ملخص عن كتاب: المناهي اللفظية **
يقدم هذا الكتاب إجابات على فتاوى وأسئلة عقدية وُجهت للشيخ ابن عثيمين
حول ما نهى الشرع عن التلفظ به، مما يدخل تحت القضايا العقائدية اللفظية.
وفي هذه الفتاوى يصحح الشيخ الأخطاء اللفظية الشائعة على ألسنة الناس
التي تصطدم بالعقيدة، مثل قولهم: (فلان المغفور له) و (فلان الشهيد)،
مستلهمًا الردود والتفسييرات من القرآن الكريم، والسنة النبوية العطرة.
20- وسئل: هل يجوز على الإنسان أن يقسم على الله؟
فأجاب بقوله: الإقسام على الله أن يقول الإنسان والله لا يكون كذا، كذا،
أو والله لا يفعل الله كذا وكذا والإقسام على الله نوعان:
أحدهما: أن يكون الحامل عليه قوة ثقة المقسم بالله - عز وجل- وقوة إيمانه
به مع اعترافه بضعفه وعدم إلزامه الله بشيء فهذا جائز ودليله قوله
صلى الله عليه وسلم:
(رُب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره)
ودلل آخر واقعي وهو حديث أنس بن النضر حينما كسرت أخته الربيع سنّا
لجارية من الأنصار فطالب أهلها بالقصاص فطلب إليهم العفو فأبوا، فعرضوا
الأرش فأبوا، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبوا إلا القصاص فأمر
رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقصاص فقال أنس بن النضر أتكسر ثنيّة
الربيع؟ والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(يا أنس كتاب الله القصاص)
فرضي القوم فعفوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره)
وهو - رضي الله عنه - لم يقسم اعتراضًا على الحكم وإباء لتنفيذه فجعل الله
الرحمة في قلوب أولياء المرأة التي كسرت سنها فعفو عفوًا مطلقًا، عند ذلك
قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
(إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره)
فهذا النوع من الأقسام لا بأس به.
النوع الثاني: من الإقسام على الله: ما كان الحامل عليه الغرور والإعجاب
بالنفس وأنه يستحق على الله كذا وكذا، فهذا والعياذ بالله محرم، وقد يكون
محبطًا للعمل، ودليل ذلك أن رجلًا كان عابدًا وكان يمر بشخص عاص لله،
وكلما مر به نهاه فلم ينته، فقال ذات يوم والله لا يغفر الله لفلان - نسأل الله
العافية - فهذا تحجر رحمه الله ؛ لأنه مغرور بنفسه فقال الله - عز وجل –
(من ذا الذي يتألى علي ألا أغفر لفلان قد غفرت له وأحبطت عملك)
قال أبو هريرة: (تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته). ومن هذا نأخ أن من أضر
ما يكون على الإنسان اللسان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ
بن جبل - رضي الله عنه-:(ألا أخبرك بملاك ذلك كله) قلت: بلى يا رسول
الله، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بلسانه فقال:
يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟
فقال: (ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار
على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصاد ألسنتهم).
والله الموفق والهادي إلى سواء الصراط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق