شرح الدعاء (62)
(اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ، وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ، وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ، وَعَذَابِ
الْقَبْرِ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا. أَنْتَ وَلِيُّهَا
وَمَوْلَاهَا. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ،
وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا)([1]).
المفردات:
زكَّاها: أي طهرها.
فيه حرص الصحابة على نقل ألفاظ الحديث بكل دقة وأمانة كما سمعوها
رضى الله عنهم اجمعين من النبي صلى الله عليه وسلم ، دون زيادة
ولا نقصان دلالة على عدالتهم وصدقهم في القول والإخبار .
الشرح:
قوله: (اللَّهم آت نفسي تقواها): فيه طلب من اللَّه تعالى أن يعطيه تقوى
النفس بأن يحرزها عن متابعة الهوى، وارتكاب الفجور، والفواحش.
قوله: (وزكِّها أنت خير من زكَّاها): أي طهِّر نفسي من خلق ذميم، ومن
كل عيب وذنب؛ لأنك ((أنت خير من زكاها)): أي لا مُزكّي لها إلا أنت، فإنك
تطهر النفوس فتصبح طاهرة طيبة بمقتضى حكمتك ومشيئتك، وسعة علمك
لمن استحق ذلك.
قوله: (أنت وليها ومولاها): وهذا استئناف على بيان الموجب، وأن إيتاء
التقوى، وتصليح التزكية فيها، إنما كان لأنه هو المتولي لأمرها،
وربها وسيدها ومالكها .
قوله: (اللَّهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع): علم لا أعمل به، ولا أعمله،
ولا يبدل أخلاقي وأقوالي لقلة الإخلاص، أو من رياء وسمعة،
أو علم لا يحتاج إليه.
قوله: (ومن قلب لا يخشع): لقساوته؛ لا يتأثر بالمواعظ، وبالزواجر
ولا بالنصائح، وفي قرن الاستعاذة من علم لا ينفع بالقلب الذي لا يخشع،
إشارة إلى أن العلم النافع ما أورث الخشوع للَّه تعالى.
قوله: (ومن نفس لا تشبع): من جمع حطام الدنيا، ولا تقنع بما أتيتها من
فضلك، ولا تفتر عن الجمع، ويدخل كذلك بالنهمة، وهي كثرة الأكل، والطعام
دون شبع .
قوله: (ومن دعوة لا يستجاب لها): لفقدها شروط الاستجابة، أو لسوء
بالداعي([2]), أو لعدم حسن ظنه بربه بالإجابة، أو دعوةٍ لا يحبها اللَّه
لما فيها من سوء أو قطيعة رحم؛ فإن اللَّه تعالى سميع قريب مجيب كريم،
لا يردُّ من دعاه لسعة كرمه وجوده وقربه من سائليه، فمن رُدَّ دعاؤه فقد
خاب وخسر، والعياذ باللَّه، ومنع من خير الأبواب التي لا تغلق إلا على شقِيٍّ.
ودلّ هذا الدعاء المبارك على أهمية التوسل بصفات اللَّه تعالى، ومنها صفة
التزكية الفعلية (وزكها أنت خير من زكاها). فإن التوسل بصفات اللَّه تعالى
وأسمائه أرجى في قبول الدعاء، ورفعه إلى ربّ الأرض والسماء .
([1]) أخرجه مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار،
باب التعوذ من شر ما عمل، ومن شر ما لم يعمل، برقم 2722.
([2]) فيض القدير، 2/ 153، الفتوحات الربانية لابن علان، 3/ 632.
(اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ، وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ، وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ، وَعَذَابِ
الْقَبْرِ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا. أَنْتَ وَلِيُّهَا
وَمَوْلَاهَا. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ،
وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا)([1]).
المفردات:
زكَّاها: أي طهرها.
فيه حرص الصحابة على نقل ألفاظ الحديث بكل دقة وأمانة كما سمعوها
رضى الله عنهم اجمعين من النبي صلى الله عليه وسلم ، دون زيادة
ولا نقصان دلالة على عدالتهم وصدقهم في القول والإخبار .
الشرح:
قوله: (اللَّهم آت نفسي تقواها): فيه طلب من اللَّه تعالى أن يعطيه تقوى
النفس بأن يحرزها عن متابعة الهوى، وارتكاب الفجور، والفواحش.
قوله: (وزكِّها أنت خير من زكَّاها): أي طهِّر نفسي من خلق ذميم، ومن
كل عيب وذنب؛ لأنك ((أنت خير من زكاها)): أي لا مُزكّي لها إلا أنت، فإنك
تطهر النفوس فتصبح طاهرة طيبة بمقتضى حكمتك ومشيئتك، وسعة علمك
لمن استحق ذلك.
قوله: (أنت وليها ومولاها): وهذا استئناف على بيان الموجب، وأن إيتاء
التقوى، وتصليح التزكية فيها، إنما كان لأنه هو المتولي لأمرها،
وربها وسيدها ومالكها .
قوله: (اللَّهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع): علم لا أعمل به، ولا أعمله،
ولا يبدل أخلاقي وأقوالي لقلة الإخلاص، أو من رياء وسمعة،
أو علم لا يحتاج إليه.
قوله: (ومن قلب لا يخشع): لقساوته؛ لا يتأثر بالمواعظ، وبالزواجر
ولا بالنصائح، وفي قرن الاستعاذة من علم لا ينفع بالقلب الذي لا يخشع،
إشارة إلى أن العلم النافع ما أورث الخشوع للَّه تعالى.
قوله: (ومن نفس لا تشبع): من جمع حطام الدنيا، ولا تقنع بما أتيتها من
فضلك، ولا تفتر عن الجمع، ويدخل كذلك بالنهمة، وهي كثرة الأكل، والطعام
دون شبع .
قوله: (ومن دعوة لا يستجاب لها): لفقدها شروط الاستجابة، أو لسوء
بالداعي([2]), أو لعدم حسن ظنه بربه بالإجابة، أو دعوةٍ لا يحبها اللَّه
لما فيها من سوء أو قطيعة رحم؛ فإن اللَّه تعالى سميع قريب مجيب كريم،
لا يردُّ من دعاه لسعة كرمه وجوده وقربه من سائليه، فمن رُدَّ دعاؤه فقد
خاب وخسر، والعياذ باللَّه، ومنع من خير الأبواب التي لا تغلق إلا على شقِيٍّ.
ودلّ هذا الدعاء المبارك على أهمية التوسل بصفات اللَّه تعالى، ومنها صفة
التزكية الفعلية (وزكها أنت خير من زكاها). فإن التوسل بصفات اللَّه تعالى
وأسمائه أرجى في قبول الدعاء، ورفعه إلى ربّ الأرض والسماء .
([1]) أخرجه مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار،
باب التعوذ من شر ما عمل، ومن شر ما لم يعمل، برقم 2722.
([2]) فيض القدير، 2/ 153، الفتوحات الربانية لابن علان، 3/ 632.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق