أحب زوجي لكنه غامض وكتوم ولا أفهمه!
عندي مشكلة تقلقني وتحيرني كثيراً: أنا متزوجة منذ 4 سنوات، وعمري
الآن 26 سنة، وزوجي أكبر مني ب 6 سنوات، ولدينا طفلة ولله الحمد.
مشكلتي أني بعد هذه السنوات من الزواج ما زلت أحسُّ أنَّ زوجي غريب
بالنسبة لي، وأنا أحبُّه كثيراً، ولم أرَ منه تصرفاً يسيء إليَّ؛ غير أنه غيور
جداً، ويمنعني من زيارة الأقارب، إلَّا أهلي لا يمنعني عنهم.
أنا بالنسبة له كالكتاب المفتوح، كل شيء يعرفه عني، وكل ما يحصل معي
أحكيه له، وكله آذان صاغية. لكن هو بالعكس؛ نادراً ما يحكي لي ما يحصل
معه، ولا أعرف ما إن كان يحبُّني أم لا؛ فهو لا يعبِّر عن حُبه أو كرهه. وإن
كانت عنده مشكلة ينعزل ثلاثة أيام أو أكثر وهو زعلان ولا يكلمني ولا ينظر
إلي، وعندما أسأله يقول لي: "الأمور طيبة".
أشعر بضيق كبير، ولا أعرف ما الحل لهذه المشكلة!
مع أني أبداً لا أفشي سره.
أرجو أن تفيدوني هل عليَّ أن أصبر وأرضى بما نحن عليه؟ أم هناك
طريقة تجعلني أفهم زوجي ويفضفض لي ما يجول في خاطره؟
الجواب:
ابنتي الحبيبة: حفظكِ الله ورعاك.
سعيدة بهذه المشاعر الطيبة لزوجك وحرصك على رضاه، واعلمي بُنيَّتي أنَّ
هناك الكثير من الرجال الذين لا يبوحون، وحين تكون لديهم مشاكل
يتقوقعون ولا يتكلمون حتى يجدوا حلولاً لها، ويعتبرون أنهم إن تكلموا فهذا
نقص في رجولتهم، فيدخلون (الكهف) - كما يصفه البعض –
وحين ينتهون يعودون لوضعهم الطبيعي.
فلا تأخذي الأمر بشكل شخصي، وإنما هو طَبعٌ عليكِ أن تتقبَّليه وتتعايشي
معه، خاصة أن زوجكِ يبرهن لكِ عن حبه بلغة أُخرى كما ذكرتِ أنتِ،
فترجمي بُعده عنكِ وقت المشاكل بأنه تنحَّى ليجد حلّاً لا ليربككِ وينتقم منك
أو لأنه يكرهك، فعدم كلامه معك أو عدم انتباهه لكِ سببه أن ذهنه مشغول بالمشكلة،
وتصبح مسؤولياته الأُخرى هامشية حتى يخرج مما هو فيه.
حاولي أن تحاوريه ليخبركِ ماذا يحب أن تتصرفي حين يكون في هذا
الوضع، فإن قال إنه يريد أن يكون وحيداً فاحترمي رغبته، وفسِّريها على
محمل الإيجابية وبحسن ظن، ومن المهم أن لا تُنكري عليه صمته، ولا تلحِّي
عليه بمشاركتكِ في حل المشكلة؛ لأنكِ بذلك تقولين له إنه غير قادر
على حل المشكلة لوحده.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق