سلسلة أعمال القلوب (118)
السلف والخشوع:
: يقول الحسن البصري رحمه الله:'إن المؤمنين لما جاءتهم هذه الدعوة
من الله صدقوا بها، وأفضى يقينها إلى قلوبهم، وخشعت لله قلوبهم وأبدانهم
وأبصارهم، وكنت والله إذا رأيتهم رأيت قوماً كأنهم رأى عين- يعني: للجنة
والنار- فوالله ما كانوا بأهل جدل ولا باطل، ولا اطمأنوا إلا إلى كتاب الله،
وما أظهروا ما ليس في قلوبهم، ولكن جاءهم عن الله أمر؛ فصدقوا به،
فنعتهم الله في القرآن بأحسن نعت فقال:
{ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا
وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا[63] }
[سورة الفرقان].
قال: حلماء لا يجهلون، وإذا جُهل عليهم حلموا، يصاحبون عباد الله نهاراً
بما يسمعون، ثم ذكر ليلهم خير ليل فقال:
{ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا[64] }
[سورة الفرقان]
تجري دموعهم على خدودهم؛ خوفاً من ربهم. فقال:'لأمر ما سهروا ليلهم،
لأمر ما خشعوا نهارهم . ثم قرأ:
{ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا[65]}
[سورة الفرقان] .
قال: كل شيء يصيب ابن آدم، ثم يزول عنه فليس بغرام، إنما الغرام الملازم
له ما دامت السماوات والأرض قال: صدق القوم والله الذي لا إله إلا هو،
فعلموا وأنتم تمنون، فإياكم وهذه الأماني؛ فإن الله لم يعط عبداً بأمنيته خيراً
قط في الدنيا والآخرة، وكان يقول:' يالها من موعظة لو وافقت من القلب
حياة '.
فتيـة يُعرف التخشع فيــــهم كلهم أحكم القرآن غلامـــــا
قد بـرى جلدهم التهجد حتــى عـاد جلداً مصفـراً وعظامـــــا
تتجافى عن الفراش من الخوف إذا الجاهـلون بــاتوا نيــامــــا
بأنيـــن وعبـــرة ونحيــب ويظلـون بالنهار صيــــامــا
يقرؤون القرآن لا ريــب فيـــه ويبيتون سجـــداً وقيامــــا
قرأ ابن عمر رضي الله عنه بـ:
{ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ[1]{ فلما بلغ:} يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ[6]}
[سورة المطففين] .
بكى حتى خر وامتنع عن قراءة ما بعدها [الزهد لوكيع]. وبات رجل عند
الربيع بن خثيم ذات ليلة، فقام الربيع يصلي، فمر بهذه الآية:
{ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا...[21]}
[سورة الجاثية] .
فمكث ليلة حتى أصبح يبكي بكاء شديداً لا يجاوز هذه الآية .
لهم دموع من خشوع نفوســــهم ودموعها فوق الخدود غـــزارُ
يقول مسروق: قال لي رجل من أهل مكة: هذا مقام أخيك تميم الداري
صلى ليلة حتى أصبح، أو كاد يقرأ آية، ويرددها ويبكي:
{ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا...[21]}
[سورة الجاثية] .
بكى الباكون للرحمن ليــــــلاً وباتوا جمعهم لا يسأمونـــــا
بقاع الأرض من شوق إليــــهم تحن شي عليهـا يسجدونـــــا
وكان إبراهيم النخعي إذا سمع قوله تعالى:
{ إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ[1] }
[سورة الانشقاق]
اضطرب حتى تضطرب أوصالة . واشتكى ثابت البناني عينه، فقال له
الطبيب: اضمن لي خصلة تبرئ عينيك . قال: ما هي؟ قال: لا تبك . قال:
'وما خير في عين لا تبك' [الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا].
نزف البكاء دموع عينك فأستعــر عينــاً لغيرك دمعها مــدرارُ
من ذا يعيرك عينه تبكي بــــها أرأيت عيناً للــــدموع تُـعارُ
السلف والخشوع:
: يقول الحسن البصري رحمه الله:'إن المؤمنين لما جاءتهم هذه الدعوة
من الله صدقوا بها، وأفضى يقينها إلى قلوبهم، وخشعت لله قلوبهم وأبدانهم
وأبصارهم، وكنت والله إذا رأيتهم رأيت قوماً كأنهم رأى عين- يعني: للجنة
والنار- فوالله ما كانوا بأهل جدل ولا باطل، ولا اطمأنوا إلا إلى كتاب الله،
وما أظهروا ما ليس في قلوبهم، ولكن جاءهم عن الله أمر؛ فصدقوا به،
فنعتهم الله في القرآن بأحسن نعت فقال:
{ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا
وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا[63] }
[سورة الفرقان].
قال: حلماء لا يجهلون، وإذا جُهل عليهم حلموا، يصاحبون عباد الله نهاراً
بما يسمعون، ثم ذكر ليلهم خير ليل فقال:
{ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا[64] }
[سورة الفرقان]
تجري دموعهم على خدودهم؛ خوفاً من ربهم. فقال:'لأمر ما سهروا ليلهم،
لأمر ما خشعوا نهارهم . ثم قرأ:
{ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا[65]}
[سورة الفرقان] .
قال: كل شيء يصيب ابن آدم، ثم يزول عنه فليس بغرام، إنما الغرام الملازم
له ما دامت السماوات والأرض قال: صدق القوم والله الذي لا إله إلا هو،
فعلموا وأنتم تمنون، فإياكم وهذه الأماني؛ فإن الله لم يعط عبداً بأمنيته خيراً
قط في الدنيا والآخرة، وكان يقول:' يالها من موعظة لو وافقت من القلب
حياة '.
فتيـة يُعرف التخشع فيــــهم كلهم أحكم القرآن غلامـــــا
قد بـرى جلدهم التهجد حتــى عـاد جلداً مصفـراً وعظامـــــا
تتجافى عن الفراش من الخوف إذا الجاهـلون بــاتوا نيــامــــا
بأنيـــن وعبـــرة ونحيــب ويظلـون بالنهار صيــــامــا
يقرؤون القرآن لا ريــب فيـــه ويبيتون سجـــداً وقيامــــا
قرأ ابن عمر رضي الله عنه بـ:
{ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ[1]{ فلما بلغ:} يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ[6]}
[سورة المطففين] .
بكى حتى خر وامتنع عن قراءة ما بعدها [الزهد لوكيع]. وبات رجل عند
الربيع بن خثيم ذات ليلة، فقام الربيع يصلي، فمر بهذه الآية:
{ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا...[21]}
[سورة الجاثية] .
فمكث ليلة حتى أصبح يبكي بكاء شديداً لا يجاوز هذه الآية .
لهم دموع من خشوع نفوســــهم ودموعها فوق الخدود غـــزارُ
يقول مسروق: قال لي رجل من أهل مكة: هذا مقام أخيك تميم الداري
صلى ليلة حتى أصبح، أو كاد يقرأ آية، ويرددها ويبكي:
{ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا...[21]}
[سورة الجاثية] .
بكى الباكون للرحمن ليــــــلاً وباتوا جمعهم لا يسأمونـــــا
بقاع الأرض من شوق إليــــهم تحن شي عليهـا يسجدونـــــا
وكان إبراهيم النخعي إذا سمع قوله تعالى:
{ إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ[1] }
[سورة الانشقاق]
اضطرب حتى تضطرب أوصالة . واشتكى ثابت البناني عينه، فقال له
الطبيب: اضمن لي خصلة تبرئ عينيك . قال: ما هي؟ قال: لا تبك . قال:
'وما خير في عين لا تبك' [الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا].
نزف البكاء دموع عينك فأستعــر عينــاً لغيرك دمعها مــدرارُ
من ذا يعيرك عينه تبكي بــــها أرأيت عيناً للــــدموع تُـعارُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق