دور الأسرة في انحراف الأولاد
الأسباب والعلاج
( الجزء الأول - 8 )
فما أكثر العوامل والأسباب التي تؤدي إلى إنحراف الأولاد
وإلى فساد أخلاقهم وسوء تربيتهم.
فإذا لم يكن المربون على مستوى المسؤولية والأمانة،
وعلى علم بأسباب الانحراف وبواعثه وعلى بصيرة وهدى
في الأخذ بأسباب العلاج وطرق الوقاية؛
فإن الأولاد سيكونون في المجتمع جيل الضياع والشقاء والجريمة.
وأن للأسرة لها دوراً في انحراف الأولاد وأنه يجب بحث هذا الموضوع
وعلاجه على ضوء أحكام الشريعة الإسلامية.
1 - ضعف الوازع الديني
من المسلم به أن الشاب حين يستشعر من أعماق وجدانه
أن الله عز وجل يراقبه ويراه ويعلم سره ونجواه،
ويعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور وأنه سيحاسبه إن قصر وفرط،
ويعاقبه إن انحرف وزل لاشك أنه سينتهي عن الموبقات والقبائح،
ويكف عن المنكرات والفواحش.
وقد كشفت الدراسات التي أجريت في المجتمع السعودي
والتي عنيت بتفسير ظاهرة الجريمة،
أن التزام المحكوم عليهم بالسجن بالمبادئ والتعاليم الدينية
كان بشكل عام ضعيفاً، فهم لا يحافظون على أداء الشعائر الدينية
بالإضافة إلى أن أسرهم وقرابتهم ليس لديها عناية واهتمام بالتنشئة
والتربية الإسلامية
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال:
( لا يزن الزاني حين يزني، وهو مؤمن،
ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن،
ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن )
أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة في الصحيح، كتاب المظالم
ومن المعلوم أن المداومة على صلاة الفرض والنفل
يقوي في المؤمن جانب الخشية من الله،
فقد أثبتت دراسة أجريت على متعاطي المخدرات في مصلحة الحائر
بمدينة الرياض عام 1409هـ أن 23% منهم لا يقيمون الصلاة المكتوبة
إلا في أوقات متفرقة وأن 11% من المتعاطين كانوا لا يقيمون الصلاة مطلقاً
وأن 46% من المتعاطين المصلين لا يحافظون على الصلاة في أوقاتها
وخاصة صلاة الفجر، وفي دراسة عن المجرمين الجنسيين 1414هـ
تبين أن غالبية المبحوثين 58.4% لا يهتمون بالصلاة
ولا يحرصون على إقامتها في الأوقات المحددة لها وذكر 30.2%
أنهم كانوا يصلون بعض الأوقات في بعض الأيام،
كما أثبتت الدراسات التي أجريت على مرتكبي الجرائم في المملكة
أن المجرمين يعرضون عن النشاطات الدينية والثقافية الهادفة ويعرضون،
بل يهجرون قراءة القرآن الكريم، وقد دلت دراسة أجريت
على المحكوم عليهم بقضايا مخدرات في إصلاحية الحائر بمدينة الرياض
1409هـ أن 29% من متعاطي المخدرات لا يعرفون حكم تعاطي المخدرات
المنومة في الشرع الإسلامي بينما رأى 27% منهم أن المخدرات
تعتبر في حكم المكروهات، وليست من المحرمات وأشارت الدراسة
إلى أن 47% أشاروا إلى عدم معرفتهم بالحكم الشرعي
في موضوع المخدرات المنبهة واعتقد 29% منهم أنها مكروهة
وليست حراماً وتوصلت الدراسة إلى أن من أسباب جهل المتعاطين
بالأحكام الشرعية للمخدرات أن 20% منهم لا يسمعون البرامج الدينية
وأن 23% يستمعون إليها مصادفة.
وتبين من دراسة أخرى أن الغالبية من أقارب المنحرفين والمجرمين
ليس عندهم الاهتمام الديني الكافي الذي يجعلهم يراعون أبناءهم دينياً
ويأمرونهم بالالتزام الأخلاقي وإقامة الفروض الشرعية
وتبين أن 21.3% من الآباء وأن 24.4% من الأمهات فقط
كانوا يبدون النصح والإرشاد الديني لأبنائهم.
العــــلاج:
من المعلوم يقيناً أن حضور مجالس العلم والذكر
والمداومة على صلاة الفرض والنفل والمواظبة على تلاوة القرآن
والتهجد من الليل والناس نيام،
وصيام التطوع والاستماع إلى أخبار الصالحين ودراسة العقيدة الإسلامية
يقوي في المؤمن جانب الخشية من الله والمراقبة لـه والاستشعار لعظمته،
كما أن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة،
فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته
فإن صلحت فقد أفلح ونجح ، و إن فسدَتْ فقد خاب و خسر )
أخرجه أحمد في المسند (2/290)، وأبوداود في السنن، كتاب الصلاة،
إن ترك الصلاة أو التهاون في أدائها من أكبر الكبائر
وانسياق وراء الأهواء والشهوات
كما أن مما يقوي الوازع الديني عند المسلم قراءة القرآن الكريم
وتدبره والاهتداء بكلامه والخوف من وعيده وتنفيذ أوامره وتعليمه وحفظه،
فعن عثمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( خيركم من تعلم القرآن وتعلمه )
وعن عائشة - رضي الله عنها- قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة،
والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق لـه أجران )
أخرجه البخاري في الصحيح
والنصوص في فضل القرآن كثيرة ومعلومة،
كما أن للتربية الإسلامية تأثيراً على شخصية الولد والتزامه بالأخلاق
والفضائل الإسلامية وتعليم الولد العفة والحياء والصدق
وبر الوالدين وصلة الأرحام.
فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( إن الحياء من الإيمان )
وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن من أحبكم إليَّ أحسنكم أخلاقًا )
وقد كشفت إحدى الدراسات التطبيقية أن الغالبية من أقارب المنحرفين
ليس عندهم الاهتمام الديني الكافي الذي يجعلهم يراعون أبنائهم دينيًا
ويأمرونهم بالالتزام الأخلاقي وإقامة الفروض الشرعية،
حيث ظهر من بعض النتائج أن هناك 21.3% من الآباء، 24.1%
من الأمهات فقط كان يبدون النصح والإرشاد الديني
لأبنائهم مرتكبي الجرائم، وهذه النسب تبين أن هناك تفريطاً من الوالدين
لهذا الجانب المهم، كما لم يجد الأبناء مرتكبوا الجرائم تعويضاً
لهذا الدور من قبل الأشقاء الذكورأو الإناث .
فقد كشفت الدراسة أن الإخوان ولأخوات كانوا يماثلون الآباء والأمهات
في هذا الدور أي الدور السلبي.
وللحديث بقية إن شاء الله
الأسباب والعلاج
( الجزء الأول - 8 )
فما أكثر العوامل والأسباب التي تؤدي إلى إنحراف الأولاد
وإلى فساد أخلاقهم وسوء تربيتهم.
فإذا لم يكن المربون على مستوى المسؤولية والأمانة،
وعلى علم بأسباب الانحراف وبواعثه وعلى بصيرة وهدى
في الأخذ بأسباب العلاج وطرق الوقاية؛
فإن الأولاد سيكونون في المجتمع جيل الضياع والشقاء والجريمة.
وأن للأسرة لها دوراً في انحراف الأولاد وأنه يجب بحث هذا الموضوع
وعلاجه على ضوء أحكام الشريعة الإسلامية.
1 - ضعف الوازع الديني
من المسلم به أن الشاب حين يستشعر من أعماق وجدانه
أن الله عز وجل يراقبه ويراه ويعلم سره ونجواه،
ويعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور وأنه سيحاسبه إن قصر وفرط،
ويعاقبه إن انحرف وزل لاشك أنه سينتهي عن الموبقات والقبائح،
ويكف عن المنكرات والفواحش.
وقد كشفت الدراسات التي أجريت في المجتمع السعودي
والتي عنيت بتفسير ظاهرة الجريمة،
أن التزام المحكوم عليهم بالسجن بالمبادئ والتعاليم الدينية
كان بشكل عام ضعيفاً، فهم لا يحافظون على أداء الشعائر الدينية
بالإضافة إلى أن أسرهم وقرابتهم ليس لديها عناية واهتمام بالتنشئة
والتربية الإسلامية
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال:
( لا يزن الزاني حين يزني، وهو مؤمن،
ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن،
ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن )
أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة في الصحيح، كتاب المظالم
ومن المعلوم أن المداومة على صلاة الفرض والنفل
يقوي في المؤمن جانب الخشية من الله،
فقد أثبتت دراسة أجريت على متعاطي المخدرات في مصلحة الحائر
بمدينة الرياض عام 1409هـ أن 23% منهم لا يقيمون الصلاة المكتوبة
إلا في أوقات متفرقة وأن 11% من المتعاطين كانوا لا يقيمون الصلاة مطلقاً
وأن 46% من المتعاطين المصلين لا يحافظون على الصلاة في أوقاتها
وخاصة صلاة الفجر، وفي دراسة عن المجرمين الجنسيين 1414هـ
تبين أن غالبية المبحوثين 58.4% لا يهتمون بالصلاة
ولا يحرصون على إقامتها في الأوقات المحددة لها وذكر 30.2%
أنهم كانوا يصلون بعض الأوقات في بعض الأيام،
كما أثبتت الدراسات التي أجريت على مرتكبي الجرائم في المملكة
أن المجرمين يعرضون عن النشاطات الدينية والثقافية الهادفة ويعرضون،
بل يهجرون قراءة القرآن الكريم، وقد دلت دراسة أجريت
على المحكوم عليهم بقضايا مخدرات في إصلاحية الحائر بمدينة الرياض
1409هـ أن 29% من متعاطي المخدرات لا يعرفون حكم تعاطي المخدرات
المنومة في الشرع الإسلامي بينما رأى 27% منهم أن المخدرات
تعتبر في حكم المكروهات، وليست من المحرمات وأشارت الدراسة
إلى أن 47% أشاروا إلى عدم معرفتهم بالحكم الشرعي
في موضوع المخدرات المنبهة واعتقد 29% منهم أنها مكروهة
وليست حراماً وتوصلت الدراسة إلى أن من أسباب جهل المتعاطين
بالأحكام الشرعية للمخدرات أن 20% منهم لا يسمعون البرامج الدينية
وأن 23% يستمعون إليها مصادفة.
وتبين من دراسة أخرى أن الغالبية من أقارب المنحرفين والمجرمين
ليس عندهم الاهتمام الديني الكافي الذي يجعلهم يراعون أبناءهم دينياً
ويأمرونهم بالالتزام الأخلاقي وإقامة الفروض الشرعية
وتبين أن 21.3% من الآباء وأن 24.4% من الأمهات فقط
كانوا يبدون النصح والإرشاد الديني لأبنائهم.
العــــلاج:
من المعلوم يقيناً أن حضور مجالس العلم والذكر
والمداومة على صلاة الفرض والنفل والمواظبة على تلاوة القرآن
والتهجد من الليل والناس نيام،
وصيام التطوع والاستماع إلى أخبار الصالحين ودراسة العقيدة الإسلامية
يقوي في المؤمن جانب الخشية من الله والمراقبة لـه والاستشعار لعظمته،
كما أن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة،
فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته
فإن صلحت فقد أفلح ونجح ، و إن فسدَتْ فقد خاب و خسر )
أخرجه أحمد في المسند (2/290)، وأبوداود في السنن، كتاب الصلاة،
إن ترك الصلاة أو التهاون في أدائها من أكبر الكبائر
وانسياق وراء الأهواء والشهوات
كما أن مما يقوي الوازع الديني عند المسلم قراءة القرآن الكريم
وتدبره والاهتداء بكلامه والخوف من وعيده وتنفيذ أوامره وتعليمه وحفظه،
فعن عثمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( خيركم من تعلم القرآن وتعلمه )
وعن عائشة - رضي الله عنها- قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة،
والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق لـه أجران )
أخرجه البخاري في الصحيح
والنصوص في فضل القرآن كثيرة ومعلومة،
كما أن للتربية الإسلامية تأثيراً على شخصية الولد والتزامه بالأخلاق
والفضائل الإسلامية وتعليم الولد العفة والحياء والصدق
وبر الوالدين وصلة الأرحام.
فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( إن الحياء من الإيمان )
وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن من أحبكم إليَّ أحسنكم أخلاقًا )
وقد كشفت إحدى الدراسات التطبيقية أن الغالبية من أقارب المنحرفين
ليس عندهم الاهتمام الديني الكافي الذي يجعلهم يراعون أبنائهم دينيًا
ويأمرونهم بالالتزام الأخلاقي وإقامة الفروض الشرعية،
حيث ظهر من بعض النتائج أن هناك 21.3% من الآباء، 24.1%
من الأمهات فقط كان يبدون النصح والإرشاد الديني
لأبنائهم مرتكبي الجرائم، وهذه النسب تبين أن هناك تفريطاً من الوالدين
لهذا الجانب المهم، كما لم يجد الأبناء مرتكبوا الجرائم تعويضاً
لهذا الدور من قبل الأشقاء الذكورأو الإناث .
فقد كشفت الدراسة أن الإخوان ولأخوات كانوا يماثلون الآباء والأمهات
في هذا الدور أي الدور السلبي.
وللحديث بقية إن شاء الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق