سلسلة أعمال القلوب (116)
الأمور التي تنافي الخشوع:
أولها: كثرة الحركة سواء في الصلاة أو خارج الصلاة: كما قلت لكم في الذي
يمشي ويخطر بيديه هكذا في مشيته، فهو كثير الحركة، فهذا أبعد ما يكون
عن الخشوع والوقار، وقلة الحركة تنبئ عن سكينة وتؤدة ووقار وخشوع،
وكذلك في الصلاة، والله عز وجل يقول
{ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ[238] }
[سورة البقرة]
والمراد به أن يكون العبد ساكناً مع طول القيام فيها، لا يلتفت، ولا يرفع
بصره، ولا يتحرك، ولا ينشغل بشيء من جوارحه، أو ببصره عن ما هو
بصدده، ' لأن الخشوع يتضمن السكينة والتواضع جميعاً؛ ولهذا نقل عن
عمر رضي الله عنه أنه رأى رجلاً يعبث بلحيته فقال:
' لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه' يعني: سكنت وخضعت . والله يقول:
{ وَمِنْ ءَايَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ ...[39]}
[سورة فصلت] .
فأخبر أنها بعد الخشوع تهتز، والاهتزاز حركة، وتربو، والربو: الارتفاع ،
فُعلم أن الخشوع فيه سكون و انخفاض، ولهذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم
يقول في حال ركوعه: :
[اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَلَكَ أَسْلَمْتُ خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي وَمُخِّي
وَعِظَامِي وَعَصَبِي...]
رواه مسلم .
فوصف نفسه بالخشوع في حال الركوع لأن الراكع ساكن متواضع '
[ما بين الأقواس من كلام الشيخ ابن تيمية].
الأمر الثاني: هو رفع البصر: وهو منهي عنه في الصلاة لكونه مما ينافي
الخشوع، والله عز وجل قد ذكر خشوع أهل الموقف فقال:
{ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ[6]خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ ...[7]}
[سورة القمر] .وقال :
{ يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ[43]
خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ...[44]}
[سورة المعارج] وقال: :
{ وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ ...[45]}
[سورة الشورى] .
أي: أنهم لا يحركون أبصارهم يمنة ويسرة، وينظرون إلى أعلى،
ولا يحركون جوارحهم، وإنما ينظرون من طرف خفي يُسارقون فيه النظر
مسارقة. هذا ذكره بمعناه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في 'تعارض
العقل والنقل' وذكر نحو ذلك أيضاً في الفتاوى.
[ درء التعارض 7/ 24، الفتاوى 6/ 578].
الأمور التي تنافي الخشوع:
أولها: كثرة الحركة سواء في الصلاة أو خارج الصلاة: كما قلت لكم في الذي
يمشي ويخطر بيديه هكذا في مشيته، فهو كثير الحركة، فهذا أبعد ما يكون
عن الخشوع والوقار، وقلة الحركة تنبئ عن سكينة وتؤدة ووقار وخشوع،
وكذلك في الصلاة، والله عز وجل يقول
{ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ[238] }
[سورة البقرة]
والمراد به أن يكون العبد ساكناً مع طول القيام فيها، لا يلتفت، ولا يرفع
بصره، ولا يتحرك، ولا ينشغل بشيء من جوارحه، أو ببصره عن ما هو
بصدده، ' لأن الخشوع يتضمن السكينة والتواضع جميعاً؛ ولهذا نقل عن
عمر رضي الله عنه أنه رأى رجلاً يعبث بلحيته فقال:
' لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه' يعني: سكنت وخضعت . والله يقول:
{ وَمِنْ ءَايَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ ...[39]}
[سورة فصلت] .
فأخبر أنها بعد الخشوع تهتز، والاهتزاز حركة، وتربو، والربو: الارتفاع ،
فُعلم أن الخشوع فيه سكون و انخفاض، ولهذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم
يقول في حال ركوعه: :
[اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَلَكَ أَسْلَمْتُ خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي وَمُخِّي
وَعِظَامِي وَعَصَبِي...]
رواه مسلم .
فوصف نفسه بالخشوع في حال الركوع لأن الراكع ساكن متواضع '
[ما بين الأقواس من كلام الشيخ ابن تيمية].
الأمر الثاني: هو رفع البصر: وهو منهي عنه في الصلاة لكونه مما ينافي
الخشوع، والله عز وجل قد ذكر خشوع أهل الموقف فقال:
{ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ[6]خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ ...[7]}
[سورة القمر] .وقال :
{ يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ[43]
خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ...[44]}
[سورة المعارج] وقال: :
{ وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ ...[45]}
[سورة الشورى] .
أي: أنهم لا يحركون أبصارهم يمنة ويسرة، وينظرون إلى أعلى،
ولا يحركون جوارحهم، وإنما ينظرون من طرف خفي يُسارقون فيه النظر
مسارقة. هذا ذكره بمعناه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في 'تعارض
العقل والنقل' وذكر نحو ذلك أيضاً في الفتاوى.
[ درء التعارض 7/ 24، الفتاوى 6/ 578].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق