الأحد، 24 نوفمبر 2019

سلسلة أعمال القلوب (31)

سلسلة أعمال القلوب (31)


تاسعاً:أن العبادات القلبية قد تكون في بعض الأحيان
معوضة للعبد عن عبادات الجوارح: ولنأخذ مثالاً على ذلك:

• الجهاد في سبيل الله عز وجل: يأتي رجال للنبي صلى الله عليه وسلم
ليحملهم فيقول:لا أجد ما أحملكم عليه فيتولوا وأعينهم تفيض من الدمع
حزناً ألا يجدوا ما ينفقون، فهؤلاء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:

[ مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلَّا شَرِكُوكُمْ فِي الْأَجْرِ]
رواه مسلم وابن ماجة وأحمد .

لماذا؟ لأن العذر قد حبسهم، فالإنسان قد لا يستطيع أن يعمل بعض الأعمال،
ولكنه يبلغ مبلغ العاملين لها بنيته، ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم :

[ مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ نَفْسَهُ مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ]
رواه مسلم.

فدل على أن الإنسان إن لم يقم بالغزو ببدنه وجوارحه؛ فعليه أن يستحضر
النية، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام:

[ لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ]
رواه البخاري ومسلم.

فالنية لربما تكون معوضة عن عمل قد يعجز عنه الإنسان،
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:

[مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ
وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ]
رواه مسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق