الجمعة، 29 نوفمبر 2019

سلسلة أعمال القلوب (36)

سلسلة أعمال القلوب (36)


ما يتعلق بمعنى الإخلاص وحقيقته:
• الإخلاص مأخوذ من الخلاص، وتقول: خلص،
فهو خالص إذا صفى وزال عنه ما يشوبه،

يقول ابن فارس رحمة الله:
' الخاء واللام والصاد أصل واحد مضطرد، وهو تنقية الشيء وتهذيبه '
[المقاييس في اللغة 2/208] .

فإذا أخلص الدين لله: أي قصد وجهه وترك الرياء، بمعنى أمحض الدين
لله ونقاه، والمُخلِص هو الذي وحد الله خالصاً، والمُخلَص هو الذي
اختصه الله أي: جعله مختاراً من الدنس.

وكلمة الإخلاص هي كلمة التوحيد، والإخلاص في العبادة والطاعة،
وترك الرياء، هذا معنى هذه اللفظة في كلام العرب، تدور حول تنقية
الشيء مما يشوبه من الشوائب، وتخليصه من الأكدار ومما يداخله.

• وأما الإخلاص في معناه الشرعي: فعبارات العلماء فيه متقاربة،
كقولهم:' هو إفراد الحق سبحانه بالقصد والطاعة'. وكقول بعضهم:
' أن يكون العمل لله سبحانه لا نصيب لغير الله فيه' ، أو هو:' نسيان
رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق يعني بالقصد' ، أو هو:' استواء
عمل الظاهر والباطن' .. وعلى كل حال يمكن أن نقول بأن:

الإخلاص هو: تصفية العمل من كل شائبة، بحيث لا يمازج هذا العمل
شيء من الشوائب في الإدارات، وأعنى بذلك إرادات النفس، إما بطلب
التزين في قلوب الخلق، وإما بطلب مدحهم، والهرب من ذمهم،
أو بطلب تعظيمهم، أو بطلب أموالهم، أو خدمتهم، أو محبتهم،
أو أن يقضوا له حوائجه، أو غير ذلك من العلل والشوائب والإرادات
السيئة التي تجتمع على شيء واحد، وهو: إرادة ما سوى الله عز وجل
بهذا العمل، وعليه: فالإخلاص هو توحيد الإرادة والقصد، أن تفرد الله
عز وجل بقصدك وإرادتك فلا تلتفت إلى شيء مع الله تبارك وتعالى.
[انظر:مدارج السالكين 2/92].


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق