سلسلة أعمال القلوب (107)
الطريق إلى الخشوع: كيف نحصل الخشوع في قلوبنا؟
! كيف نكون من الخاشعين؟! نقول:
وأمر رابع نحتاج إليه في الصلاة لنستحضر الخشوع فيها وهو:أن تضع في
قلبك إذا قمت إلى الصلاة وتهيأت لها أنها الصلاة الأخيرة: صل صلاة مودع،
فقد لا تصلي بعدها، فإذا قيل للعبد هذه هي الصلاة الأخيرة، كيف يصلي؟ فإنه
يفرغ قلبه من كل شاغل من شواغل الدنيا، ويحضر قلبه في هذه الصلاة،
خطب علي ابن أرطاة على منبر المدائن فجعل يعظ الناس حتى بكي وأبكى،
فقال: كونوا كرجل قال لابنه وهو يعظه:' يا بني أوصيك لا تصلي صلاة
إلا وظننت أنك لا تصلي بعدها حتى تموت' .
وأمر خامس: أن تستشعر وتستحضر أنك على الصراط فوق جهنم: وكأنك
تشاهد الجنة والنار أمام عينك، وكأنك قمت بين يدي الله عز وجل في موقف
الحساب، كان بعض السلف إذا سمعوا الأذان تغيرت ألوانهم، وفاضت
عيونهم، كانوا يرون أنه يذكرهم بالنداء يوم العرض الأكبر . كانوا
يستشعرون هذه المعاني في كل شيء حولهم، إذا سمعوا المؤذن يؤذن
فاضت أعينهم لأنه يذكرهم بالنداء في ذلك الموقف الرهيب . وهذا رجل
من العلماء كان يخشع في صلاته فسُئل عن ذلك كيف يحصل لك هذا الخشوع
العظيم؟ فقال:' أقوم إلى صلاتي وأجعل الكعبة بين حاجبي، والصراط تحت
قدمي، والجنة عن يميني والنار عن شمالي، وملك الموت ورائي،
أظنها آخر صلاتي'.
وهذا الرجل من العلماء، العباد، وهو سعيد بن عبد العزيز كان يبكي إذا
صلى، وكان إذا صلى على الحصير يسمع من بجانبه وقع الدموع على
الحصير تتقاطر، وكان قد سُئل: ما هذا البكاء الذي يعرض لك في الصلاة،
قال: ' يا ابن أخي: وما سؤالك عن ذلك؟' فقال السائل: رجاء أن ينفعني
الله بذلك . فقال:' ما قمت إلى صلاة إلا مُثلت لي جهنم' . كأنه يرى جهنم
مسعرة، وأهلها يصطرخون فيها:
{ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ
أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ
مِنْ نَصِيرٍ[37] }
[سورة فاطر] ..
فكان ذلك يورثه خشوعاً وبكاء في صلاته .
ومن استشعر هذه المعاني في الصلاة فإن ذلك لا يفترق بالنسبة إليه في
صلاة نافلة، أو صلاة فريضة، كما لا يفترق بالنسبة إليه في الصلاة الجهرية،
أو الصلاة السرية .. وأنت تعجب حين تسمع بعض الناس يستغربون ممن
يخشع في الصلاة السرية كيف يخشع في الصلاة السرية؟ وكيف لا يخشع؟
وهو يقف بين يدي الله، ويستحضر الجنة والنار، وأن الله يراه وينظر إليه,
ويناجيه؟ كيف لا يخشع؟ ولكن الغفلة التي غلبت على قلوبنا أورثتنا بعداً
عن هذه المعاني . يقول بعض السلف:' لو رأيت أحدهم وقد قام إلى صلاته،
فلما وقف في محرابه واستفتح كلام سيده خطر على قلبه أن ذلك المقام الذي
يقوم فيه الناس لرب العلمين؛ فانخلع قلبه، وذهل عقله' تخيل هذا .. الناس
في صفوفهم للصلاة يقفون صفوفاً فتذكر واستشعر الوقوف بين يدي الرب
جل جلاله؛ فيخشع الإنسان، وينكسر قلبه، وكان منصور بن صفية يبكي
في كل صلاة، وكانوا يرون أنه يذكر الموت والقيامة في صلاته فيبكي
هذا البكاء .
الطريق إلى الخشوع: كيف نحصل الخشوع في قلوبنا؟
! كيف نكون من الخاشعين؟! نقول:
وأمر رابع نحتاج إليه في الصلاة لنستحضر الخشوع فيها وهو:أن تضع في
قلبك إذا قمت إلى الصلاة وتهيأت لها أنها الصلاة الأخيرة: صل صلاة مودع،
فقد لا تصلي بعدها، فإذا قيل للعبد هذه هي الصلاة الأخيرة، كيف يصلي؟ فإنه
يفرغ قلبه من كل شاغل من شواغل الدنيا، ويحضر قلبه في هذه الصلاة،
خطب علي ابن أرطاة على منبر المدائن فجعل يعظ الناس حتى بكي وأبكى،
فقال: كونوا كرجل قال لابنه وهو يعظه:' يا بني أوصيك لا تصلي صلاة
إلا وظننت أنك لا تصلي بعدها حتى تموت' .
وأمر خامس: أن تستشعر وتستحضر أنك على الصراط فوق جهنم: وكأنك
تشاهد الجنة والنار أمام عينك، وكأنك قمت بين يدي الله عز وجل في موقف
الحساب، كان بعض السلف إذا سمعوا الأذان تغيرت ألوانهم، وفاضت
عيونهم، كانوا يرون أنه يذكرهم بالنداء يوم العرض الأكبر . كانوا
يستشعرون هذه المعاني في كل شيء حولهم، إذا سمعوا المؤذن يؤذن
فاضت أعينهم لأنه يذكرهم بالنداء في ذلك الموقف الرهيب . وهذا رجل
من العلماء كان يخشع في صلاته فسُئل عن ذلك كيف يحصل لك هذا الخشوع
العظيم؟ فقال:' أقوم إلى صلاتي وأجعل الكعبة بين حاجبي، والصراط تحت
قدمي، والجنة عن يميني والنار عن شمالي، وملك الموت ورائي،
أظنها آخر صلاتي'.
وهذا الرجل من العلماء، العباد، وهو سعيد بن عبد العزيز كان يبكي إذا
صلى، وكان إذا صلى على الحصير يسمع من بجانبه وقع الدموع على
الحصير تتقاطر، وكان قد سُئل: ما هذا البكاء الذي يعرض لك في الصلاة،
قال: ' يا ابن أخي: وما سؤالك عن ذلك؟' فقال السائل: رجاء أن ينفعني
الله بذلك . فقال:' ما قمت إلى صلاة إلا مُثلت لي جهنم' . كأنه يرى جهنم
مسعرة، وأهلها يصطرخون فيها:
{ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ
أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ
مِنْ نَصِيرٍ[37] }
[سورة فاطر] ..
فكان ذلك يورثه خشوعاً وبكاء في صلاته .
ومن استشعر هذه المعاني في الصلاة فإن ذلك لا يفترق بالنسبة إليه في
صلاة نافلة، أو صلاة فريضة، كما لا يفترق بالنسبة إليه في الصلاة الجهرية،
أو الصلاة السرية .. وأنت تعجب حين تسمع بعض الناس يستغربون ممن
يخشع في الصلاة السرية كيف يخشع في الصلاة السرية؟ وكيف لا يخشع؟
وهو يقف بين يدي الله، ويستحضر الجنة والنار، وأن الله يراه وينظر إليه,
ويناجيه؟ كيف لا يخشع؟ ولكن الغفلة التي غلبت على قلوبنا أورثتنا بعداً
عن هذه المعاني . يقول بعض السلف:' لو رأيت أحدهم وقد قام إلى صلاته،
فلما وقف في محرابه واستفتح كلام سيده خطر على قلبه أن ذلك المقام الذي
يقوم فيه الناس لرب العلمين؛ فانخلع قلبه، وذهل عقله' تخيل هذا .. الناس
في صفوفهم للصلاة يقفون صفوفاً فتذكر واستشعر الوقوف بين يدي الرب
جل جلاله؛ فيخشع الإنسان، وينكسر قلبه، وكان منصور بن صفية يبكي
في كل صلاة، وكانوا يرون أنه يذكر الموت والقيامة في صلاته فيبكي
هذا البكاء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق