المناهي اللفظية (17)
ملخص عن كتاب: المناهي اللفظية **
يقدم هذا الكتاب إجابات على فتاوى وأسئلة عقدية وُجهت للشيخ ابن عثيمين
حول ما نهى الشرع عن التلفظ به، مما يدخل تحت القضايا العقائدية اللفظية.
وفي هذه الفتاوى يصحح الشيخ الأخطاء اللفظية الشائعة على ألسنة الناس
التي تصطدم بالعقيدة، مثل قولهم: (فلان المغفور له) و (فلان الشهيد)،
مستلهمًا الردود والتفسييرات من القرآن الكريم، والسنة النبوية العطرة.
17- سئل فضيلة الشيخ: كيف نجمع بين قول الصحابة (الله ورسوله أعلم)
العطف بالواو وإقرارهم على ذلك وإنكاره صلى الله عليه وسلم،
على من قال (ما شاء وشئت)؟
فأجاب بقوله: قوله (الله ورسوله) جائز. فذلك لأن علم الرسول من علم الله،
فالله - تعالى - هو الذي يعلمه ما لا يدركه البشر ولهذا أتى بالواو وكذلك في
المسائل الشرعية يقال: (الله ورسوله أعلم) لأنه، صلى الله عليه وسلم أعلم
الخلق بشريعة الله، وعلمه بها من علم الله الذي علمه كما قال الله - تعالى –:
{وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ
وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا}
[النساء: 113].
وليس هذا كقوله (ما شاء الله وشئت) لأن هذا في باب القدرة والمشيئة،
ولا يمكن أن يجعل الرسول صلى الله عليه وسلم مشاركا لله فيها.
ففي الأمور الشرعية يقال (الله ورسوله أعلم)
وفي الأمور الكونية لا يقال ذلك.
ومن هنا نعرف خطأ وجهل من يكتب الآن على بعض الأعمال
{وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ }
[التوبة: 105].
لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يرى العمل بعد موته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق