دور الأسرة في إنحراف الأولاد
الأسباب والعلاج
( الجزء الخامس - 8 )
5 - الخلطة الفاسدة ورفاق السوء
من العوامل الكبيرة التي تؤدي إلى انحراف الولد،
رفقاء السوء والخلطة الفاسدة، ولا سيما إن كان الولد بليد الذكاء،
ضعيف العقيدة، متميع الخلق، فسرعان ما يتأثر بمصاحبة الأشرار،
ومرافقة الفجار، وسرعان ما يكتسب منهم أحط العادات وأقبح الأخلاق،
بل يسير معهم في طريق الشقاوة بخطى سريعة،
حتى يصبح الإجرام طبعاً من طباعهم، والانحراف عادة متأصلة من عاداتهم.
ويصعب بعد ذلك رده إلى الجادة المستقيمة
وإنقاذه من وحدة الضلال وهوة الشقاء.
وقد ذكرت كثير من الدراسات التي أجريت في المجتمع السعودي
أن معظم مرتكبي الجرائم والانحرافات يرتبطون بجماعات من الرفاق
يميل أعضاؤها ويشيع عندهم ممارسة الأفعال الإجرامية والمحرمة،
ولها دور مؤثر وقوي في دفع الفرد إلى الجنوح والانحراف.
فقد أثبتت دراسة مركز أبحاث مكافحة الجريمة على مرتكبي جريمة السرقة
المحكوم عليهم في الإصلاحيات ودور الملاحظة الاجتماعية
ورعاية الفتيات بأن 14.1% من المحكوم عليهم بجرائم السرقة
كان السبب الرئيس فيها هم شلة الأصدقاء.
وفي دراسة أخرى أجريت على مرتكبي جرائم السكر والمخدرات
والأخلاقيات والسرقة في إصلاحية الحائر بمدينة الرياض 1404هـ
اتضح أن 20.6% منهم ذكروا بصراحة أن سبب ارتكابهم للجريمة
هو انتماؤهم لجماعة من الرفاق المنحرفين.
وفي بحث آخر تناول المحكوم عليهم بجرائم أجري في الإصلاحيات المركزية
بالمملكة 1414هـ تبين أن جميع المجرمين يرتبطون بجماعات من الرفاق،
وأن الغالبية منهم 59.5% يميلون إلى الارتباط بجماعات ذات حجم كبير
من الأصدقاء، وتبين من دراسة أخرى أن 40% من العاطلين
كان العامل الرئيس وراء تعاطيهم المخدرات اختلاطهم بأصدقاء
يتعاطون المخدرات.
العــــــلاج
الإسلام بتعاليمه التربوية وجه الآباء والمربين إلى أن يراقبوا أولادهم
مراقبة تامة وخاصة في سن التمييز والمراهقة،
ليعرفوا من يخالطون ويصاحبون، وإلى أين يغدون ويروحون؟
وإلى أي الأماكن يذهبون ويرتادون؟.
كما وجههم إلى أن يختاروا لهم الرفقة الصالحة،
ليكتسبوا منهم كل خلق كريم، وأدب رفيع، وعادة فاضلة.
كما وجههم أن يحذروهم من خلطاء الشر،
ورفقاء السوء حتى لا يقعوا في حبائل غيرهم وشباك ضلالهم وانحرافهم.
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( مثل الجليس الصالح والسوء، كحامل المسك ونافخ الكير،
فحامل المسك: إما أن يخديك وإما أن تبتاع منه،
وإما أن تجد منه ريحًا طيبًا،
ونافخ الكيرإما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة )
فهذا الحديث الشريف يفيد في تشبيه بليغ أن الجليس الصالح
مثل حامل المسك، إما أن يعطيك بدون مقابل،
وإما أن يبيع منك أو على الأقل تنالك ريح طيبة منه،
فكذلك الجليس الصالح، إما أن يعطيك أدبًا وخلقًا،
وإما أن يهديك نصيحة تنفعك مدة حياتك وبعد وفاتك،
أو على الأقل تنالك سمعة حسنة بمجالستك إياه،
وإن جليس السوء مثل نافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه
ريحًا خبيثة فصديق السوء إما أن يشجعك على فعل المعاصي والمنكرات
أو على الأقل تنالك سمعة سيئة من مصاحبته.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل )
وعن أبي سعيد أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
( لا تصاحب إلا مؤمنًا ولا يأكل طعامك إلا تقي )
ولهذا تجد الشاب المتربي على الأخلاق والآداب الإسلامية
يبحث عن الشباب الذين يتصفون بهذه الصفات وكذلك العكس صحيح،
وهنا يأتي دور الآباء، فما أجدر الآباء والمربين أن يأخذوا بهذه التوجيهات
النبوية الكريمة حتى تنصلح أحوال أولادهم،
وتسمو أخلاقهم ويظهر في المجتمع أدبهم؛
وحتى يكونوا في الأمة أداة خير ورسل إصلاح ودعاة هداية.
وللحديث بقية إن شاء الله
الأسباب والعلاج
( الجزء الخامس - 8 )
5 - الخلطة الفاسدة ورفاق السوء
من العوامل الكبيرة التي تؤدي إلى انحراف الولد،
رفقاء السوء والخلطة الفاسدة، ولا سيما إن كان الولد بليد الذكاء،
ضعيف العقيدة، متميع الخلق، فسرعان ما يتأثر بمصاحبة الأشرار،
ومرافقة الفجار، وسرعان ما يكتسب منهم أحط العادات وأقبح الأخلاق،
بل يسير معهم في طريق الشقاوة بخطى سريعة،
حتى يصبح الإجرام طبعاً من طباعهم، والانحراف عادة متأصلة من عاداتهم.
ويصعب بعد ذلك رده إلى الجادة المستقيمة
وإنقاذه من وحدة الضلال وهوة الشقاء.
وقد ذكرت كثير من الدراسات التي أجريت في المجتمع السعودي
أن معظم مرتكبي الجرائم والانحرافات يرتبطون بجماعات من الرفاق
يميل أعضاؤها ويشيع عندهم ممارسة الأفعال الإجرامية والمحرمة،
ولها دور مؤثر وقوي في دفع الفرد إلى الجنوح والانحراف.
فقد أثبتت دراسة مركز أبحاث مكافحة الجريمة على مرتكبي جريمة السرقة
المحكوم عليهم في الإصلاحيات ودور الملاحظة الاجتماعية
ورعاية الفتيات بأن 14.1% من المحكوم عليهم بجرائم السرقة
كان السبب الرئيس فيها هم شلة الأصدقاء.
وفي دراسة أخرى أجريت على مرتكبي جرائم السكر والمخدرات
والأخلاقيات والسرقة في إصلاحية الحائر بمدينة الرياض 1404هـ
اتضح أن 20.6% منهم ذكروا بصراحة أن سبب ارتكابهم للجريمة
هو انتماؤهم لجماعة من الرفاق المنحرفين.
وفي بحث آخر تناول المحكوم عليهم بجرائم أجري في الإصلاحيات المركزية
بالمملكة 1414هـ تبين أن جميع المجرمين يرتبطون بجماعات من الرفاق،
وأن الغالبية منهم 59.5% يميلون إلى الارتباط بجماعات ذات حجم كبير
من الأصدقاء، وتبين من دراسة أخرى أن 40% من العاطلين
كان العامل الرئيس وراء تعاطيهم المخدرات اختلاطهم بأصدقاء
يتعاطون المخدرات.
العــــــلاج
الإسلام بتعاليمه التربوية وجه الآباء والمربين إلى أن يراقبوا أولادهم
مراقبة تامة وخاصة في سن التمييز والمراهقة،
ليعرفوا من يخالطون ويصاحبون، وإلى أين يغدون ويروحون؟
وإلى أي الأماكن يذهبون ويرتادون؟.
كما وجههم إلى أن يختاروا لهم الرفقة الصالحة،
ليكتسبوا منهم كل خلق كريم، وأدب رفيع، وعادة فاضلة.
كما وجههم أن يحذروهم من خلطاء الشر،
ورفقاء السوء حتى لا يقعوا في حبائل غيرهم وشباك ضلالهم وانحرافهم.
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( مثل الجليس الصالح والسوء، كحامل المسك ونافخ الكير،
فحامل المسك: إما أن يخديك وإما أن تبتاع منه،
وإما أن تجد منه ريحًا طيبًا،
ونافخ الكيرإما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة )
فهذا الحديث الشريف يفيد في تشبيه بليغ أن الجليس الصالح
مثل حامل المسك، إما أن يعطيك بدون مقابل،
وإما أن يبيع منك أو على الأقل تنالك ريح طيبة منه،
فكذلك الجليس الصالح، إما أن يعطيك أدبًا وخلقًا،
وإما أن يهديك نصيحة تنفعك مدة حياتك وبعد وفاتك،
أو على الأقل تنالك سمعة حسنة بمجالستك إياه،
وإن جليس السوء مثل نافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه
ريحًا خبيثة فصديق السوء إما أن يشجعك على فعل المعاصي والمنكرات
أو على الأقل تنالك سمعة سيئة من مصاحبته.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل )
وعن أبي سعيد أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
( لا تصاحب إلا مؤمنًا ولا يأكل طعامك إلا تقي )
ولهذا تجد الشاب المتربي على الأخلاق والآداب الإسلامية
يبحث عن الشباب الذين يتصفون بهذه الصفات وكذلك العكس صحيح،
وهنا يأتي دور الآباء، فما أجدر الآباء والمربين أن يأخذوا بهذه التوجيهات
النبوية الكريمة حتى تنصلح أحوال أولادهم،
وتسمو أخلاقهم ويظهر في المجتمع أدبهم؛
وحتى يكونوا في الأمة أداة خير ورسل إصلاح ودعاة هداية.
وللحديث بقية إن شاء الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق