
فقال سلمان : ( لكنَّني خُلقت من نُطفةٍ قذرةٍ، ثم أعود جيفةً مُنتنةً،
ثم آتي الميزان ، فإن ثَقُلَ فأنا كريم ، و إن خفَّ فأنا لئيم ) .
(إحياء علوم الدين) .
كان أبو هريرة رضي الله عنه يقول في آخر عمره :
( اللَّهمَّ إنِّي أعوذ بك أن أزني، أو أعمل بكبيرةٍ في الإسلام )،
يقول بعض أصحابه : يا أبا هريرة ، و مثلك يقول هذا ويخافه وقد بلغت
من السِّنِّ ما بلغت، وانقطعت عنك الشهوات، وقد شافهت النبيَّ
صلى الله عليه وسلم وبايعته، وأخذت عنه؟! قال:
( ويحك! و ما يؤمِّنني و إبليس حيٌّ ؟! )
(أخرجه البيهقي في شُعب الإيمان) .
سأل رجلٌ أبا هريرة رضي الله عنه : ما التقوى؟ فقال :
( أخذتَ طريقًا ذا شوكٍ؟ ) قال: نعم، قال: ( فكيف صنعت؟)
قال: إذا رأيت الشوك ، عدلت عنه ، أو جاوزته ، أو قصرت عنه !
قال: ( ذاك التَّقوى ) .
(أخرجه البيهقي في الزهد) .
لما حضرت الوفاة أبا هريرة رضي الله عنه بكى ، فقيل له : ما يبكيك ؟
فقال :
( أما إنِّي لا أبكي على دنياكم هذه، ولكنِّي أبكي على بُعدِ سفري،
وقلة زادي، وأنِّي أصبحت في صعودٍ مُهبطٍ على جنةٍ ونارٍ، لا أدري
لأيِّهما يُؤخَذُ بي ) .
(حلية الأولياء)
جاء رجل لأبى هريرة رضي الله عنه فقال له : إنِّي أريد أن أتعلَّم العلم ،
و أنا أخاف أن أضيِّعه و لا أعمل به ! فقال له أبو هريرة :
( ما أنت بواجدٍ شيئًا أضيع له من تركه ) .
(تاريخ دمشق) .
قال عمرو بن العاص رضي الله عنه :
( لا أملُّ ثوبي ما وسعني ، و لا أملُّ زوجتي ما أحسنت عشرتي،
و لا أملُّ دابَّتي ما حَمَلَتْني ؛ إنَّ الملال من سيِّىء الأخلاق ) .
(تاريخ دمشق) .
قال عمرو بن العاص رضي الله عنه :
( ثلاثٌ لا أناة فيهنَّ : المبادرة بالعمل الصالح ، و دفن الميِّت ،
و تزويج الكُفْءِ ) .
(العقد الفريد) .
دخل عبد الله بن عبَّاسٍ رضي الله عنهما على عمرو بن العاص رضى
الله عنه، فقال: كيف أصبحت يا أبا عبد الله؟ قال :
( أصبحت وقد ضيَّعت من يديني كثيرًا ، وأصلحت من دنياي قليلًا ،
فلو كان الذي أصلحت هو الذي أفسدتُّ، و الذي أفسدتُّ هو الذي أصلحت ،
لقد فزت ، ولو كان ينفعني أن أطلب طلبت، ولو كان ينجيني أن أهرب
هربت ، فصرت كالمجنون بين السماء والأرض، لا أرتقي بيدين ،
ولا أهبط برجلين، فعظني بعظةٍ أنتفع بها يا بن عباسٍ! )
قال ابن عباس ٍ: هيهات! صار ابن أخيك أخاك ، ولا يشاء أن يبكي
إلا بكيت . (حلية الأولياء) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق