شرح الدعاء من الكتاب والسنة (17)
شرح دعاء
رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن
أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين
{ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ
أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِين }.
المفردات :
{ أَوْزِعْنِي } : قال الجوهري :
( استوزعت اللَّه فأوزعني، أي استلهمته فألهمني )، وقال الراغب:
( وتحقيقه أولعني بذلك ) والمعنى: أي ألهمني، واجعلني مولعاً به
، راغباً في تحصيله .
هذه من الدعوات المباركة في كتاب ربنا سبحانه وتعالى الذي نحن
متعبدون بتلاوته، المأمورون بتدبره، والعمل به .
ففي هذه الدعوات العلم النافع، والعمل الموفق الصالح، إذا تدبّرها العبد،
وعمل بمقاصدها، وما دلّت عليه من المدلولات، فإن مآلها الخير العظيم
في الدارين من كل خير .
فلقد أعطى اللَّه تعالى سليمان عليه السلام النبوة والملك،
وعُلِّم منطق الطير، فكان شاكراً لأنعم اللَّه عليه .
فقال: { رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ } :
أي ألهمني، ووفقني لشكر نعمائك، وأفضالك عليَّ بالنعم الكثيرة التي
لا تعدُّ، ولا تُحصى، فتضمّن سؤال اللَّه تعالى التوفيق لملازمة شكره
على الدوام.
{ وَعَلَى وَالِدَيَّ } :
( أدرج فيه والديه تكثيراً للنعمة؛ فإن الإنعام عليهما إنعام عليه
من وجه مستوجب الشكر، أو تعميماً لها )
فإن النعمة عليه يرجع نفعها إليهما كذلك.
لهذا سأل ربه تبارك وتعالى التوفيق للقيام بشكر نعمه الدينية، والدنيوية،
وهذا من كمال الشكر وأحسنه؛ فإن النعم من اللَّه على عبده المؤمن لا تعدّ
ولا تحصى, والتي أعظمها نعمة الإسلام التي مغبون فيها كثير من الناس.
{ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ } : صالحاً - بالتنوين والتنكير-: للتفخيم والتكثير،
فسأل اللَّه تعالى التوفيق بالقيام بالأعمال الجليلة والكثيرة التي تستوجب
رضاه الذي هو أمنية كل مؤمن، فإن تمام الشكر وأكمله، أن
يكون باللسان، والقلب، والأركان .
وقوله: { تَرْضَاهُ } : فيه نكتة مهمة: أن ليس كل عمل يعمله العبد الصالح،
وإن كان ظاهره صلاحاً، بل قد لا يكون مرضياً عند اللَّه عز وجل
لما فيه من المنقصات من الرياء والعجب والشرك. والثاني:
غير موافق لشريعته الحكيمة التي أنزلها تعالى على
لسان نبيه صلى الله عليه وسلم من المتابعة.
وفي هذا بيان على الحثّ في تصحيح الأعمال، والأقوال، والنيات،
وعلى السبق إلى أفضل الأعمال التي توجب رضا اللَّه تعالى
الذي هو أعظم مطلوب، وأهمّ مقصود.
وقوله : { وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ }:
أي وأدخلني الجنة دار رحمتك التي لا يدخلها أحد إلا أن تتغمَّده
برحمتك وفضلك .
قوله: { فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ } ألحقني بالصالحين من عبادك، والرفيق الأعلى
من أوليائك في أعلى جنانك؛ جنات الخلد التي لا يدخلها إلا الصالحون.
فقد طلب عليه الصلاة والسلام كمال السعادة البشرية الدنيوية والأخروية :
1- التوفيق للشكر على نعمه الجليلة الدينيَّةِ والدنيويَّة .
2-وعمل الطاعات المرضيّة .
3- ومرافقة خير البريَّة .
وقد تضمنت هذه الدعوة المباركة جملاً من الفوائد :
1- أهمية سؤال اللَّه تعالى العون على الطاعة، ومن أخصِّها الشكر التي
تستوجب حفظ النعم الدينية والدنوية، وهذا المقصد كان
من سؤال المصطفى صلى الله عليه وسلم
( اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ ) .
2- أن نعمة الإسلام هي أعظم النعم على الإطلاق؛ ولهذا كان المصطفى
صلى الله عليه وسلم يسأل اللَّه تعالى أن يتمّ عليه هذه النعمة:
( اللَّهُمَّ احْفَظْنِي بِالْإِسْلَامِ قَائِمًا... ) .
3- إثبات صفة الرضى للَّه، تعالى وهي من الصفات الفعلية التي
تتعلق بمشيئته عز وجل .
4- أن الإيمان بصفات اللَّه تعالى يوجب حسن العمل والقول .
5- إن وصف العبودية هو أعظم الأوصاف.
6- أهمية مطلب مرافقة الصالحين .
7- العناية بإصلاح الأعمال والأقوال حتى تكون عند اللَّه مقبولة ومرضية.
8- يستحب للداعي أن يشرك والديه في الدعاء؛ لعظم فضلهما عليه.
9- إن الوالدين من أعظم النعم من اللَّه عزّ شأنه على العبد .
10- أهمية الأدعية القرآنية؛ لاستجماعها جوامع الكلم من حسن الأدب، وكمال المقصد.
شرح دعاء
رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن
أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين
{ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ
أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِين }.
المفردات :
{ أَوْزِعْنِي } : قال الجوهري :
( استوزعت اللَّه فأوزعني، أي استلهمته فألهمني )، وقال الراغب:
( وتحقيقه أولعني بذلك ) والمعنى: أي ألهمني، واجعلني مولعاً به
، راغباً في تحصيله .
هذه من الدعوات المباركة في كتاب ربنا سبحانه وتعالى الذي نحن
متعبدون بتلاوته، المأمورون بتدبره، والعمل به .
ففي هذه الدعوات العلم النافع، والعمل الموفق الصالح، إذا تدبّرها العبد،
وعمل بمقاصدها، وما دلّت عليه من المدلولات، فإن مآلها الخير العظيم
في الدارين من كل خير .
فلقد أعطى اللَّه تعالى سليمان عليه السلام النبوة والملك،
وعُلِّم منطق الطير، فكان شاكراً لأنعم اللَّه عليه .
فقال: { رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ } :
أي ألهمني، ووفقني لشكر نعمائك، وأفضالك عليَّ بالنعم الكثيرة التي
لا تعدُّ، ولا تُحصى، فتضمّن سؤال اللَّه تعالى التوفيق لملازمة شكره
على الدوام.
{ وَعَلَى وَالِدَيَّ } :
( أدرج فيه والديه تكثيراً للنعمة؛ فإن الإنعام عليهما إنعام عليه
من وجه مستوجب الشكر، أو تعميماً لها )
فإن النعمة عليه يرجع نفعها إليهما كذلك.
لهذا سأل ربه تبارك وتعالى التوفيق للقيام بشكر نعمه الدينية، والدنيوية،
وهذا من كمال الشكر وأحسنه؛ فإن النعم من اللَّه على عبده المؤمن لا تعدّ
ولا تحصى, والتي أعظمها نعمة الإسلام التي مغبون فيها كثير من الناس.
{ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ } : صالحاً - بالتنوين والتنكير-: للتفخيم والتكثير،
فسأل اللَّه تعالى التوفيق بالقيام بالأعمال الجليلة والكثيرة التي تستوجب
رضاه الذي هو أمنية كل مؤمن، فإن تمام الشكر وأكمله، أن
يكون باللسان، والقلب، والأركان .
وقوله: { تَرْضَاهُ } : فيه نكتة مهمة: أن ليس كل عمل يعمله العبد الصالح،
وإن كان ظاهره صلاحاً، بل قد لا يكون مرضياً عند اللَّه عز وجل
لما فيه من المنقصات من الرياء والعجب والشرك. والثاني:
غير موافق لشريعته الحكيمة التي أنزلها تعالى على
لسان نبيه صلى الله عليه وسلم من المتابعة.
وفي هذا بيان على الحثّ في تصحيح الأعمال، والأقوال، والنيات،
وعلى السبق إلى أفضل الأعمال التي توجب رضا اللَّه تعالى
الذي هو أعظم مطلوب، وأهمّ مقصود.
وقوله : { وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ }:
أي وأدخلني الجنة دار رحمتك التي لا يدخلها أحد إلا أن تتغمَّده
برحمتك وفضلك .
قوله: { فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ } ألحقني بالصالحين من عبادك، والرفيق الأعلى
من أوليائك في أعلى جنانك؛ جنات الخلد التي لا يدخلها إلا الصالحون.
فقد طلب عليه الصلاة والسلام كمال السعادة البشرية الدنيوية والأخروية :
1- التوفيق للشكر على نعمه الجليلة الدينيَّةِ والدنيويَّة .
2-وعمل الطاعات المرضيّة .
3- ومرافقة خير البريَّة .
وقد تضمنت هذه الدعوة المباركة جملاً من الفوائد :
1- أهمية سؤال اللَّه تعالى العون على الطاعة، ومن أخصِّها الشكر التي
تستوجب حفظ النعم الدينية والدنوية، وهذا المقصد كان
من سؤال المصطفى صلى الله عليه وسلم
( اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ ) .
2- أن نعمة الإسلام هي أعظم النعم على الإطلاق؛ ولهذا كان المصطفى
صلى الله عليه وسلم يسأل اللَّه تعالى أن يتمّ عليه هذه النعمة:
( اللَّهُمَّ احْفَظْنِي بِالْإِسْلَامِ قَائِمًا... ) .
3- إثبات صفة الرضى للَّه، تعالى وهي من الصفات الفعلية التي
تتعلق بمشيئته عز وجل .
4- أن الإيمان بصفات اللَّه تعالى يوجب حسن العمل والقول .
5- إن وصف العبودية هو أعظم الأوصاف.
6- أهمية مطلب مرافقة الصالحين .
7- العناية بإصلاح الأعمال والأقوال حتى تكون عند اللَّه مقبولة ومرضية.
8- يستحب للداعي أن يشرك والديه في الدعاء؛ لعظم فضلهما عليه.
9- إن الوالدين من أعظم النعم من اللَّه عزّ شأنه على العبد .
10- أهمية الأدعية القرآنية؛ لاستجماعها جوامع الكلم من حسن الأدب، وكمال المقصد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق